عنف الذكور هل هو بيولوجي أم ثقافي؟



لميس الصيفي
2007 / 11 / 6

البيولوجيا أم الثقافة؟ الجينات أم التربية؟ سؤال يطرحه الكثيرون و يتلاعب بإجابته آخرون، و هنا نرى معايرات اجتماعية تتداخل بين الأزواج تحديداً فنرى الأم تتفاخر بعمل إيجابي لأحد أطفالها و تقول " طالع علينا " ، و الأب يعاير بقوله تربيتك عند وجود تصرف لا يليق له و كأن الجينات و التربية يتم تفصيلها حسب أذواقنا و أوقاتنا.
مما لا شك فيه أن لكل من العاملين أثره المهم و المهم جداً و لكن من الأهم عوامل كثيرة تدخل في هذا السياق من يشكل أثر أكبر ، بمعنى لو افترضنا أن الذكاء هو فقط بيولوجي فهل يكون للذكاء نفس الأثر دون وجود عوامل تحفزه و وجود تجارب تختبر هذا الذكاء ؟
و هل التجربة وحدها ممكن أن تخلق تصرف ذكي؟
على الأرجح لا و لكن هنا نرى أن الركيزة الأساسية في هذا الموضوع هو وجود الذكاء جينياً ، فمن دون وجود العامل الجيني لا يمكن الوصول إلى التصرف الذكي ، و وجود العامل الثقافي هو الذي يحدد أشكال " التصرف الذكي" و توجهاته في بعض الأحيان، و لكن العامل الثقافي أو الاجتماعي لوحده لا يستطيع تحديد " التصرف الذكي".
فالعاملان يدعمان بعضهما و الذكي جينياً يستطيع التمييز بشكل واضح أنه بحاجة إلى التجربة لتصقل هذا الذكاء لذا فهو غالباً ما يسعى إليها بأشكالها المختلفة ( أكاديمية، عملية، ...).
نفس الفكرة تطبق على الذكور و العنف ، العنف مرتبط بالذكور غالباً لماذا؟
تاريخياً عندما كانت الدنيا تعتمد على العضلات كان للذكور الحظ الأوفر على الرغم من أن إنتاج النساء سواء البيولوجي ( كإنجاب الأطفال ) أو المادي ( كالزراعة و المحاصيل و غيرها ...) كان أعلى دون أدنى شك ، و لكن كان للرجال دور حمل المواد الثقيلة و إزاحتها لذا بدأ يشعر بقدرته البيولوجية من هذه النواحي إذن فقد بدأ الموضوع بيولوجي ، و تطور هذا الدور للحماية، و الصيد لقدرتهم على حمل الحيوانات ، فتطور شعور القدرة على الحماية للشعور بملكية ما أستطيع حمايته " الزوجة و الأطفال " ، هنا دخل العامل الثقافي و طريقة التربية بأن الولد هو الحامي و البنت تحت حمايته و يجب أن تلجأ له عند حاجتها.
كما و أن من الأشياء المهمة جداً بيولوجياً هي شكل الجسد سواء للرجل أو للمرأة حيث أن شكل جسد المرأة لديه قدرة الاحتواء سواء للعضو الذكري أو للأطفال " ذكوراً كانوا أم إناثاً " ، و الشعور بهذه القدرة يولد هدوء داخلي نفسي و تصرفات رقيقة تستطيع الاحتواء، و القدرة على الاحتواء تنتج التسامح و ليس العنف.
أما الذكر فعضوه بارز واضح و هذا البروز له مدلولاته أيضاُ من إثبات الوجود، و يريد إثبات وجوده و حتى إثبات وجوده يكون من خلال العملية الجنسية و التي يترتب عليها إقحام عضوه لإثبات أنه يستطيع أن يكون موجود و تحتاج هذه العملية لعنف و لو بدرجة بسيطة، و هذه العملية تعطي الذكر بالشعور بأنه الأقوى أو الأقدر لأنه دون الانتصاب لا توجد عملية جنسية .

إذن أيضاً هنا تبدأ البيولوجيا و تعززها الثقافة و هل نستطيع الفصل ؟ لا أعتقد أنه ممكن أن نفصل بينهما و لكن كما للبيولوجيا دور ،للثقافة دور و هو مهم جداً و أهم دور الوعي الكافي للأمور المحيطة و عدم فصل الجينات عن الثقافة فهما مترابطان و المفصل الوحيد بينهما هو الوعي لدور كل منهما و ربطه بشكل صحيح مع الآخر،و لكل من الذكور و الإناث طبيعته المختلفة و الاختلاف يبدأ منذ الولادة أولاً بيولوجياً و بعدها يتم التلاعب بكل ما هو حقيقي لإرضاء المجتمع و العادات المحيطة