ماذا يحصل في السعوديه؟!



فاطمه الهلال
2007 / 11 / 13

هل المرأه السعوديه مخلوق فضائي نازح ولاتمت لهذه الأرض بصله ولايربطها رابط به ولاتلتحف سماءه ولاتتنفس هواءه ولاتقلقها همومه ولاتؤرقها أوجاعه ولاتتحسس مواطن خلله ولايشغلها أمر إصلاحه حتى تُغيّب بالكامل وتشل يدها تماماً عن الإضطلاع والإسهام بأي دور وطني وهو من أبسط حقوق الوطن عليها ككائن ينتسب له ويعنيها من أمره مايعني الرجل شريكها في المواطنه؟!

كانت هذه تساؤلات طرحتها الكاتبه شمس على في جريدة الحياه بتاريخ 22/11/2006م وأطرحها هنا لأشاركها التساؤل....

لقد قال أحدهم (المرأه نصف المجتمع وتلد النصف الآخر إذا هي المجتمع بكامله) ...

لايمكن لأي أمه أو مجتمع أن ينمو ويتطور ونصف طاقاته وكفاءاته شبه معطله فالمرأه في كل دول العالم وباعتبارها تشكل نصف المجتمع فقد ساهمت بفعاليه في مسيرة التنميه والبناء والتحديث المتواصل لأمتها ومجتمعها بعد ان أُعطيت لها الفرصه وأتيح لها المجال لإثبات وجودها وإبراز طاقاتها ومواهبها في مختلف مجالات الحياه من التعليم والصحه وإدارة مؤسسات الدوله الرسميه الى ميادين السياسه والإقتصاد والأنشطه الإجتماعيه العامه.



المرأه وتعدد الخيارات:

لقد حققت المرأه العربيه بشكل عام على مثيلتها السعوديه ولو نوع بسيط من المكاسب في المجالات السياسيه والإقتصاديه والإجتماعيه في حين أن المرأه السعوديه لاتزال تطالب بحقها في التنقل بالسياره بمفردها دون الحاجه الى سائق أو ولي أمر لاتجده حاضراً حين تحتاجه بسبب أنشغال كل أنسان بحياته وعمله وعدم امتلاك الوقت الكافي لتلبية كل احتياجات المرأه فمابالك بدخول المرأه للدوائر الحكوميه وتخليص أوراقها وأمورها بدون الحاجه الى من ينوب عنها وعملها في مناصب عليا في وزارات الدوله ؟!

ليست المسأله مسألة قبول أو رفض أو حرام وحلال الانسان هنا لا يملك الكثير من الخيارات فالاختيار محدود جداً ويكاد يكون هناك خيار واحد يقبله البعض مجبراً واسمحو لي أن اتطرق لموضوع قيادة المرأه للسياره مع انه يصيبني الدهشة والخجل كما في حال شخص يسأل أمريكياً من أي قبيلةٍ أنت؟! وأطرح هذا الموضوع مجبره لما يسببه قرار المنع من مشاكل ودمار لبعض البيوت فكم من امرأه ضاعت عليها فرصة عمل مناسب بسبب عدم تفرغ من يقضي مشاويرها ويوصلها لمكان العمل....

نحن لانملك ثقافة الخيارات المتعدده فبإمكان هذا الموضوع أن يوجد اليوم كخيار من عدة خيارات فهل تختار المرأه أن تقود السياره أم لا تختار ذلك؟ ولكن مازال المجتمع يعتقد بأنه ما ان يُفعّل هذا القرار حتى تجبر كل النساء على قيادة السياره حتى من لاتريد ذلك و تنزل المرأه كالمجنونه لتقود سيارتها وتلاحق الرجال بدون أي هدف سوى اللهو..... الأساس أن تكون المرأه حره وتختار أن تعتمد على وليها في التنقل أو تتنقل بمفردها بسيارتها الخاصه وعلى المرأه وحدها تقع مسؤولية الإختيار هذا هو الموضوع ببساطه؟

وبإمكاني غض الطرف عن موضوع قيادة المرأه للسياره فالمرأه لازالت ممنوعه من المشاركه في الحياة العامه وإن شاركت فمن وراء حجاب وبشكل محدود جداً..

إن السعوديه تعتمد على النظام الملكي وهو نظام يخلو من أي مؤسسات نيابيه منتخبه ومؤخراً في عام 2005م شهدت السعوديه مايعبر عن حاله سياسيه واجتماعيه فريده لكن التجربه تظل منقوصه بسبب تغييب المرأه عن المشاركه فيها سواء ترشحاً لهذا المنصب أو انتخاب من يمثلها وينوب عنها في المجالس البلديه....



المرأه وخيارات العمل المحدوده:

لازالت المرأة تعاني تمييزاً حاداً في مكان العمل والمنزل والمحاكم وفي الآونه الأخيره أنتشرت البطاله بشكل مخيف ينبئ بمستقبل أسود ينتظر الشباب وكالعاده فالمرأه الحلقه الأضعف في هذه السلسله الطويله التي ستلتف حول أعناق أبناء هذا البلد وتخنقهم الواحد تلو الآخر, فهي لاتملك خيارات مهنيه متعدده فالخيارات مقصوره في مجالات التدريس والمجالات الصحيه . حرمت المرأه حتى من العمل كبائعه في المحلات والمجمعات التجاريه والمطاعم والمصانع بحجة الخوف عليها من الإختلاط .

