واقع مظلم للمرأه ..تحت الاحتلال والاسلام السياسي



فواز فرحان
2007 / 11 / 21

ما ان خفت وتيرة الاخبار القادمه من اقليم كردستان والتي تتعلق بقتل المرأه وبطرق متعدده بحجج تافهه حتى تردنا اخبار المرأه في الوسط والجنوب والتي لا تقل بشاعه وجرم عن نظيراتها في الشمال ، واغلب هذه الجرائم تتم تحت ذريعه لا يمكن لعاقل او واع تصديقها وهي (غسل العار) والحقيقه ليس هناك تعريفا واضحا للعار في المجتمعات التي تمارس هذا الاجرام ففي الحاله العراقيه لا نعلم عن اي عار يتم الاستناد في قتل فتاة او زوجه او اية سيده في الشوارع ؟
العار الذي الحقته بنا الدكتاتوريه من تحويل المجتمع الى مجموعه من الجواسيس والتوابع تأخذنا الى اي مستنقع كما تشاء وادخلتنا في حروب عديده دون ان تكون هناك اصوات واضحه ومؤثرة ترفض سلوك تلك الدتكتاتوريه الى ان جاءت الانتفاضه الباسله التي زلزلت الارض تحت اقدام الدكتاتوروجعلته يرتعب لولا الوضع الدولي الذي خان الشعب العراقي ووقف مع جلاده من الشرق والغرب ، ام العار الذي نعيشه اليوم من الوطن المحتل المستباح تحت اقدام المرتزقه الذين جندتهم الولايات المتحده وغيرها لنهب العراق من جيشها ومن الاحزاب التي تعمل في خدمة المحتل دينيه كانت ام قوميه وغيرها ، ام العار الذي نشعر به جميعا عند رؤية جندي امريكي مرتزق يتصدق على اطفال العراق بلعبه صغيرة ويقوم في وقت اخر بنهب الممتلكات الشخصيه للمواطنين ومن ضمنهم الاطفال ، تبقى المرأه العراقيه هي الدافعه الاولى لضرائب هذا الاحتلال وهذه الجكومه التي تفوقت على الدكتاتور المقبور في اساليب القتل والفتن التي تنشرها لتمزيق وحده هذا الشعب ،تدفع ضريبه الضعف والتمزق اللذين تعيشهما الشخصيه الرجوليه في العراق وتدفع ضريبه الشريعه المشوهه التي تفرضها عليها المرجعيات والمؤسسات الدينيه وفوقها الاحزاب التي ملئت الشارع والتي تحمل توصيه من الرب وهذه المرجعيات بقتل كل مرأه لا تضع النقاب على وجهها لانها تخالف تعاليم الاله الذي يخرج الجنين الانثى من بطن امها محجبه !!!!
عندما نتذكر حال المرأه العراقيه وطريقه معيشتها من الخمسينات وحتى السبيعيات من القرن الماضي فبلا ادنى شك يصيبنا القنوط ويأخذنا لدراسة الاسباب التي تقف خلف تراجع حقوقها الى هذه الدرجه من الحضيض ولا يخفى علينا الدور الذي تلعبه الافكار الدينيه في المجتمع من تأثير سلبي يقود المجتمع بأسره الى حافة الظلام ويغرقه بنمط سوداوي للحياة الاجتماعيه يجعل من الحديث عن تقدمها امرا شبه مستحيل ..
