فاطمة المرابط….



سعد البغدادي
2007 / 7 / 21

الذين يعرفون فاطمة سوف لن يستغربوا من الحديث عنها والذين لايعرفونها سوف يجدون امامهم مثلا وانموذجا في الصلابة والتحدي والحياة....
الصلابة في البحث والمثابرة والدرس حتى تصل الى شهادة الدكتوراه والحصول على اجازة في التاريخ والاثار.
والمثابرة في العمل كمهندسة زراعية تعمل من دون كلل
والتحدي... في حمل هذا الفكر والدفاع عن حقوق المراة والشباب وصولا الى ما هو ابعد من ذلك.. الى مقام الانسانية والدفاع عن حملة الفكر
ليس هذا بل هي في المساء تذهب لتاسيس جمعية للمراة المغربية والتعريف بحقوقهن تحاضر وتنظم الدعوات وتجاهد للتعريف بتلك الحقوق وهي بعد ذلك تعمل للتوفيق بين العمل كصحفية في تواصل وطالبة للدكتوراه ومن المغرب الى اسبانيا ثم العودة الى اصيلة... تلك المدينة التي تبقى حلم فاطمة
ثم حبها للحياة وتمسكها بعائلتها حتى ليخال لك انها اسعد عائلة عبر تاريخ اصيلة .. اسمها فاطمة الزهراء المرابط من مواليد أصيلة شمال المغرب.
حاصلة على الإجازة في التاريخ القديم / طالبة في السلك الثالث تخصص اركيولوجيا، متخصصة في مجال الإعلاميات و الانترنيت، مهتمة بالقضايا الاجتماعية بشكل عام و قضايا المرأة بشكل خاص. عضوة مسؤولة في عدة جمعيات ثقافية و نسائية بأصيلة، و بعض المدن الشمالية بالمغرب. ومتزوجة وتشرف على منتدى سحر الشرق الثقافي وتنشر في الصحافة المغربية.
ترى كيف يمكن للمراة العربية ان توفق بين هذه الاعمال كلها وبين حياتها الشخصية , المنزل والبيت والاولاد.
فاطمة المرابط تستفزنا وتجعلنا نعيد القراءة التاريخية للوظائف البيولوجية التي نتشدق بها في معرض حديثنا حول حقوق المراة
فاطمة تجعلنا نتصاغر امام تعبيرات النضال من اجل حرية العمل وحرية التعبير ومساواتها بالرجل لانها بصريح العبارة قطعت اشواطا في استعمال هذه الحرية , ربما لو سالتها كيف تحقق كل ذلك هل التحرر الاقتصادي سببا لهذه المكانة هل الوعي الثقافي هو من جعلك في هذه المنزلة قد تتلعثم وقد لاتجيبك ,لكنه من المؤكد سوف تنظر لك باستخفاف لان ذات السؤال دليل على عدم فهم نضال المراة
انظرلها كيف تتحدث عن ازمة المراة العربية
خلافا لمزاعم كثيرة...فإن اضطهاد النساء لا يرتبط بعوامل بيولوجية، فأسسه اقتصادية و اجتماعية، إذ أن و ظيفة الإنجاب لم تتبدل عند النساء طوال التاريخ، غير أن مكانتهن في المجتمع ما قبل الطبقي لم تكن كمثيلاتها في مجتمع الاستغلال الطبقي، فقد انعدم كل اضطهاد و استغلال لمجموعة أو جنس من طرف أخر نظرا لانعدام الأسس المادية للعلاقات الطبقية، فتنظيم الإنتاج الاجتماعي كان منصفا و كان الكل يشارك في صيرورة الإنتاج لتأمين وجوده و ديمومته،و هكذا إذن نخلص إلى كون أصول اضطهاد النساء بما أنهن جنس ليس وليد عوامل بيولوجية طبيعية فيزيولوجية، و إنما هو مرتبط بتغيرات اقتصادية و اجتماعية
فهي ترفض بشدة هذا التحليل البيولوجي ,ثم انها لاتمل من الكتابة فتكتب عن تاريخ الحركة التجارية في تطوان ثم تنقلك الى الادب والفن حتى ليخيل اليك انك امام كاتب محترف ينصاع له البيان وتتوارد اليه الخواطر من دون ملل اقرء لها مقالا عنونته ( كتابة مقال) فتجد نفسك امام قمة شامخة في العمود الصحفي . فاطمة الزهراء المرابط هي جيل جديد للمراة العربية واكاد اجزم ان فواطم اخريات في دربهن للنضال واسترجاع حقوقهن.