-لا تتزوجي ميليشياوي-.. حملة ليبية تحذر الفتيات بعد حوادث قتل

2025 / 11 / 25

الحملة جاءت عقب اغتيال صانعة المحتوى خنساء المجاهد والعثور على جثة زوجة قائد ميليشيا "العمّو" مقتولة ومدفونة في حديقة منزلها

أطلق ليبيون حملة إلكترونية موجهة للفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار "لا تتزوجي ميليشياوي"، وذلك إثر حوادث اعتداء وجرائم استهدفت نساء في مناطق مختلفة، واتهم أشخاص ينتمون إلى مجموعات مسلحة بالضلوع فيها.

وجاءت الحملة عقب حادثة اغتيال صانعة المحتوى خنساء المجاهد، التي تم ترجيح أن يكون سبب قتلها هو الانتقام من زوجها، وهو أحد قيادات مدينة الزاوية وعضو سابق في لجنة الحوار السياسي، وكذلك بعد العثور على جثة زوجة قائد ميليشيا "العمّو" أحمد الدباشي مقتولة ومدفونة في حديقة منزلها وتوجيه الاتهامات لزوجها في هذه الجريمة.

ودعت الحملة الفتيات الليبيات إلى عدم المخاطرة وتجنب الارتباط بعناصر الميليشيات وحاملي السلاح من أجل الامتيازات المادية أو نمط الحياة الفاخر الذي يعيشه هؤلاء، بسبب طبيعة البيئة المتوترة التي يتحركون داخلها، والضغوط المرتبطة بالنفوذ والسلاح، والتي قد تعرضهم دائماً إلى تهديدات وتشكل مخاطر على حياتهم وحياة أسرهم.

وكتب الناشط يوسف الجازوي الداعم للحملة: "يا بنات لا تتزوجن برجل ميليشياوي، لأن المال والسلاح والسيارات الفخمة لا تضمن الاستقرار، والذي يعيش وسط توتر وخلافات ونزاع ومشاكل دائمة لن يمنحكن الأمان والراحة".

أما الناشطة ميمي محمد فتساءلت "كيف تتوقعون أن تكون نهاية واحدة تتزوج ميليشياوي في هذا الوقت؟ البعض يزوج ابنته لشخص مقابل المال والجاه والهدايا، وينسى أن هذه العلاقات نهايتها محفوفة بالمخاطر وغالباً من حوله يدفعون الثمن، إما زوجته أو أخته أو حتى بناته".

وجاءت الحملة للتعبير عن القلق المجتمعي إزاء تزايد حوادث العنف والجرائم المرتبطة بأفراد التشكيلات المسلحة، وسط غياب لتطبيق القانون وتعزيز ظاهرة الإفلات من العقاب.

*****


ميليشيات ليبيا.. تاريخ من جرائم الحرب

تشير الجرائم التي ترتكبها ميليشيات متطرفة والتي تقف ورائها أطراف سياسية، إلى مدى الخطر الذي تشكله هذه الميليشيات على مستقبل ليبيا.

ففي يوم واحد قتل 30 مواطنا في منطقة القره بولي شرقي العاصمة الليبي طرابلس، في هجوم شنته ميليشيات فجر ليبيا القادمة من مدينة مصراتة.

وليست هذه الجريمة الأولى التي ترتكبها الميليشيات في غربي ليبيا، ففي عام 2011 هجرّت الميليشيات أكثر من 40 ألف مواطنا من مدينة تاورغاء، ومازالوا مهجرين حتى هذه اللحظة.

وفي عام 2012، هاجمت الميليشيات مدينة بني وليد وقتلوا العديد من المواطنين الليبيين تحت قرار 7 الصادر عن المؤتمر الوطني العام في حملة من أجل القبض على أشخاص غير محددين في جريمة قتل.

وخلال عامي 2012 و2013 تم اغتيال أكثر من 500 ضابط وعسكري ليبي على يد الميليشيات شرقي ليبيا. كما تم اغتيال العديد من النشطاء كتوفيق بن سعود ومفتاح بوزيد وسلوى بوقعيقيص.

