المرأة في الشعارات...وفي واقعها الحقيقي



مريم حماد
2007 / 10 / 24

المرأة ذلك المخلوق الانثوي الذي يتمتع بكل الصفات الايجابية والرائعة والتي تتمثل في جمالها و حبها وفي قوتها وذكاءها كل هذه الصفات الجميلة لا تلغي حقها في العيش بحرية وكرامة

ففي مجتمعاتنا العربية يتم سلب المرأة حقها وتهمش تهميشا كاملا ولا يطلق عليها الا المرأة فقط للبيت وفقط لخدمة شبيهها من الجنس البشري والذي ساوتها الاديان كلها به " انه الرجل " صاحب السلطة والتسلط والجبروت، الآمر الناهي، المتزمت والذي يتمتع بكل الصفات ، فهناك في حارات وازقة المجتمعات العربية، تكمن المرأة التي اتحدث عنها، والتي ظلمتها الظروف وحكمت عليها ان تبقى حبيسة البيت، ورهينة للرجل، خادمة له بكل قوة، ولا احد ينظر لتلك المرأة التي لم تنهي الدراسة او حتى لم يتم لها ان تتعلم او تدخل مدارس، فهناك بين جدران هذه الازقة والحارات تكمن المعاناة،وهناك يكمن دور الجمعيات ومؤسسات الدفاع عنها ان تشاركها ولو قليلا في تعريفها بنفسها وكيفية الدفاع عن حقها امام جبروت ذلك الرجل، الذي يلغيها ويلغي انسانيتها ، لذا ينبغي على هذه المؤسسات ان تلتفت قليلا لتلك الشريحة التي لا تعي دورها ولا تدري ما هو حقها، وكيف لها ان تجابه ظلم وتعسف، واستبداد ذلك الشرقي بها.
يجب بل ملزم على هذه المؤسسات والجمعيات القائمة والموجودة لهذا الدور ان تعمل على تخليص هذه المرأة من قيود العادات ،والتقاليد التي تلبستها بالغصب وبالقوة، شارحة لها دورها الحقيقي ووضعها المساوي جنبا الى جنب مع الرجل.

ان الظلم الواقع على المرأة التي تلمها حارات وتأويها مجرد جدران في بيئة مجتمعاتنا العربية، واجب على مؤسساتنا الالتفات لها بشكل جدي، دون شعارات رنانة، وخطب واحتفالات داخل نوادي، او داخل متنزهات، على الجمعيات العمل بشكل جدي، وفوري الانتباه لهذه الفئة التي تشكل نصف مجتمعاتنا ، ولا بد من نشر وعي كامل لنواة المجتمع الحقيقي ،على هذه المؤسسات واجب توعيتها وتنبيهها لذلك الخطر ،الذي بات يلتهمها، بحجة شرقيته،التي يزمع انها وهبته حق الرجولة بمعاملتها بقسوة ،وكيف يحلو له.

لا ننسى ان نذكر للجميع ان قضية المرأة هي خاصة تتعلق بما تتعرض له وما تعانيه في مجتمعنا الفقير والمفتقر في ما له وما عليه، وهذا يدعني ان اقول اليس من العيب ان يمضي نصف المجتمع سيرا للامام بينما النصف الاخر قابع في قوقعة هذا عيب، وهذا ممنوع، وهذا ليس من اختصاص النصف الاخر، فهذا هو التكامل الذي تحدثت عنه الاديان ، وهذا هو الانصاف والعدل، الذي تحدث به انبياء الله ورسله.

والمفروغ منه ان الحياة الاجتماعية تقوم اساسا على الرجل والمرأة، وان المرأة والرجل نصفين متكاملين ، وبالرغم من ذلك كله، فالمرأة تقوم بكل الحمل فهي التي تربي وتعلم وترعى زوجها واطفالها وبيتها، ولا يشاركها الرجل هذه المسؤولية الكبيرة والثقيلة ابدا! بحجة انه رجل وشرقي، وهذا ينقص من رجولته ان يساعد زوجته في الرعاية والتنشئة والتربية لاطفاله والاعتناء ببيته!.

ان حالة الاغتراب والضياع التي تعيشها المرأة العربية لهي اكبر جريمة بحق هذا الرجل الذي جعلته شهوة التملك الأناني، ان يسيطر على مقدرات نصف هذا المجتمع، فلا يجوز ان يتسبب الظلم التاريخي الذي وقع على المرأة ولا زال في ان يخرجها عن طورها او يقلل من اعتزازها بأنوثتها، ومحاولة التخلي عن خلقتها ومزاياها، فالمجتمع قائم على الرجل والمرأة، والتزاوج بينهما، وتحقيق السعادة لكليهما وللمجتمع الذي يعشان فيه.

ان المرأة هي نصف المجتمع ،وهي الام والمربية والمعلمة، وهي التي خصها الله بالانوثة، كما خص الرجل بالذكورة ،وبهذا لم ينتقص الله من قيمة اي منهما، فكيف لنا ان نحرمها حقها في معرفة حقوقها والمطالبة بها وحقها في العيش بكرامة وانسانية.

وفي ظل هذا التقدم العلمي الكبير، والازدهار الذي حققته المرأة الغربية والعربية في هذا العالم، وفي ظل هذه الهجمة الامريكية، التي تصاحبها بعض الدول الاوروبية على مجتمعاتنا، من واجبنا ان نعالج اهم قضية ، معالجة جذرية ،كي تنعم المرأة، وينعم المجتمع في استقرار، وامان فواجبنا جميعا ان نمد لها يد العون، والمساندة، كي نحفل بمجتمع سليم من النقص ومن عيوبه المستشرية.