الكوتا النسائية‮.. ‬خطوة أولى لتنمية شاملة



لبنى الحسن
2007 / 8 / 30

شهدت البحرين في‮ ‬الآونة الأخيرة قفزة هامة على طريق تعزيز مشاركة المرأة في‮ ‬مواقع صنع القرار،‮ ‬حيث وجود العديد من العناصر النسائية في‮ ‬الحكومة والمجلس الوطني‮ ‬وعديد من المواقع الإدارية والقيادية العليا،‮ ‬وقد ساهمت التوجهات التي‮ ‬تبناها الميثاق الوطني‮ ‬في‮ ‬بناء استراتيجية وطنية للمرأة ساعدت على وجود خطط واستراتيجيات وطنية تدفع نحو مشاركة المرأة في‮ ‬تعزيز هذا الحق،‮ ‬خاصة وأن المظلة القانونية الأسمى ممثلة بالدستور تكفل حق المشاركة وتنص على مساواة المواطنين أمام القانون،‮ ‬وما تم إنجازه من مشاركة نسائية من خلال مؤسسات المجتمع المدني‮ ‬خير دليل على الدعم الكبير الذي‮ ‬تلقته هذه المؤسسات من الإدارة السياسية العليا،‮ ‬والتي‮ ‬ما فتئت تعمل على فتح الأبواب لتعميق مشاركة المرأة في‮ ‬كافة مستويات‮.‬
كل ذلك عزز مطالب الكثير من الناشطات في‮ ‬مجال حقوق المرأة بحلول جذرية لمعضلات شائكة،‮ ‬تتمثل في‮ ‬مقومات الحياة الأساسية للفئات الأقل حظاً‮ ‬في‮ ‬المجتمع للحد من أية نكبة اجتماعية ومطالبتها بمشروع قانون لتخصيص عدد من مقاعد المجالس المنتخبة للتنافس النسائي‮ ‬انتخاباً‮ ‬وترشيحاً‮ ‬أو ما‮ ‬يسمى في‮ ‬العرف السياسي‮ ‬بـ‮ ‬الكوتا‮ ‬،‮ ‬حتى لا تبقى المرأة جاهلة بحقوقها وتنتشر الأمية القانونية،‮ ‬فهناك الكثير من الكفاءات النسائية لم‮ ‬يرى عطاؤها النور،‮ ‬حيث الطموح‮ ‬ينتج أكثر من قيادية وتكون المساحة أكبر لرؤية العناصر الفاعلة والإيجابية‮.‬
وبالتأكيد فإن الكثير من أبناء الشعب البحريني‮ ‬يقف مع الجهود الرامية إلى زيادة مشاركة النساء في‮ ‬عملية التنمية بكل أبعادها،‮ ‬ومع مساهمة المرأة في‮ ‬التخطيط لحياتها ومصيرها وإلا سيتولى‮ ‬غيرها هذه المهمة وتبقى كما هي‮ ‬مهمشة على قارعة الحياة،‮ ‬فلدى المرأة قدرة كبيرة على ايجاد حلول للكثير من قضايا التمنية المستدامة،‮ ‬وتوفير الحاجات الأساسية التي‮ ‬يحتاجها المجتمع والعمل على توفير الحد الأدنى للمعيشة على الأقل،‮ ‬إن قضايا المرأة لا‮ ‬يحسمها فقط وجود قانون للأسرة،‮ ‬بل إنها لم تحاول أن تخطو الخطوة الأولى للمطالبة بالمساواة وتكافؤ الفرص لما تواجه من معوقات تتعلق بالنظرة التقليدية لدورها في‮ ‬المجتمع‮.‬
الحق السياسي‮ ‬يلعب دوراً‮ ‬مهما في‮ ‬الدفاع عن قضايا المرأة،‮ ‬ولكن الأهم هو كيف نتلقى هذا التغيير ونحسن التكيف معه،‮ ‬وباعتقادي‮ ‬أن ذلك‮ ‬يكون من خلال البدء بالخطوات التالية‮:‬
1‮- ‬الإفصاح عن المعلومات والدراسات التي‮ ‬تهم النساء في‮ ‬هذا المجال من خلال وسائل الإعلام المحلية المختلفة‮.‬
2‮- ‬عرض كافة الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والمرأة بصفة خاصة بما لاتتعارض ومبادئ الدستور والشريعة الإسلامية‮.‬
3‮- ‬التنسيق بين المنظمات النسائية الدولية المتعددة‮.‬
4‮- ‬الإفصاح عن معوقات أخرى تكمن في‮ ‬البرمجة اللغوية المضادة التي‮ ‬استغلها البعض في‮ ‬تطويق الكفاءات وذلك من خلال تكثيف المؤتمرات الصحافية وورش العمل ومشاركة أكبر قدر ممكن من العناصر النسائية من مختلف القطاعات لكشف النقاب عما‮ ‬يدور على أرض الواقع،‮ ‬خاصة وأن دحض بعض الكفاءات لم‮ ‬يأت بجهود فردية بل من خلال عمل جماعي‮ ‬ُّمفٍ‮-‬ًٌُّْ‮ ‬مبرمج‮ ‬يرى أن الكفاءات التي‮ ‬هي‮ ‬خارج إطار فريق العمل تشكل مصدر إزعاج،‮ ‬لذلك فمن الواجب كشف حقيقة هؤلاء وتعريتهم أمام الرأي‮ ‬العام المحلي‮.‬