المرأة... بين الختان و الارضاع



عادل نورالدين
2007 / 7 / 9

قررت مصر اخيرا حظر ختان الاناث. القرار جاء بعد مقتل الطفلة بدور البالغة من العمر 11 عاما، قبيل اجراء عملية ختان لها.. لتُضاف بذلك الى لائحة الشهيدات اللواتي سقطن بسبب هذا العمل الاجرامي.

القرار لن يوقف جرائم الختان المنتشرة بكثرة في مصر، لعدة اسباب، اولها الفساد المستشري في ادارات الدولة، و ضعف الادارة المركزية في تطبيق قراراتها.. عدا عن الدور الذي يلعبه الكهنة و الاسلاميين في بث الغموض و التناقض حول الختان.

هناك اجماع كهنوتي اسلامي و يهودي حول ختان الذكور.
بالنسبة لختان الاناث، فعدا عن رفض معظم شعوب العالم له، فإن معظم الاديان ترفضه و تحرمه.. الا الاسلام !

فكعادة الكهنة المسلمين، فالتناقض سيد الموقف. منهم من يحرم و منهم من يحلل.
و كلاهمها يملكان الكمّ نفسه من الاحاديث النبوية التي تبرر فتاويهما.

في مصر الختان منتشر بكثرة، و الاحصائات تتحدث عن 97 % من نساء مصر تعرضن لجريمة الذبح هذه.
في المقابل، ختان الاناث غير موجود في السعودية التي تطبق الشريعة الاسلامية.
كذلك بالنسبة لايران التي تطبق ايضا الشريعة الاسلامية.
و حتى طالبان حينما استولت على السلطة في افغانستان، لم تقم بفرض ختان الاناث.. و لا طالبات المسجد الاحمر في باكستان، مختونات.

فهل هؤلاء كلهم لا يعرفون الاسلام او يطبقونه بشكل خاطئ؟ فيما فقط بعض كهنة مصر يفقهون الحقيقة؟
إن كان ختان الاناث سنة، فلماذا لا تطبقه و تفرضه الدول التي تتدعي تطبيق الشريعة؟ و لماذا لا يطبقه إسلاميي القاعدة و تنظيماتها؟

إذن، افتى و يفتي العديد من كهنة مصر، (و ايضا كهنة من دول اخرى لا تطبق الختان !) حول تحليل ختان الاناث و واجبه الديني و الاجتماعي.

هم كهنة مصر أنفسهم، الذين اضافوا الحجاب، ركنا سادسا لاركان الاسلام الخمسة.
هم كهنة مصر أنفسهم، الذين افتوا بإرضاع المرأة العاملة لزميلها في العمل، خمس رضعات كاملة.

لقد تغيرت مصر...
كدنا ننسى ان هذا البلد هو من انجب جمال عبد الناصر.. هو من حضن الكتاب و المثقفين العرب ايام الاستعمار العثماني.. هو من حضن المقاومين ايام الاستعمار الاوروبي..
كدنا ان ننسى ان مصر هي من انجبت نجيب محفوظ.

كدنا...