وداعاً المناصلة الشيوعية الباسلة الدكتورة نزيهة الدليمي



حامد الحمداني
2007 / 10 / 11

يوم أمس غيب الموت المناضلة الشيوعية الباسلة الدكتورة نزيهة الدليمي ، هذه الشخصية الوطنية الرائعة التي اختارت طريق النضال في صفوف الحزب الشيوعي منذ كانت طالبة في كلية الطب، وقضت معظم سنوات عمرها الطويل تعمل بكل نشاط من أجل خدمة قضايا شعبها ووطنها، وتبوأت عضوية اللجنة المركزية للحزب لسنوات طويلة حتى أقعدها المرض.
أخذت الرفيقة نزيهة الدليمي على عاتقها مهمة النهوض بالمرأة العراقية، وإنقاذها وتحريرها من كل القيود التي كان قد فرضها عليها المجتمع الرجولي المتخلف، من خلال رابطة الدفاع عن حقوق المرأة، التي تولت تأسيسها وقيادتها لسنوات طويلة، كما عملت بنشاط في منظمة أنصار السلام، وكانت واحدة من العناصر الفاعلة في تأسيسها عام 1954.
واستطاعت الدكتورة نزيهة أن تنال محبة واحترام المرأة العراقية، وكل من عرفها عن قرب، وقد اختارها الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم وزيرة للبلديات، فكانت أول امرأة تتولى الوزارة ليس في العراق فحسب، بل في العالم العربي، وكان لها دوراً فاعلاً من خلال وجودها في الحكومة في إصدار قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959، والذي اعتبر في حينه ثورة اجتماعية ثانية بعد قانون الإصلاح الزراعي الذي حرر 70% من ابناء المجتمع العراقي من نير الاقطاعيين. هذا بالإضافة إلى أنجاز جملة من المشاريع الخدمية لأبناء شعبها.
لقد كان أول لقاء لي بالمناضلة نزيهة في صيف عام 1954 عندما زرتها بتكليف من الحزب في عيادتها في منطقة الشواكة بجانب الكرخ في مهمة تتعلق بمؤتمر السلام العالمي الذي عقد في هلنسكي بفلندا، وسأكتب عن ذلك اللقاء وتلك المهمة في مقال خاص فيما بعد ، وكان آخر لقاء بها عندما زارتنا في مدينة يتبوري بالسويد بدعوة من البيت الثقافي العراقي ، وجمعنا لقاء طويل في بيتي وثقته بالصورة والصوت ، واستمرت اتصالاتنا بها عن طريق الهاتف حتى أمد قريب عندما أصيبت بالشلل، وأصبح من المتعذر عليها الحديث في التلفون.
ستبقى ذكرى الرفيقة نزيهة الدليمي خالدة في قلوب رفاقها وأصدقائها ومحبيها ،وكل من عرفها،إلى جانب كل الرفاق الخالدين من قادة الحزب الذين قضوا في ساحات النضال وسيبقى ارثها التاريخي والسياسي أشعاعا ينير الطريق للمرأة العراقية من أجل استكمال تحررها، ومساهمتها في العمل إلى جانب الرجل وعلى قدم المساواة.
المجد والخلود للرفيقة نزيهة راية خفاقة من رايات حزبها المجيد.