وأد البنات



ريا عاصي
2007 / 7 / 2

لو كنت في بغداد فان المحظوظ سيكون شيئا غير المحظوظ في أي مكان او بقعه في العالم
المحظوظ من عاد لبيته سالما
المحظوظ من تنعم ببرودة هواء المكيف لساعة متواصلة دون انقطاع ومن ثم شغل خط الشارع (مولد الحي ) ومن ثم شغل مولدة المنزل
فهو غني بما فيه الكفاية ليوفر البنزين لمولدته
المحظوظ من غادر بقايا انفجار كان سيكون فريسته الأولى
والمحظوظ من عبأ الوقود لسيارته بعد انتظار أربع ساعات

ولكني لم أحظى بالحظ الجيد في محطة الوقود لأني ومع بالغ الأسف كنت محظوظة فخرجت من انفجار دمر الكل وقتل العديد وجرح أكثر من المائة ولم أكن بينهم غير شاهد عيان لم يصب
وخرجت لأملأ سيارتي بالوقود بالرغم من إني رأيت العديد من الرؤوس المقطوعة والبطون المفتوحة يومها
إلا إن البنزين غاية صارت عظمى
ووقفت بمكان يسمى طابور النساء وفرحت كوني الوحيدة ...والنساء أمامي بعباءاتهن السود والجليكانات الملونة بأيديهن يقفن طابور عريض طويل
وجاء احد حماة الوطن ليبلغني إن الداخلية أصدرت أمرا يمنع النساء قائدات العربات من الدخول والتزود بالوقود من هذه المحطة وخصصت في الرصافة اثنتين وفي الكرخ واحدة فقط لتتمكن النساء من التزود بالوقود
واكتشفت من جديد باني ما زلت أعامل على إنني عورة .....
ترى هل سيعيد رجالات ديننا العظماء ممن يركبون كراسي الحكم اليوم قرار وأد البنات ؟؟؟؟
و إن حصل لن استغرب
فرجال أمتي أنجبهم الرجال ولم تكن لهم يوما أمهات