البناء الأعرج



حسين عجمية
2007 / 9 / 13

طريقة بناء التركيبة البشرية ضمن تأسيس قسري سيادي من جانب واحد لم يتح ما هو قادر على البقاء في مسار بنية الوجود الإنساني مهما كانت الإدعاءات مترافقة مع الحجة وقوة الإقناع والسيطرة ، فالطبيعة المفاهيمية للعقلية المرتبطة بجذور بنية المعرفة المؤدلجة على قيادة فردية تملك نصف طاقة البناء ، أغرق العالم في متاهات التضليل المستمر نحو وجوب إسقاط نصف الكيان الإنساني من مهمة بناء التاريخ الاجتماعي للحياة وفق متطلباتها الحقيقية .
لماذا لم نطرح سؤالاً مهماً : من يمنح التبرير الحاصل ضمن مسيرة الحياة المرتبطة بالسيادة المتلاحقة والمتتالية للمفاهيم من طرف جنسي واحد ومنع الطرف الآخر من برمجة الحياة بما يتفق مع الأوضاع المناسبة لوجوده . . . ؟
لماذا تحدد المسار وقاوم جميع الجهود المبذولة لإعطاء بنية تتفق مع تلازمية الارتباط الثنائي العقلي في بناء المسيرة البشرية ، وتأمين واقع يلتزم بالتعاون البناء في إكمال الوعي البشري وفق ارتباط الحياة بوجود الثنائية الجنسية ودراسة مفاهيم التاريخ بطريقة مغايرة لطبيعة بنائها ....؟
لماذا لا نمتلك القدرة على اتهام مفاهيمنا بالانحراف عن الطريق الأسلم لإكمال بنائنا المستقبلي وفق غاية تطورية ملتزمة بكافة الأبعاد المرسومة ألموجهه من العناصر الفاعلة في بنائها القائم على الوحدة ....؟
ما هذه الطاقة الهائلة والمنتشرة على كامل العقلية البشرية لنشر التمسك بالطبيعة الذكرية بجانبها الاجتماعي وليس الطبيعي بجانبها القابل لإغراق العالم بالتفاهات الموروثة من العنصرية الذكرية القائمة على القمعية المتواصلة للطبيعة الأنثوية ....!
فالجانب المكمل حتماً لإرادتنا في البقاء ضمن مسيرة الوجود كمنطق كوني قادر على إنتاج الحياة بأشكالها المرتبطة بالوسط الملائم لبقائها واستمرارها ضمن ثنائية تتحد لنشر ذاتها دائماً وتعطي الوجود حياة الضرورة .
إن اختلاق عالم مركب من أضاليل وهمية مقنعة بصفات ذكرية تبعد الناتج التاريخي من الوصول إلى النضج الصحيح وإكمال بنائه مع توافقه الكلي لإنتاج ما هو أكثر حيوية للوجود البشري .
فالكينونة القابلة للوجود كينونة طبيعية تدرك أهمية بقائها ضمن مسار الوجود الحي لأن الطبيعة التفاعلية في مكوناتها متحدة في نسق واحد مرتبط بأهمية بقائها الحي ، فالكائنات غير البشرية تجري ضمن مسارها الطبيعي إنها تتصرف بطريقة توافقية قادرة على مواكبة التغيير في النظام الطبيعي ، وجميع الإيحاءات تخرج عن طبيعتها البنيوية في التكيف مع الوسط المعاش ، فالطبيعة البشرية محملة بإرثها الثقافي المتعدد الاتجاهات بما يؤدي إلى شحن النفوس بطاقات مخالفة لطبيعتها البشرية .
إن الالتزام بالموروث الثقافي والاجتماعي يؤخر قدرة التجديد لأن التكيف مع المفاهيم التقليدية تقود الإنسان نحو العادة في اجترار الحياة دون إبداع ، ويوضع الموروث دائماً في وجه الأفكار الجديدة القادرة على إحراز نقلة نوعية لتغيير طبيعتنا التاريخية والمرأة هي الضحية دائماً .
وتأتي السياسة كنظام يكمل السحق التاريخي لما هو مدرج في بنية النظام الاجتماعي من مفاهيم واستغلالها لتأمين مكاسب مادية على حساب الركود في البناء الثقافي وجمود التغيير وعزلة النساء عن المشاركة في بناء الحياة على أسس مشتركة تكون قادرة على مواكبة التقدم في جميع الأنشطة الإنسانية .
فالأنظمة السياسية تكرس الشقاء .
والحياة المدنية والإنسانية تكرس التفاهم والرخاء .