ولقد حاول الدكتور غازي القصيبي وزير العمل تلافي هذه المشكله بإصدار قرار يقضي بقصر العمل في محلات بيع المستلزمات النسائيه على المرأه السعوديه خلال فترة العامين القادمين وذلك استناداً الى قرار مجلس الوزراء رقم 120 وتاريخ 12/4/1424 هـ الخاص بزيادة فرص ومجالات عمل المرأه ... ويمضي الوقت ونتأكد أكثر بأن هذه القرارات لاتساوي ماكتبت به من حبر. ولقد حاولت بعض هذه المحلات تطبيق القرار ولكنها لم تتخلى عن خوفها الوهمي من خطر الاختلاط على المرأه فعزلت المحلات بزجاج غير شفاف وتخيلت الوضع المرعب الذي سيكون عليه المجمع التجاري عندما ينحو الكل نحو هؤلاء المتزمتين.

وحتى بالنسبه للمرأه العامله في مجال المحاماه فقد قال وزير العدل الشيخ عبدالله محمد آل الشيخ بأن دورها سيقتصر على الإستشارات القانونيه فقط وحرمانها من الوقوف في المحكمه والترافع أمام الرجال, والذي يعتبر في العرف الوهابي جريمه لاتغتفر لمافيها من أختلاط بالأجانب. وغيرها من أمور من حرمان المرأه من حرية اختيار مجال الدراسه ونوع العمل وأختيار الزوج المناسب والوصايه المطلقه عليها مهما بلغت من مراتب علميه عاليه ومن عمر كافي للتمييز بين الصواب والخطأ.



هل المرأه غائبه أم مغيبه؟!

وقد يتساءل البعض أين هي المرأه السعوديه؟! ولماذا لاتتكلم وتطالب بحقوقها بشكل علني إن كانت بالفعل تحس بأنها مظلومه ومسلوبة الحقوق؟!!

وبفضل سياسة تكميم الأفواه والأضطهاد لم يبقى مجال لإبداء الرأي والاعتراض ولو بالطرق السلميه وأبسطها حق التظاهر العلني فمن تفكر بذلك ربما ستتعرض لما تعرضت له الناشطه الحقوقيه وجيهه الحويدر عندما وقفت على جسر الملك فهد الرابط بين السعوديه والبحرين من أعتقال لأنها رفعت لوحه تطالب بها بحقوقها وحقوق باقي النساء ولم يفرج عنها إلا بورقه موقعه من ولي أمرها بعدم تكرار الفعله ياله من أمر مضحك وهل ستطلب المرأه الإذن لتطالب بحقوقها.

وفي نفس الوقت تخاف المرأه من التكلم بشكل علني لخوفها على نفسهاأو على أفراد أسرتها أن يطالهم الظلم ,وهذا ما حدث أيضا لأحد أقرباء الناشطه وجيهه الحويدر عندما تقدم للألتحاق بجامعة الملك سعود وكان من ضمن أسئلة المقابله هل لكَ صلة قرابه بالناشطه الحقوقيه وجيهه الحويدر؟ فأجاب باللإيجاب فكان نصيبه أن لم يقبل في الجامعه وكان قضائهم وقدرهم....

وهناك كم لابأس به من النساء لاتحس بأنها مضطهده وبأنها مسلوبة الحقوق لذلك لايؤرقها كثيراً مايحدث فكيف يثور ويقلق من لايحس بالظلم وهو يعيش حياه بائسه كئيبه تسلب منه روحه شيئاً فشيئاً حتى يصبح الجسد خيال بلا روح يأكل ويشرب وينام, وهذا النوع من النساء هو من يشجع على استمرار الوضع على ماهو عليه وربما للأسوء حتى أنهن يعتبرن الحديث في أوضاع البلد العامه والسياسه والمطالبه بتقلد المناصب العليا لمن تستحق ذلك لكفائتها نوع من الإسترجال ومزاحمة الرجال على حق من حقوقهم وطبعاً هذا بفضل مايزرعه الجهله في عقل المرأه حتى تصبح خانعه سلبيه وتكره كل امرأه تطالب بحقوقها وهي في نفس الوقت تندب حظها العاثر في الحياه, فالمرأه تدمر نفسها بهذه العقليه وهي لا تدري, وتصبح المرأة عدوة المرأه!!

وقد يعتبر أصحاب الكهف المتمسكين بعقلية البداوه حتى النخاع والذين لايرتبطون بالمدنيه سوى بالقشور الخارجية منها بأن إفساح المجال للمرأه لكي تتقدمهم في طابور طويل من الرجال ودفع الرجل عربة المشتريات عنها في السوبرماركت وعزلها في سوق نسائي خاص بها وفتح الباب لها لهو تدليل تحلم به كل فتاه وهذا لايتعدى كونه تحضراً ورقي وليس ميزه...

ويذكرني ذلك بدراسه قام بها مركز ستارش البريطاني للأبحاث ملخصها أن السعوديات هن أكثر النساء دلالاً على مستوى العالم حيث تمت الدراسه بناءاً على عدة أمور منها أن الفتاه السعوديه تلبى طلباتها بدون عناء ودائماً هناك من يقوم بخدمتها وهي لاتحتاج للعمل فمصروفها متوفر من ولي أمرها دون الحاجه للعمل ولا ادري هل هذا الخبر حقيقي؟!!

أو ربما قام بهذه الدراسه مجموعه من مطاوعة بريطانيا.