الامام علي



صلاح الدين محسن
2007 / 11 / 24

جاءتنا رسالة تحمل دعوة لزيارة موقع افتتح لرابطة المرأة العربية .. أرسلته لنا – مشكورة - الناشطة الحقوقية والكاتبة " ماري تريز كرياكي " – وهي مقيمة بالنمسا –
وقد لفت نظرنا علي الفور مقال يتصدر الصفحة الأولي منشورا يو 12-11-2007 عن الامام علي . بعنوان " الامام علي ممثل العناية الكونية " ..... !
ويبدو أن كاتب المقال قد فطن الي أن تعبير كونية ..! تعبير واسع للغاية .. فكتب بين قوسين محاولة ايضاح ( الله ) ! أي أنه يقصد العناية الالهية وأظنه قد أـضاف خطأ لخطئه الأول ..
وقد اعتاد الناس علي أن يمتدحوا رموزهم المقدسة مديحا بلا حدود .. أو حدوده الكون كله .. بمجراته شاملة مجموعاتها الشمسية ضامة معها نجومها وكواكبها ومذنباتها وأجرامها الصغيرة !
ذكرني قول كاتب المقال أن الامام علي هو ممثل العدالة الكونية ( الكونية كلها .. ) أو حتي العدالة الالهية في الكرة الأرضية فقط .. برجل مداح من مداحين النبي محمد الذين كانوا – وربما لا يزالون – يمدحون منشدين في المناسبات والاحتفالات الدينية بالرياف المصري . وهم يتغنون بصفات وخصال للنبي العربي .. اذ كان ينشد ذاك المداح يقول مخاطبا محمد ": يا سيد الكونين .." كونان اثنان وليس كونا واحدا .. محمد هو سيد هذين الكونين ..والمداح لابد وأنه يعرف هذين الكونين اللذين يتكلم عنهما ..!
ولكن كاتب ذاك المقال كان قنوعا . فاكتفي بكون واحد . ونسب للامام علي . صفة ممثل العناية بذاك الكون كله .. – أو العناية الالهية كلها .. - . بالرغم من أن الكرة الأرضية فقط تعداد الشيعة بها – المذهب الذي يحمل مباديء الامام علي - وبعد 1400 عام من رحيل الامام علي لا يمثلون شيئا يذكر بالنسبة لسكان الأرض . وتعداد المسلمين ككل شيعة وسنة بالكرة الأرضية لا يزيدون عن الخمس بل أقل من الخمس ..! وبعد 1400 سنة من رحيل الامام علي !! فأي كون وأية عناية وأي قول وأي كلام هذا يقال وينشر علي الانترنت !!؟؟..
المهم أن الموضوع كما قلنا أن كل انسان يقول كما يشاء فيمن يقدسه . ويصفه بالصفات التي يراها وعلي كافة المستويات الكونية / القولية الكلامية الجميلة .. ..!
ولأنني أعرف موقف الامام علي . من المرأة – كرجل مزواج تعددت زيجاته هو وأولاده من بعده وكذلك كان نبيه ورسوله محمد - وابن عمه في نفس الوقت – بالاضافة الي رأي الامام علي . في المرأة .. المخالف تماما لما تنص عليه حقوق المرأة بقوانين حقوق الانسان العصرية . والتي تعمل في مجالها . أختنا " ماري كرياكي " .لذا سألتها : كيف تنشرون مقالا يمجد الامام علي بموقع لرابطة المرأة - في القرن الواحد والعشرين - ؟! فقالت " نحن ننشر كل الآراء "
ولا بأس عندنا من نشر كل الآراء . وانما وحسب رأينا من الواجب علينا اضافة رأينا أيضا . فيكون الرأي والرأي الىخر ..
