زواج المسيار في شمال العراق؟؟؟؟؟؟



بشار اندريا
2007 / 7 / 26

تقدم الشيخ اريان البرزنجي مستشار وزير الثقافة في اقليم شمال العراق ,بمشروع قانون يجيز زواج المسيار قي الاقليم, للبرلمان الكردي للمناقشة, وحدد الشيخ اسباب سن هذا القانون لانه يعالج اوضاع الكثير من النسوة المتقدمان في العمر والارامل الاتي فقدن ازواجهن( حسب وكالة اكي الايطالية) .

ماهو زواج المسيار؟؟؟

وفي السنوات الاخيرة ظهر ما يسميه الناس زواج المسيار وهذه التسمية جاءت في كلام العامة ,تمييزاً له عن عما تعارف عليه الناس في الزواج العادي,لأن الرجل في هذا الزواج يسير الى زوجته في اوقات متفرقة ولا يستقر عندها.


المسيار في الاصطلاح: هو الزواج الذي يذهب فيه الرجل إلى بيت المرأة ولا تنتقل المرأة إلى بيت الرجل؛ وفي الغالب تكون هذه الزوجة ثانية، وعنده زوجة أخرى هي التي تكون في بيته وينفق عليها.

الفرق بين المسيار والزواج العرفي:

الفرق بين الزواج العرفي والمسيار، أن الزواج العرفي زواج شرعي قد استكمل جميع شروطه وأركانه، وقد كان هو الزواج المتعارف عليه طيلة ثلاثة عشر قرناً بين المسلمين، وقد جاءت تسميته بالعرفي بعد أن ألزمت الدولة بتسجيل عقد الزواج في المحاكم الشرعية أو دوائر خاصة.


اراء العلماء في زواج المسيار.

اختلف العلماء في حكم هذا النوع من الزواج,ويمكن القول انهم ذهبوا في هذا الى فريقيين.

1_ القول بالاباحة او اباحة مع الكراهة.
2_ القول بعدم الاباحة.

من الذين قالوا بالاباحة.

الشيخ عبد العزيز ابن الباز

فحين سئل عن الزواج المسيار والذي فيه يتزوج الرجل بالثانية او الرابعة, وتبقى المراة عند والديها, ويذهب اليها زوجها في اوقات مختلفة تخضع لظروف كل منهما.
اجاب( لاحرج في ذلك اذا استوفى العقد الشروط المعتبرة شرعاً وهي وجود الولي ورضا الزوجين, وحضور شاهدين عدلين على اجراء العقد وسلامة الزوجين من الموائع, لعموم قول النبي محمد(ص)( احق ما اوفيتم من الشروط ان توفوا به ما استحللتم به الفروج)(رواه البخاري).
وقول محمد(ص)(المسلمون على شروطهم),فان اتفق الزوجان على ان المراة تبقى عند اهلها او على ان القسم يكون لها نهاراً لا ليلاً او في ايام معينة او ليالي معينة فلا بأس بشرط اعلان النكاح وعدم اخفائه.


ومن الذين قالوا با باحته مع الكراهة

الدكتور يوسف القرضاوي وفي ذلك يقول(انا لست من دعاة زواج المسيار ولا من المرغبين فيه,فلم اكتب مقالة في تحبيذه او دفاع عنه ولم اخطب خطبة تدعو اليه كل ما في الامر اني سئلت سؤالا عنه فلم يسعني ان اخالف ضميري او اتاجر بديني او اشتري رضا الناس بسخط ربي فأحرم ما اعتقد انه حلال.



القائلون بعدم الاباحة وادلتهم


الدكتور محمد الزحيلي

فيقول......ارى منع هذا الزواج وتحريمه لامرين
اولهما انه يقترن ببعض الشروط التي تخالف مقتضى العقد وتنافي مقاصد الشريعة الاسلامية في الزواج, من السكن والمودة ورعاية الزوجة اولاً والاسرة ثانياً, والانجاب وتربية الاولاد, ووجوب العدل بين الزوجات كما يتضمن عقد الزواج تنازل المراة عن حق الوطء والانفاق وغير ذلك
ثانيهما انه يرتب على ذلك الزواج كثير من المفاسد والنتائج المنافية لحكمة الزواج في المودة والسكن والعفاف والطهر, مع ضياع الاولاد والسرية في الحياة الزوجية والعائلية وعدم اعلان ذلك, قد يراهم احد الجيران او الاقارب فيظن بهما الظنون.... ويضاف ذلك ان زواج المسيار هو استغلال لظروف المراة, فلو تحقق لها الزواج العادي لما قبلت بالاول وفيه شي من المهانه للمراة.


وهنا نقول الرحمة بالمراة المسلمة ,اليس الزواج في الإسلام يقوم على أركان ثلاثة: المودة، الرحمة، السكنى، الواردة في سورة الروم الآية 21، وزواج لا تتوافر له هذه الأركان لا يصح، لأن هذا الأسلوب في الزواج يتنافى مع قوله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) (النساء: من الآية34)، على أن هذا الزواج يظهر فيه استغلال حاجة المرأة حيث يتمتع بقضاء الوطر دون أن يحقق للمرأة كل الأهداف السامية للزواج، قال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (البقرة: من الآية228)، وفي زواج المسيار لا يتحقق للمرأة ما يثبت لها بالزواج في الإسلام والرجل في هذه الحال منتهز لرغبة المرأة في العفاف وتحصين نفسها.

في المقالة القادمة سوف اتكلم عن زواج الشغار.