-المرأة والتكنولوجيا-



محمد الكحط
2007 / 6 / 19

أضخم تجمع عالمي للمهندسات والمهندسين
إشادة بدور المرأة في أقتحام المجالات التكنولوجية
تحت شعار " دعم تواجد المرأة في الهندسة والتكنولوجيا" عقدت في تونس ندوة نظمها الإتحاد الدولي للمنظمات الهندسية للفترة من 6-9 حزيران 2007م، تحت رعاية الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وهي أكبر تجمع هندسي عالمي حيث أجتمع حوالي 500 مهندسة ومهندس من مختلف أنحاء العالم، يمثلون أكثر من 60 دولة، وغالبية المشاركات من المهندسات والخبيرات في القضايا العلمية والهندسية.

أفتتح الندوة الهندسية السيد محمد الغنوشي الوزير الأول نيابة عن الرئيس التونسي، وبحضور السيدة سلوى العياشي اللبان وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة وعدد من المسؤولين من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية المختصة، وفي جلسة الأفتتاح سلمت السيدة كلوديا مورال الرئيسة المساعدة للندوة والمديرة التنفيذية لمركز المرأة وتكنولوجيا المعلومات بجامعة مارلاند في الولايات المتحدة الأمريكية " درع الإتحاد الدولي للأمتياز الهندسي إلى السيد الغنوشي ممثل الرئيس التونسي تقديرا لجهوده في الإرتقاء بمكانة المرأة ودعم حضورها في شتى الميادين.



وفي كلمة الأفتتاح أشار السيد الغنوشي ((إلى إشكالية المساواة بين المرأة والرجل في المجال التكنولوجي، والتي لا تزال دون الهدف المطلوب، وقال: وقد مثلت هذه الإشكالية أحد محاور القمّة العالمية لمجتمع المعلومات التي أحتضنتها تونس منذ سنتين والتي كانت مناسبة لتطارح التحديات المتصلة بالهوة المعرفية والعلمية والتكنولوجية بين الدول الصناعية والدول النامية من ناحية وداخل المجتمعات من ناحية أخرى))، كما قدم إحصائيات واعدة عما تحقق للمرأة التونسية وشخص إقبال التونسيات على الأختصاصات الهندسية ووصلت نسبتهن كطالبات إلى 45%، كما بلغت نسبة الخريجات من مؤسسات التعليم العالي الهندسي 36%، وتمارس نسبة 18% منهن مهنة الهندسة وهي نسبة تعتبر لا بأس بها مقارنة ببقية البلدان.

أما كلمة السيد كمال العيادي رئيس الإتحاد الدولي للمنظمات الهندسية فجاء فيها، (( لقد قوبلت ندوتنا هذه بإهتمام بالغ لدى المنظمات والهيئات الدولية، ولدى جلّ من توجهنا لهم بالدعوة سواء للمساهمة في تنظيمها وإثراء محتواها أو للمشاركة في فعالياتها. وإن حضوركم بهذا العدد وبهذهِ النوعية ليقيم الدليل على هذا الاهتمام))،









وجاء في كلمة السيدة كلوديا مورال ((بأن الهدف من هذه الندوة هو تشجيع دور المرأة في مجال الهندسة والتكنولوجيا وأن قطاع الهندسة رغم أهميته في التنمية الاقتصادية والمدنية فأنه ظلّ يعاني من العديد من المشاكل ومن قلة تواجد العنصر النسوي، وأشارت إلى أن الذنب لا يتحمله الرجل وحده بل أن المرأة تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية لعدم شجاعتها على أقتحام بعض الميادين التي تبدو صعبة ولا تصلح لبنيتها الجسدية وأنوثتها...))، أما السيد طوني مارجورام ممثل اليونسكو فقد قال، (( أن من أهداف منظمة اليونسكو هي العدالة والمساواة بين المرأة والرجل، وأن مشاركة المرأة في قطاع الهندسة مهمة جداً في العدالة والمساواة بينها وبين الرجل، وأن مشاركة المرأة في قطاع الهندسة حالياً تفوق بكثير عددها في الثمانينات والتسعينات، لكن العدد بدأ يشهد تراجعاً تدريجياً في السنوات الخمس الأخيرة.))
ألتقينا أثناء الندوة بالسيدة المهندسة الكويتية هيفاء المضاف من معهد الكويت للأبحاث العلمية وتوجهنا لها بأسئلة تتعلق بالندوة ومدى مساهمة المرأة العربية بهاِ ومدى تجاوبها مع التكنولوجيا الحديثة من ناحية التحصيل العلمي وممارسة المهنة، فأوضحت أن مساهمة المرأة العربية جيدة، و بسبب الظروف التي تواجهها وخاصة حرمانها من العديد من الأمور تلجأ لإثبات ذاتها من خلال توجهها إلى التحصيل العلمي وخصوصاً في مجال الهندسة أو الطب، وأثبتت قدرتها وتفوقها الأكاديمي والمهني. وسألناها حول تفاوت القدرات الأقتصادية بين بلد وآخر وتأثيره على تعليم المرأة، أجابت أن الهند مثلاً من البلدان الفقيرة ولكن المرأة لها إنجازات علمية مشهود لها.



أعمال الندوة شهدت تشكيل أربع ورش عمل بالإضافة إلى الجلسات العامة، التي أهتمت بمدى ملائمة التخصص الهندسي لخصوصيات المرأة ودور المهندسات صاحبات الأعمال ودورهن في خلق المؤسسات، إلى جانب بحث دور المرأة في نشر التكنولوجيا بالمجتمعات، والتطرق إلى موضوع المرأة والقوة العاملة. وتحاول الندوة العمل على توحيد الجهود الدولية والمحلية ونشاط المنظمات المدنية لدراسة الإشكاليات التي تواجه المرأة المهندسة في مجال العمل ودراسة أسباب ضعف إقبال النساء على أقتحام مجال الأختصاصات الهندسية والتكنولوجية، كما حاول المجتمعون كسب رهان المساواة بين المرأة والرجل والأخذ بيد المرأة للإندماج وأستيعاب تقنيات العصر والتعامل معها، وقدم خلال الندوة أكثر من 100 بحث تناولت مجمل الجوانب التي يمكن من خلالها تقليص الهوة العددية على الصعيد العالمي بين المرأة والرجل لمسايرة التحولات والتطورات التكنولوجية والانخراط فيها والأستفادة منها، ولتمكين كافة الشعوب الاستفادة منها وأستثمارها في التنمية. كما عالجت الندوة والبحوث سبل تأمين أندماج وتفاعل المرأة في المجال التكنولوجي وتم التوصل إلى العديد من النتائج والتوصيات الهامة بهذا الشأن وللحد من مظاهر الأختلال والتفاوت العلمي والتكنولوجي على الصعيد الدولي.

وصدر عن الندوة "بيان قرطاج" ستتوجه بهِ الهيئات والمنظمات المشاركة في الندوة لرئاسة الإتحاد لعرضه في مؤتمر الهند الذي سيعقد في نوفمبر القادم، والذي تضمن جملة من الإجراءات والتوصيات العملية التي تهدف إلى الارتقاء بدور المرأة في العلوم المتقدمة وسيتم متابعتها وبلورتها في ندوات لاحقة ستهتم بالموضوع ومن المنتظر أن تعقد في مدن عالمية كبرازيليا وواشنطن وبيونس آيرس.