المرأة وفزاعة الحضارات



رحاب حسين الصائغ
2007 / 11 / 20

صحوت اليوم يلف قلبي بعض الهموم، تداركتها بالسفر إلى جهةٍ ما، عجلات السيارة تسحق المسافات، أخذني التفكير في شأن المرأة والعالم المحيط بها، في عصر ماقبل التاريخ كان لها سطوة وصولجان، في عصر الحضارات وصل موقفها حدّ البحث عن نفسها بين طيات عصر لا يرحم، زمن ما بعد القرن العشرين، المرأة شهدت انكسارات كبيرة مع انها تجاهد بقوة في محق ظلمات هذا العصر، بحثت عن المرأة في ذاكرة السماء، وجدت أن عالمنا ملوث بالدماء، عالم اصابه اختمار سلبي كئيب متفرع من اطماع غير محتسبة يقودها بعنف عالم يعتبر نفسه سيد الكون متمكن، ثبت نفسه وصي يقود حملة الاصلاح التي يطبل لها، متجها نحو عالم يوصم بالعالم الثالث، راكبا راسه افكار الاصلاح التي منها ينطلق لخراب وتمزيق تلك الشعوب، وانا ابرق بنظري عبر فضاء شاسع من نافذة السيارة، متسائلة:
- ألم يدرك هؤلاء هواة الاصلاح انهم يسببون الالم لآلاف من البشر بل ملايين، بتمزيق تلك الشعوب من الوريد للوريد، تاركينهم لمعانات لم تخطر حتى على بال شياطين جهنم، فرقوا، شردوا، قتلوا، ارهبوا، البشر باسماء خاوية أتوا بها كفزاعة تغرس في حقل اسموه العالم الثالث، ومصرين على ان الحياة ستدب فيها لأنهم البسوها ثوب الحرية فوق جسد صنع من اعواد الديمقراطية، صحيح لم تكن تلك الشعوب آمنة وهادئة البال نعم، والاصلاح لا يأتي بالعنف والظلم والتزييف، ومن يدعون انهم حاملي الاصلاح والفكر الحضاري، تقنعوا بالبهتان واصبحوا اكثر مقتاً بما خلقوا من مشاكل ووابل من البلاء، عمَّ الحطام كل اوجه الحياة، ذلوا اعزاء قوم، شردوا العوائل، اهانوا المرأة، يتموا الاطفال، زرعوا الخوف بين كل زاوية وشارع.
- اقول: أين اصلاح الذي يدعون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
- أين الحرية والانسانية التي يطبلون لها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
- أما الديمقراطية،،، بدون حياء نزعت خمار وجهها واصبحت احتلال وثوب غير لائق أو مناسب لدعاة الاصلاح، عار عليهم ما يدعون من يعتبرون نفسهم ملوك الاصلاح!، أو انهم عالم التقدم والعلم والمعرفة، مسبقاً والكل يعلم أنهم، بنوا حضارتهم مما قدمته الحضارات الشعوب السابقة التي وصموها بالعالم الثالث، بما سرقوا من كنوز معرفتها وافكار علمائها وخبرات ومفاهيم اجلائها وشرائع حكمائها وملوكها، الذين اعطوا للمرأة كل الحقوق الانسانية والشرعية والاقتصادية والاجتماعية، في زمان حضارة وادي الرافدين وما بين النهرين والحضارة المصرية للفراعنة وعصر الاسلام الذي جاء بكل معاني الرفعة والرقي للمرأة وفي كل مسالك الحياة، هواة الاصلاح ودعاة التقدم والحضارة تغلغلوا مثل ثعبان بين صفوف هذه الشعوب واستغلوا طيبتها، واخذوا ينفثون سمومهم بين اروقتها، ويمهدون لسرقة مفاهيمها وتراثها منذ نسنين وأشاعوا فحيح ريحهم المهجنة، ليقيموا حضارتهم التي يدعون، ولكن هذا لا يعطيهم حق استعمار الشعوب واحتلال البلاد، والعمل على تدني صورة المرأة وتشويه وجودها الانساني بأبشع الصور واخزى المفاهيم، واستغلالها لأبعد نقطة في ذاتهامن خلال زرع الفتن الطائفية، وسحق القيم الاجتماعية، ورفع معول الدين بقلب الحقائق لصورة الدين الاسلامي السمح لضرب المرأة بالعمق، على انها أقل شأناً من اخيها الرجل ووووووو.
أسأل ماذا أخذت المرأة من هذا الوضع العام الذ يعيشه هذا العصر؟؟؟ عصر الحضارة!.