تحليق يضيء الفكر



رحاب حسين الصائغ
2007 / 9 / 18

المرأة وأفق المجتمع
ألمرأة:
(( بكت حينما تأكدت
أنها رقاص الخوف
على جدار الحياة ))
الألم الذي استوطن في عمق المرأة منذ عصور أدلج مفهوم وجودها، لما يكتنف وضعها العام من احتمالات تلف صلتها الحقيقية بالمجتمع، ثمة صلة بينها وبين كل المفارقات القائمة في سير حياتها كإنسانة ترفض وجودها داخل شرنقة القيود، هي لا تطلب أكثر من مبررات لما تحمله سماء انسانيتها وذاتها، ويتخلل طلبها عمق المعاينة وحسب منظور الملامح الثقافية لدورها بما تشارك وتقدم وتسدي من عطاء، فهي مستمرة في تواصلها واستلهام كل الاطروحات، أثبتت جدارتها في كل فواصلها ومفاصل الحياة العامة، العلمية والثقافية والأدبية وحتى المشروع السياسي أقدمت علية بكل ثقلهِ وقوتها، ليس تواضعاً وحسب بل لما توصلت إليه من وعي وامتلاك فكري وثقافي وابداعي بأفضل تقدير وعناية أحاطت بها نفسها، تجدها تعمل على مواكبة العصر كشاعرة قاصة روائية تشكيلية اعلامية مترجمة استاذة جامعية طبيبة مهندسة، تناقش تتحاور تتقبل فكر المقابل، اعطت لنفسها كل الفرص الفاعلة وبجدارة أدت وتؤدي الشطر الجيد والمكثف من دورها، لكنها مازالت تؤطر بأطر صارمة وبحاجة إلى الكثير من التوضيح.
لذا لا بد من البحث في إيجاد خارطة جديدة لمفهوم واقعها وتفاعلها وزرع سنابل أكثر ارتواء لمتوازي وجودها العام في المجتمع، إن ممارسة دور الرجل السلطوي في المجتمع، أصبح اشكالية مخيفة لا هو قانع بدوره ولا هو قابع في حضوره، والرجل يلجأ كثيراً للمرأة في حالات التقاعس التي يمر بها أو حالة ممارسة دوره كرقيب، عندما يبحث في خساراته نجده يعكس حرصه الفضفاض لتضمين حضوره أعباء يدرجها فوق زجاج اسمه المرأة، لو تأمل الرجل قليلاً لوجد أنه منذ شبَّ محاط بالامومة، عند الصبا بالمراهقة، عند النضوج بالحبيبة، عند البلوغ برفيقة الدرب، قد يكون حينها شعر بالفهم الكامل لوجود تلك الانسانة المحبة، وكم هو ساعي دائماً إلى ملاحقة تلك الانثى التي لم يجد بد من الاستغناء عنها، هي الجزء الكامن في استكمال وجوده العطر بهذه الحياة، هي الذات التي تصبغ طابع حياته بالبهجة، لو نزع عنه كبرياء تسلطه وقبل منها أن تكون بجانبه وليس خلفه، على صف مقعده وليس في المقعد الذي وراءهِ لتحسن فكره وحمل رمز الوقار بعطائه ودخل جانب من جوانب نفسه المغشوشة بمفاهيم سادت ولا بد لها أن تباد، وبيده سيخلع مسمار جحا الذي طالما أتعبه وارهق سير فكره ووضعِّه، لأنه حينها سيفتح في أفق عقله مواطن أكثر أيجابية لأداء دوره كرجل وليس كمتسلط، أو إنسان يحمل عاهة ذكورته معه إلى القبر، لأن التهادن مع صفات مرسومة لهيئاتنا البشرية وطرقها المتقاطعة ليس إلاَّ ضعف يوصل لنهايات مغلقة، وما على المرأة إلاَّ البلاغ.