انحدار امني أم انحدار أخلاقي؟



صبا النداوي
2007 / 6 / 22

في ظل الأوضاع الأمنية التي نمر بها نشهد انحدارا يوميا يتمثل في مشاهد العنف والتفجيرات المتكررة حالة تأخذنا إلى العصور القديمة ويوم بعد يوم نلاحظ تحسنا في كل شيء ولا نلمس تغيرا الى الافضل إلا ما ندر!ترى كم تأثر الوضع الاجتماعي بهذا الوضع الأمني وكيف كان التأثر سلبا أم إيجابا؟؟أسئلة متعددة نطرحها كل يوم لنعرف كم تغير من نظام العراق الاجتماعي وبالأخص نظام لشباب لأنهم الشريحة الفعالة في المجتمع وهم الأشد تأثرا بكل ما يطرأ من متغيرات على الحياة.في السابق كنا نعاني من الدكتاتورية وكنا نتمنى الديمقراطية والحرية وها قد سقط نظام الديكتاتورية وجاءت الحرية والديمقراطية فكيف تعاطى الشعب مع هذا المصطلح وكيف تعاملوا وكيف أثرت الحرية على تصرفاتهم وسلوكهم؟ لقد فسر كل شخص الحرية والديمقراطية كما يحلو له وصرنا نصدم يوما بعد آخر إلى معنى الحرية التي صار اغلب الشباب يصرحون بها ويسيرون عليها، لقد تأثر الوضع الاجتماعي بهذه المؤثرات وكان التغيير سلبيا وصرنا يوما بعد آخر نشهد غياب الروح الإنسانية العراقية والتلاعب بمصائر الناس بمختلف الوسائل صار كل شخص حاكم من وجه نظره ويحكم بما يتماشى مع مصالحه.أثرت الأوضاع المتردية للبلاد على جيل بأكمله انحدر تفكيرهم وانحدرت عاداتهم وتقاليدهم وكثرت المشاكل الاجتماعية نتيجة للتفسير الخاطئ والفهم المحدود لمعنى الديمقراطية لقد تجرد غالبية المجتمع من إنسانيته وصرنا نشهد أخطاء متعددة ولا نعرف إصلاحها لحد أدى الى تفشي الخطأ في مجتمعنا, لماذا لا نعود إلى حديث للرسول محمد (عليه أفضل الصلاة والسلام) :من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان. ونأخذ منه العبرة ولماذا صرنا في قول الحق ضعفاء وأكثرنا يغير بقلبه وفي الشر أقوياء ونستعمل أيدينا؟؟شدتني وألهمتني إلى كتابة هذا الموضوع حالة أرى أنها تتكرر بنسب كبيرة هذه الأيام ألا وهي فشل الزواج المبكر بكافة درجاته سواء زواج الأقارب أم زواج الأباعد وتكون المرأة غالبا هي الضحية وفي القليل نشاهد الرجال يصبحون ضحية لمثل هذا النوع من الزواج.أرى إن المجتمع ضعيف ويسكت ولا يأخذ حق المرأة ويكون قويا في تأنيب المرأة إذا طلقت حتى ولو كان الخطأ خطأ الرجل.فهناك شريحة من الشباب راحوا ينتقون شابة من شابات أقاربهم او من الغرباء ويتزوجون بها لحالتها المادية ويحاولون استغلالها.. وتبدأ رحلة الاستغلال بأخذ المال او الذهب او الاعتماد على الزوجة وأهلها في معاشهم وإذا رفضت الزوجة إعطاء المال او ما تملك من (مخشلات) ثمينة إلى الزوج تبدأ المشاكل تدريجيا لان الرياح لم تجر على ما تشتهي سفن الزوج؟؟وان تدخل الأهل وحاولوا لم شملهم وإصلاح ذات البين بينهم واحتفظوا بحقوق بناتهم بدا التهديد بالطلاق لكي يرجعون الأهل بناتهم بشروط الزوج طبعا وان لم يوافق الأهل يبدأ الزوج بسرقة حاجيات ومستحقات الزوجة وبيعها ويستمر بالتهديد لإيذاء الزوجة وأهلها (وهذا كله بسبب الوضع الأمني المتردي) ليجعلوها هي من تطلب الطلاق وتتنازل عن مهرها وحاجياتها ويظل المجتمع يسمي المرأة مطلقة ويقلل من قيمتها بعد كل ما تتعرض له من ضغوط الزوج المستغل.في كل بلدان العالم نجد إن ظاهرة الطلاق متواجدة لعدم حصول تفاهم بين الأزواج ولكنها ليست نهاية العالم إنما هناك تجارب أخرى في الحياة فان فشلت تجربة قد تكلل ثانية بالنجاح, ولماذا نخاف على السمعة فمن زرع حصد زرعه ومن ربى وانشأ صالحا لا يجدر به الخوف على نشئه.إن النساء يضطهدن دائما من قبل المجتمع ونظرته للمرأة بعد الطلاق وتجدهن سجينات في البيت لا يتحركن خوفا من الكلام والثرثرة فلماذا نبقى نثرثر ولا نعالج القضايا بأسلوب أفضل ونبقى نهيئ الفرصة للمستغلين والطامعين بان يعبثوا بمصائر فتياتنا ويستغلوا أموالنا ونحطم مستقبلهن خوفا من ثرثرة شريحة تبنت هكذا إنسان استغل وكسر المرأة ونقف معه ضد المرأة.لقد بدءوا يستعينون بالوضع الأمني والانفلات والتهديد المباشر وراحوا يبيعون مستحقات وهدايا زوجاتهم وان لم تسكت الزوجة ستهدد بمختلف أنواع التهديد فإلى هذا الحد وصل مستوى البعض من شبابنا صارت حياتهم تبدأ بطمع إلى استغلال ونهايتها تهديد!! هل المرأة سلاح رخيص بيدكم والى متى يبقى المجتمع والقانون غير منصف لحق المرأة ويجعلها تارة أضحوكة ومحط استهزاء واستغلال من قبل المجتمع وتارة أخرى تضيع حقوقها لمجرد طلبها الخلاص من زوج اقرب الى قطاع الطرق منه إلى متعلم وواع فمتى سيحل الوضع الأمني وتحل عقدة القانون والمجتمع وينصف حق المرأة، فهل هو انحدار امني أم أخلاقي ما نعانيه؟؟؟