فالامام علي . قال - كما جاء بنهج البلاغة ص 90 - عن المرأة بعد حرب الجمل ( معاشر الناس . ان النساء نواقص الايمان ، نواقص الحظوظ ، نواقص العقول . فأما نقصان ايمانهم . فقعودهن عن الصلاة والصيام في أيام حيضهن
} ,ولعل العاقل من الناس يسأل : وما ذنب النساء في أنهن خلقن يحضن ؟! كي يحملهن الامام علي مسئولية ذلك ؟! وان كان قعودهن عن الصيام والصلاة وقت الحيض لعذر مقبول . فلماذا ينقص ايمانهن عند الامام علي أو غيره ؟!!
ونكمل قول الامام علي : " وانما نقصان حظوظهن فمواريثهن علي الانصاف من مواريث الرجال }
} ولعل أي انسان عاقل يقول : أوليس هذا ظلم للنساء ؟! أيظلمن وفي نفس الوقت يعيرن بظلم وقع عليهن ولا ذنب لهن في فرض الظلم عليهن بل أيضا يعيرن بذاك الظلم الذي لا حيلة لهن في رفعه ؟! { ?!
ونكمل قول " الامام علي " عن المرأة : " وأما نقصان عقولهن فشهاد ة امرأتن كشهادة الرجل الواحد " }} نعقب : هذا أيضا ظلم اضافي للمرأة : فقد تكون أمك يا عزيزي القاريء أو أختك أو ابنتك أو عمتك أو خالتك أو زوجتك أو زميلتك أو جارتك هي الأقوي ذاكرة وقد تكون الأكثر أمانة من الرجال والأكثر شجاعة علي قول الحق من كثيرين من الرجال {{
ونواصل اكمال باقي قول الامام علي " عن المرأة : "فاتقوا شر النساء وكونوا من خيارهن علي حذر ، ولا تطيعوهن في المعروف . حتي لا يطمعن في المنكر "
لا نملك الا أن نعجب من قول الامام علي عن النساء " كونوامن خيارهن علي حذر " ! وقوله : " لا تطيعوهن في المعروف حتي لا يطمعن في المنكر " !!!
وكأن من ولدته وأرضعته ووربته وعلمته المشي وعلمته النطق والكلام كان رجلا ولم تكن امرأة !!
لا ننسي أن " الامام علي " قال ذلك عن النساء بعد حرب الجمل . والتي اشركت فيها عائشة أم المؤمنين – زوجة محمد – ضد " الامام علي " ولكن : ألا تعتبر " عائشة " و " الامام علي " معا هما المسئولان عن حرب لم يكن لها مبرر سوي الصراع علي السلطة وراح ضحيتها حوالي 10 آلاف نفس – ويقال أكثر - لا عائشة أربأت بنفسها عن تلويث يديها بتلك الدماء ، ولا " الامام علي " الحكيم . سارع بالتنازل عن الخلافة حقنا للدماء .. وكل منهما – المرأة والرجل .معا ! عائشة والامام علي !.. معا لا المرأة وحدها ! – غرقا في بحر دماء 10 آلاف نفس . تركوا يتامي وآرامل وثكالي ..!
أوليس نبيه وامامه ومثله " محمد " هو الذي قال عن عائشة " خذوا عنها نصف دينكم " ؟!! وقال أن الوحي لم يكن يأتيه وهو في فراش أي من زوجاته وانما في فراش عائشة . فقط ؟؟؟؟!!!
فمن نصدق منهما ؟! نصدق " الامام علي " ؟ أم نصدق نبيه محمد ..؟! أم أن كلاهما –كذب الآخر ، والواقع والحقيقة تكذب وتجرم الثلاثة معا : علي ، وعائشة . ومعهما محمد ...؟!
اشتهر " الامام علي " بالبلاغة والفصاحة وحكمة الأقوال ( الأقوال )
كان سيفه أكثر فصاحة من لسانه وأطول حكمة من قلبه وعقله والا لخالف محمد في حروبه الكثيرة ولعارض أبا بكر في حروبه . ولعارض عمر في حروبه وعدوانه علي العراق والشام ومصر ..والتي سفكت فيها الدماء وترملت وثكلت وسبيت نساء وتيتم أطفال :
ويل لأمة ان كان امامها . سيفه أفصح من لسانه . وأحكم من عقله .
