المرأة بين الأنوثة والإبداع



مازن شريف
2007 / 7 / 28

نعيش في عالم مليء بالتناقضات، عالم يغلب عليه الجهل والقصور الأخلاقي والإنساني والروحي أيضا.
فمكانة المرأة كمكانة الرجل وكلاهما معرض للتشويه ضمن المجتمعات التي لا تعرف طريقا سليما في اختيار الإنسانية وممارسة الأخلاق.
نعيش أزمة عقلية وأخلاقية وعلينا أن نعيد للإنسان انفعالاته الحقيقية كي نسترجع حيوية الفكر الإنساني وأخلاقياته التي بتنا بأمس الحاجة إلى ترسيخها كمصدر أساسي لعبور البشرية إلى الرقي والتطور.
فعالم متنور ومتآخي بات من الممكن تحقيقه في حال التزم كل منا شخصيا بالاعتراف الضمني والعلني بالدرجة الأولى في مصالحة كاملة بين الرجل والمرأة وبين الإنسان والطبيعة وبين الفكر والعقل.
فنحن بحاجة إلى نساء متجددات ورجال متجددين ومن ثم تحويل هذا التجديد إلى انسجام وتناغم متبادل كي تختفي صرخات الكره ونزعات العنف ونتخلص من الجوع والجهل ونترك المجال مفتوحا أمام إنسانية التسامح.
إنها ليست مطالب الحالمين إنها واقع ندعو الجميع للمشاركة فيه من خلال قوة الإرادة وتوجيهها صوب المعالم الإنسانية والأخلاقية النبيلة .
وندعو المرأة قبل الرجل لتكون صانعة للزمن الجديد ولننعم بالسلام والمحبة من اجل حياة سعيدة.

وعندما نتحدث عن الجنس اللطيف نذهب بالتفكير مباشرة إلى المرأة.
لقد حان الوقت لنتحدث عن هذه المشكلة التي تؤرقنا جميعا.
لقد حانت اللحظة لنفتح أعيننا لنبرهن للعالم من هي المرأة.
وان كنت رجلا فاني اشعر بان المرأة مهضومة الحقوق كثيرا خاصة في مجتمعاتنا بغض النظر عن انتماءاتها العرقية أو الدينية لمجرد أنها امرأة.

فالمرأة مخلوق جميل لا تفقد أنوثتها لأنها قوية وقادرة على أن تبتسم وهي حساسة حتى عندما تتعرض إلى الصعوبات وهي قادرة أيضا على مواجهة التحديات التي تفرضها الحياة.
وأتساءل هنا!! كم من الرجال قادرين على تحمل أعباء المنزل والمطبخ وتربية الأطفال والعمل والدراسة والقراءة والبحث عن المعرفة والعمل المستمر لكسب المعلومات والاطلاع؟
ومع كل هذه الأعباء تجد المرأة تعتني بأنوثتها لتكون دائما في أحسن مظهر.

في مجتمعاتنا كثير من الرجال يهربون من المرأة الذكية المتعلمة صاحبة المهن الإنسانية والعلمية.
اليوم ومع تغير المفاهيم أصبحت المرأة عنصرا فعالا في مجتمع ما تزال تتحكم فيه الكثير من المفاهيم المغلوطة وبالرغم من أن الرجل ما زال يصف المرأة أنها قاصر والبعض يعتبرها مصيبة وآخرون يعتبرونها إن رفعت صوتها بأنها فاجرة وان صوتها بحد ذاته عورة، فان الحقيقة التي تغيب عن هؤلاء الرجال ليست كذلك لأن المرأة أقوى من الرجل في تحمل أعباء الحياة ومصائرها.
وبعض الرجال يشعرون أمام هذا النوع من المرأة بأن حقوقهم مهضومة وغير قادرين على مجابهتها.
لان المرأة الذكية متحدثة جيدة ومطلعة ولديها من المعلومات ما يكفي لأي حوار ولاية نقاشات مهما كانت حتى ضمن المعترك السياسي.
وفي تاريخنا السوري الطويل الممتد من أليسار إلى أوروبا إلى زنوبيا وغيرهن من النساء الكثيرات، نساء يحفلن بتاريخ مجيد وأناقة أخاذة وحياة يمكن لأي رجل أن يتخذها مثلا أعلى له. لذلك:
((كل من يحترم المرأة فهو رجل))