قتل متظاهرين

وفي عام 2013 خرجت مظاهرات ضد التشكيلات المسلحة في بنغازي، وعند وصول المظاهرة إلى مقر كتيبة وسام بن حميد أطلق مسلحون النار على المتظاهرين.

وسقط في هذا اليوم أكثر من 40 متظاهرا. وسمي هذا اليوم بـ "السبت الأسود" في بنغازي.

وفي ذات العام، قد قتلت إحدى الميليشيات القادمة من مصراته 55 متظاهرا وسط العاصمة الليبية طرابلس، فيما عرفت بمجزرة غرغور.

وفي حادثة أخرى اغتال مسلحون مجهولون مدير الأمن في العاصمة طرابلس العقيد محمد سويسي بعد خروجه من اجتماع في تاجوراء بضواحي العاصمة الليبية.

اغتيال واختطاف

وفي عام 2014، تم اغتيال الناشطة انتصار الحصائري على يد مسلحين مجهولين.

وفي أكتوبر 2013، تعرض رئيس الوزراء الأسبق علي زيدان للاختطاف من قبل ميليشيا مسلحة تعرف باسم غرفة عمليات ثوار ليبيا حيث قام مسلحون تابعون لها بخطفه من الفندق الذي يقيم به في طرابلس.

وفي فجر الجمعة 10 يونيو 2016 قتل مسلحون مجهولون 20 سجينا ليبيا كان النائب العام قد أصدر قرارات عفو بحقهم، وهي ما عرف بمجزرة الرويمي.

تدمير مطار طرابلس

نشبت المعركة في يوليو وأغسطس 2014، بين ميليشيات فجر ليبيا (مكونة من غرفة عمليات ثوار ليبيا وكتائب من مصراتة) وكتائب الزنتان، لا سيما كتيبة أمن المطار.

وأفادت التقارير أن 90 في المائة على الأقل من منشآت المطار، و21 طائرة، دمرت بسبب الأعمال الإقتتالية.

وقدرت قيمة الطائرات المدمرة بملياري دولار أميركي، بينما تم تحويل الرحلات الجوية من طرابلس إلى مطار معيتيقة الدولي.

الهجوم على الهلال النفطي

في 25 ديسمبر 2014، قتل 19 جنديا ليبيا وهم 14 من حراس محطة الكهرباء البخارية غربي سرت والتابعين لكتيبة (الجالط) 136 مشاة التابعة للجيش في هجوم شنته ميليشيات فجر ليبيا في مدينة سرت استعدادا لمهاجمة ما يعرف بمنطقة "الهلال النفطي" شرقي البلاد.

كما قتل أربعة جنود آخرين من هذه الكتيبة بعد اشتباكات دارت مع ميليشيات فجر ليبيا بسبب هذا الهجوم.

واستهدفت الميليشيات أيضا خزانا للنفط في مرفأ السدرة النفطي بقذيفة صاروخية تسببت باشتعال النيران به ماتسبب في انصهاره وامتداد النيران إلى خزانات نفط مجاورة.

والمثير للانتباه أن منطقة الهلال النفطي كانت هدفا مشتركا بين الميليشيات وتنظيم داعش الذي سيطر على سرت بعد ذلك بكل سهولة بعد انسحاب الميليشيات منها.

خطف الأطفال

ووسط فوضى الأمن في ليبيا، تقوم بعض الميليشيات في العاصمة الليبية طرابلس باختطاف الأطفال في محاولة لابتزاز الأهالي وكسب الأموال.

وتهدد هذه الممارسات السلم الاجتماعي في البلاد، حيث يعيش المواطن بين خوف فقدان حياته جراء هجمات الميليشيات أو تنظيم داعش أو الخوف على أهله وأولاده من عمليات الخطف والابتزاز.


المصدر : منية غانمي

غلق