الحب - الجنس - الدين



ماريو أنور
2007 / 7 / 27

فى خواطرنا , أفكارنا , أذهاننا ...... كثير من الأمور البناءة , وعكسها تماماً في ذات الوقت .... لكن ... ونضع ألوف الخطوط تحت كلمة لكن , كيف نميزها في مجتمعات تختلف ثقافاتها , بيئتها , تقاليدها ....
الحب .... يختلف باختلاف مجتمعاته , وتقاليده .... منا من يرى الحب هو علاقة تقوم أم تبنى على منع الممنوعات فيها ... ويتبتل بالطهارة ... مستبعدا أي من الأمور الشهوانية كما يدعى للوصول إلى الكمال أو تكامل الزواج
ومنا من يرى هذه العلاقة .... هي قمة الإحساس و الشعور بالأخر .... حتى إن تبنى العلاقة المادية في الوصول إلى نشوة الخلود و التضحية للأخر ....
وفينا من يراها بأنها علاقة ترتبط بسنة الحياة .... فيفد فيها كمالها متشبثا بظاهرتها .... مستغنياً عن رحيقها و رونقها في ذات الوقت ....
لا نختلف بالطبع مع اى منهما ... مع تدوين الملاحظة فيما بعد عن كلاً منهما على حده .... مستبين علاقة كل جزر منهما بالحياة الإنسانية ..
أنما ما يستهوينى .... هو علاقة الحب بما يربطها بالجنس ..... يختلف البعض في ربط كلاً منهما بالأخر , بل قد يصل الأمر إلى التحريم في بعض المجتمعات , بينما يربطها الأغلب لاكتمال هذه العلاقة ....
أيهما على خطأ وأيهما على صواب .... جواب يحتاج إلى كثير من الأسئلة التي تحير أكثر مما تجيب ....
فالحب وعلاقته مع الجنس .... بدا بانفصام هذه العلاقة مع نشوء الفكر الديني , بشريعته وعقيدته , منهياً , محرما ً , معاقبا , مشدداً .... كأداة حادة في قلب إنسانية تنبض نشوءها ....
نحن ماديين بالفطرة و الطبيعة .... علاقتنا تحتاج إلى الدليل المادي لاكتمالها و استمراريتها , نعززها , نؤكدها , نحياها , فطره ... تحتاج أيضاً إلى أكثر من هذا .... لكننا نعبر هنا بقليل من كلماتنا ... مع تعزيز بروابط مادية تعمل على ترسيخها في صخرة الحب ....
الجنس دون مقدمات عنه .... هو أولى العلاقات البشرية في خلق الثمرة .... بل هو كيان الإنسانية .... بالفطرة عرف الإنسان الحب , ومارسه دون خجل أو خوف من مصير مظلم يوجد في العقول فقط .... ثم تعاقبت الأجيال بثبوت أكثر وتقدير أعظم .... فهو ثمرة علاقة ترابط أساسها الحب قبل المصلحة .... فالحب هو سبب المسبب , ليست طبيعة حيوانية , بل طبيعة تنمو في رحيقها اسم الحب , رابط البشرية و شريعتها .
تتطور الإنسان .... وتدخل الدين في كينونته معلناً تمرد طفيف في الرباط المقدس للبشرية المتوافقة .... و أخذ يتطور مع تطور المجتمعات فرضً تدخلات إنسانية تحت الشعار الالهى ... مكفرا بالفطرة الطبيعية .... ملزماً بالغيبيات أكثر من الفطريات والحب المقدس ....
بالطبع الإنسانية ترفض شريعة الغاب و الهمجية والانفلات دون إن يعلن هذا باسم الرب أو الإله .... لكن من يصدق هذا ... فالدين فقط هو الذي يبدع ... إنما العقول بالطبع لا .... هكذا نجبر عقولنا في دخول النفق المظلم متوهمين ببناء آخر ينتظرنا .... دون وعى بأننا نحفر نفق ليس له نهاية لحياتنا وفطرتنا البريئة ....
الحب ليس هو الجنس .... نعم ليس هو بل أنه .... الحب أنه هو الجنس .... أرجوكم أريحونا من معتقدات أظلمة عقولنا .... واضعين قيمة الفتاة في غشاءها و طهارتها .... مسدلين الستار على الجوهرة الأعظم في قلب المرأة .... واضعين ثوابت وقوانين , ننتهكها بفطرتنا التي ترفض القبوع و السكون في ظلمة نضعها فيها ..... العنوا الخوف من مصير لن يمس أجسادنا , بل ضمائرنا , .... أعيدوا ترتيب الأولويات من جديد .... معترفين بخطأ ينخر في قلب الإنسانية ...
أعلنوا الحرب على العقول المظلمة ... على كل ما يمس فطره إلهية .....وضعها في قلب وليس كتب مقدسة تقتل كرامة الإنسانية