دموع المرأة



مثنى كاظم صادق
2007 / 8 / 26

الدمع بصورة عامة محلول مائي يتكون من الملح والسكر والبروتين والأيسوزيم تفرزه العين عند ترجمة العواطف الداخلية من الم او فرح ومن الثابت علميا ان دموع الفرح اقل ملوحة من دموع الحزن وتفرز العين ايضا الدمع عند دخول جسم غريب فيها فتقوم الدموع بتطهيرها ومساعدة العين على اخراج هذا الجسم . قد تشترك معنا بعض المخلوقات ــــ التمساح مثلا ـــ في اخراج الدموع الا ان هذه الدموع ليست الا افرازات ليست لها علاقة بالفرح او الحزن زكثرة الدمع ترتبط بالحساسية المفرطة والعواطف الجياشة التي تختلف من انسان الى اخر لذا كانت المراة ومازالت اكثر من الرجل بكاءا لأن الرجل بطبعه يكبت العواطف في كثير من الاحيان لذا نجد ان عمر الرجل اقصر من المراة ان دموع المراة هي القوة المائية النسائية التي تقهر بوساطتها الارادة الرجالية وفي ذلك يقول امرؤ القيس :( وماذرفت عيناك الا لتضربي / بسهميك اعشار قلب مقتل ) ونفهم من هذا ان المراة قد تستخدم دموعها كسلاح فتاك لتحقيق مآربها ولقد كان لدموع المراة التأثير الكبير على الشعراء مما جعلهم يتفننون به ويشبهوه باللؤلؤ والدر وغيرها من المحاسن وقد تبكي المرأة نتيجة لمشهد تراه فتندمج وجدانيا معه والرجل عموما يتأثر لبكاء المرأة ورؤية دموعها تجري على خدها الأسيل ولاسيما اذا كانت جميلة مثل هيفاء وهبي فيحاول جهد امكانه ان يكفكف لها دموعها ويرضيها وتروي لنا كتب الأدب ان أبا نواس الشاعر انفطر قلبه وتأثر عندما رأى حبيبته (عنان) تبكي في مأتم فوقف متأثرا بهذا الموقف فقال يصفها :( تبكي فتذري الدر من نرجس / وتلطم الورد بعناب / لاتبك ميتا لك في حفرة / وابك قتيلا لك في الباب ) فلقد كان المشهد مؤثرا لدرجة ان الشاعر قد جمع اربعة تشبيهات في بيت واحد فقد شبه الدمع بالدر والعيون بالنرجس والخدود بالورد والأصابع بالعناب ومن يقرأ عن الخنساء فسيجد دمعها متناثرا هنا وهناك مفروشا على قصائدها الخالدات تبكي اخواها بدمع وشعر مما سار به الركبان وحفظته لنا الأزمان .