إجبار النظام السعودي على احترام حقوق المرأة لن يفيد.



عساسي عبدالحميد
2007 / 11 / 23

و أنا أتصفح جريدة الحوار المتمدن شدني عنوان بارز ومخيف، وكان كالتالي " أما آن لهذا الظلم أن يترجل ؟؟ حملة التضامن مع المرأة في مملكة الصمت – السعودية ".... فعلا فهي مملكة الصمت المطبق بامتياز، بل موطن الشر المستشري و الذي سينخر كل أمم المسكونة ما دام العالم ساكتا يتفرج ...على بريطانيا التي استقبلت الملك الوهابي منذ أيام قليلة أن تتذكر بأن من وقف وراء تفجيرات لندن الإرهابية كانوا بريطانيون مسلمون من أصول أسيوية نهلوا وتثقفوا من الفكر الوهابي العربونازي الذي يعض عليه طويل العمر بالنواجذ ...على الأمريكيين كذلك أن يتذكروا جنسية خاطفي الطائرات الوهابيين الذين أدخلوا الحزن في بيوت عديدة وحرموا أطفالا صغارا من أمهاتهم و آبائهم، و أن يضعوا في حسبانهم أن القاعدة الابن الشرعي للوهابية لها القدرة على تجنيد مسلمين بعواصم غربية و تدريبهم على استعمال سلاح غير تقليدي يزهق أكبر عدد من الأرواح ويتسبب في خسائر فادحة ...على الأسبان الذين نظموا مؤتمرا دوليا يناهض العنصرية ضد المسلمين أن يفهموا أن أنصار القاعدة و السلفية والجهادية ينظرون الى اسبانيا كجزء مستلب يجب اعادته ولو بالقوة لحظيرة البيرق الأخضر....نعم ، عليهم أن يفهموا كل هذا.
وعودة إلى موضوعنا المتعلق بوضع المرأة في مملكة بني وهاب ...
تعاني المرأة في مملكة الهلاك، مملكة الموت، مملكة الجهل من كل أصناف الجور والظلم ....ففي بيت زوجها تصفع وتركل وتقيد بالحبال وهنا لم أبالغ فهناك من ربط زوجته فعلا بحبل و أشبعها ضربا وبصقا ورفسا ، وفي حلقات الذكر تنعت بحبل الشيطان والناقصة عقل ودين، ولا يمل أئمة البول من تذكير الحضور في المساجد بأن ثلاثة أرباع جهنم ستملأها صويحبات يوسف، و في الشارع والسوق تراقبها أعين المطاوعية عن كتب والويل لها إن شم فيها المطاوعي رائحة الغواية فالسوط لها بالمرصاد من حيث لا تحتسب، والمرأة في هذا الكيان الذي تحكمه خنازير بني هبهب مهما بلغ ذكائها و عبقريتها وقدرتها على العطاء فلن تحلم بمنصب سامي أو حقيبة وزارية لأنه ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ...


يحاول المنتظم الدولي في السنين الأخيرة عبر منظمات حقوقية و حكومات غربية تأهيل هذا النظام و إجباره على تطبيق الإصلاحات في الميدان الحقوقي و السياسي والعمل بنظام المؤسسات للحد من انتهاكات حقوق الإنسان والتقليص من التعليم الخرافي المدسوس في المقررات التربوية في أفق القضاء على الإرهاب ...وهذا كله لن يفيد ولو بقينا قرونا نحاول فيها إقناع هذا النظام العنصري المريض بمزايا الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان في التنمية والازدهار، فلن نفلح مع نظام مدعوم بأخبث ترسانة دينية ومؤيد بشياطين مكة ، قد يبدي خادم الصنمين العظيمين قبولا ويصرح ويلمح بالتصحيح والتنقيح "عبر مراحل" لكن كلاما كهذا لا يسمن ولا يغني من جوع، فنحن أمام جهاز خطير ....لن تفيد معه الإرساليات و لا دروس التكوين والتثقيف الديمقراطي، كل هذا سيذهب سدى.

شيء واحد ينفع مع هذا النظام الشيطان وينقذ الشعب السجين ويريح العالم كله من مصائبه و كوارثه المرتقبة ، و هو صدمة كبيرة من العيار القاصم تفقده توازنه لتفكيكه و اجتثاته وتسليم الحكم لأبناء البلد المتنورين العقلاء الذين سينصفون المرأة ويعطونها حقوقها كاملة غير ناقصة و يضعون البلاد على الدرب الصحيح، درب الحداثة والحضارة والتنوير، هذا هو الحل الذي لا حل سواه ..