في وطننا كابولا...!



رشا الطيار
2007 / 8 / 10


ظننتها غطت رأسها بقطعة قماش على نمط (الحجاب) , لخلل ما بشعرها , لم يخطر ببالي ان صديقتي نادية المسيحية ... قد تحجبت على الطريقة الاسلامية.!

فهذه الايام تحجبن غالبيتهن ومن مختلف المذاهب خوفا من التعرض لاعتداء بعض عناصر المليشيات المسلحة السنية والشيعية الناشطة في العراق الجديد, بحجة تطبيق الشريعة الاسلامية كما يحصل في افغانستان..

ما اشيع في الشارع العراقي من حالات اعتداء وصلت الى قتل السافرات العلني في العاصمة ,زرع الخوف بنفوسهن , خاصة مع ضعف الاجهزة الامنية لتحفاظ عليهن من هكذا حالات, كما ان بعض افراد الشرطة العراقية انفسهم, يتحرشون بهن ويسمعوهن كلمات نابية...بنية التحرش اللهم لا القتل! .

نادية كانت قد اخبرتني عن حوادت قتل فتيات كل ذنبهن لم يرتدوا الحجاب الاسلامي, وكأن بغداد اصبحت نسخة عن كابول عاصمة افغانستان.


لتسلم المراءة من بطش المغرضين من دعاة نشر الثقافة الدينية بالرصاص ارتدت الحجاب ,والعباءة بمختلف تصاميمها (الخليجي ,والاسلامي القديم), فالموظفة كما الطالبة لفت جسدها بالقماش الاسود لتكف عنها شر الطريق.


اذ ان المليشيات تتعامل بموضوعة الحجاب بنفس المفهوم , الا ان المتطرفة منها,تفضل ارتداء المراءة الخمار لتغطية ملامح وجهها ..لتجنب الشباب فتنة الاغراء الانثوي... ففي عرفهم الوجة اصبح عورة محرمة.! .

أي اسلام ينادون به هؤلاء , فهم ينفثون سمومهم داخل المجتمع العراقي ,ولايحترمون حريات الاخرين,حتى المذاهب الاخرى لم تسلم شرهم .

وقد يفرض الحجاب بالقوة في الشارع العراقي, لكنه داخل المؤسسة الحكومية بصورة غير مباشرة , اذ ان هناك وعاظ دين ينصحون بستر المراءة,وقد يكون الواعظ وزيرا على سبيل المثال, فبعض الوزراء الان خطباء جمعة من الطراز الاول , والبعض الاخر من ال(لطامة) حينها لا مفرللموظفة من الحجاب على رأي احداهن (امشي اموري).


يبدوان تمشية الامور وصلت الى مذيعات القناة العراقية الفضائية الناطقة باسم الحكومة , فغالبيتهن محجبات كما هو حال عضوات مجلس النواب العراقي اللاتي لم يقدمن أي شئ للمراءة العراقية ..

حتى الاعلانات الدعائية للحكومة المنتشرة في بغداد, تصور نساءا عراقيات يرتدين الحجاب تحث المواطن على نبذ العنف ...حمد لله لم تحث على الحجاب .

رشأ الطيار
اعلامية عراقية.
[email protected]