هل من المعقول ان يصل حال المرأة التي فجرت الانتفاضه ضد الدكتاتوريه واشعلت شرارتها ومدتها الى المحافظات الاخرى الى هذا الموقع؟؟ لا يمكن ان نقذف بالمسؤوليه عليها كاملة لان انصاف الرجال من الذين يحملون عقائد ظلاميه هم الذين بحاجه الى اعادة تأهيل وتربيه في ظل الواقع المظلم الذي يعيشه العراق تحت حكم شريعه الاسلام السياسي والقوى القوميه الكرديه ، فالرجل المتحضر لا ينحدر في حل مشاكله مهما كلف الامر الى هذا المستوى الوضيع كما انه ينظر للمرأه على انها مخلوق مواز له شريك في بناء الحضارة الانسانيه في ديمومتها وبقاءها كما انه يرى فيها النصف الذي يعطي للحياة طعما ومعنى بدلا من تحويلها الى مخلوق ناقص عقل ودين وينبغي جلده كلما ثارت الغرائز الحيوانيه لديه ، يتوجب على المرأه البصريه بشكل خاص والعراقيه بشكل عام الاقتناع انها لو حملت السلاح ودافعت عن وجودها فأنها ستكون مؤثرة اكثر من مرتزقة الاحتلال ومرتزقة الاسلام السياسي القادم من ايران بعمائم شيطانيه هدفها الاول والاخير ابادة المعنى الحضاري لوجودها ...
لما لا تستفيد من تجارب النساء في البلدان التي سبقتنا في هذا المجال ك فيتنام وكولومبيا واسرائيل الم تقم المرأة بحمل السلاح وتدافع عن وجودها وعقيدتها واثبتت انها موازيه للرجل في مهامه ام ان الواقع جعل من الانسان في العراق جامدا في قالب احبه الى درجة انه اصبح يحزن كلما تذكر انه ينبغي عليه التخلص منه ومن ارثه ؟؟؟
واقع مزري بكل المقاييس ويتحمل الاحتلال ومعه حكومته الكارتونيه السبب في ما وصلت اليه والاحزاب التي تحمل طابعا وطنيا عليها تعرية هذه الممارسات الشاذه وتقف الى جانب منظمات المجتمع المدني وجهود تلك المنظمات التي تحمل على عاتها بصدق الدفاع عن حرية المراه وحقها الطبيعي في الحياة سواء في الداخل او في الخارج من اجل وضع حد لنزيف معاناتها ، ينبغي علينا جميعا الوقوف ضد تلك التوجهات التي ينشرها الدعوه والتيار الصدري وجند المهدي وجند الشيطان وجند الفضيله والتيارات الارهابيه الاخرى في الموصل والديوانيه وكل انحاء العراق والتي تحاول نشر الرذيله داخل المجتمع العراقي بهذه الافكار والطروحات الشاذه التي تهدف اولا واخيرا الى افراغ العراق ونساءه من الجوانب المشرقه الحضاريه التي تشبعن بها منذ الالاف السنين ،وضع المرأه اليوم في عهد الطلباني والهاشمي والمالكي متخلف عن وضع المرأه في عهد حمورابي وسنحاريب وسرجون الاكدي ونبو خذ نصر فعن اي ديمقراطيه يهذي هؤلاء ؟
ان الطريق الوحيد الذي يمكن المرأه من نيل حقوقها او التمتع بها بشكل عادل ومتواز مع الرجل هو النضال لاقامة مجتمع انساني علماني يقودها مع الرجل في وطن واحد يسير نحو شاطئي الامان والاستقرار، لا ان يكون واقعا اعرجا خال من الوضوح كما يحدث اليوم فالولايات المتحده وقوى الاحتلال الاخرى لا ترغب في رؤية المرأه العراقيه متحررة وقادرة لانها تعلم انها ستملئ الفراغ الذي تعيشه ويجعلها تتفوق على نظيراتها في الغرب واللواتي لعبت الرأسماليه العالميه دورا لا يقل قذارة عن دور الاسلام السياسي في افراغها من معان كثيرة تحولت معها الى مخلوق واقع تحت ضغط الظروف المعيشيه والضرائب والمشاكل الاجتماعيه التي تصدرها لها هذه الرأسماليه ، لقد اسهمت الاخيرة في تسطيح معاني كثيرة انسانيه في حياة المرأه في الغرب حتى جعلتها تحزن على موت كلب او قطه اكثر من حزنها على ما تتعرض له النساء في العالم الثالث من غبن ومعاناة وبالتالي فقدانها الاحساس بالانتماء لنفس الدائرة ...