وويل لأمة تتذكر وتذكر فقط للراحلين منها حلو الأقوال والأمثال وتنسي وتخفي أو تتعامي ، وتبرر لهم شائن الأعمال وما اقترفوه من الأهوال . وتنصب من سفاحيها أولياء أبرار وملائكة أطهار ..!!
فقد شارك الامام علي ابن عمه محمد في كل حروبه ومجازره ضد الأسري . وفي أخذ أموال وممتلكات ذبحي حروبهما وسبي نساءئهم وتقسيمهن علي صحابة محمد وعلي – المقاتلين – وبيعهن رقيق . – وقد ربح من وراء بيع الرقيق الأسيرات كل من عثمان بن عفان و عبد الرحمن بن عوف – أصحاب محمد والامام علي - .
كان " الامام علي " من أوائل من اقتنعوا – آمنوا . – بمحمد . فهو أول من اقتنعوا به من الشباب . وساروا خلفه .
ولذلك فقد أعجب بسنة محمد في تعدد الزوجات . وسعي لممارسة التعدد في حياة محمد والتزوج علي زوجته فاطمة . ابنة محمد ولكن محمد أبي وغضب بشدة وتصدي له . ومن خلال خطبة علنية لمحمد فوق المنبر المخصص للوعظ لا للخلافات العائلية الشخصية . ! ما علينا ليس هذا موضوعنا الآن ..
بعد موت محمد . لم يتواني أو يتأخر " الامام علي " عن الاسراع بالتعدد في الزواج عدا التسري باقتناء الجواري . وقد أنجب من واحدة من الجواري ابنا سمي باسم أمه وعرف باسمها " محمد بن الحنفية " .
هو أبو القاسم محمد بن علي بن أبي طالب، الهاشمي القرشي من آل البيت، ، فينسب إليها تمييزاً عن أخويه الحسن والحسين، يكنى أبا القاسم،حيث أذن النبي صلى الله عليه وسلم لولد من علي بن أبي طالب أن يسمى
في عهد خلافة أبي بكر الصديق لم يكن " الامام علي " مهمشا تماما أو قليل الوجاهة . ووقت قيام أبي بكر الصديق بمجازر حروب الردة وقتله وسلبه وغنمه وأسره واراقته لدماء وتيتيم أطفال وترميل نساء وتثكيل أمهات في حروبه تلك لارغام من حاربهم واكراههم اكراها علي الايمان والبقاء في الاسلام ودفع الزكاة كارهين لا راضين ولا عن طيب خاطر / مثلما فعل محمد / كان الامام علي موجودا. لا غائبا .. ولم يكن مسافرا وحدث ذلك دون علمه ..!
في عهد خلافة عمر : عندما أرسل عمر جيوشا للاعتداء علي الدول كالعراق والشام ومصر تحت اسم " نشر رسالة ! وديانة ! " بينما الحقيقة لاكراهها علي اعتناق الاسلام ونهب وسلب تلك الشعوب وجلب النساء أسيرات تباع في سوق الرقيق ! . ولم يعترض الامام علي ..! وانما زوج انته الطفلة لعمر بن الخطاب مقابل مهر بالغ الاغراء ..!
كما كان " الامام علي " موجودا في عهد عمر كذلك كان موجودا في عهد أبي بكر . ولم يكن ل " الامام علي " ثمة تحفظ علي ما فعله عمر أو أبو بكر .. سوي علي أحقيته في الخلافة .. فقط ..!
الحسن بن الامام علي . تزوج 7 مرات
الحسين بن الامام علي : من ضمن من تزوجهن : شهربانويه (شاه زنان) بنت كسرى يزدجرد ملك الفرس / طبعا بعد قتل أبيها –في سبيل الله !! (!) مثلما تزوج جده - محمد – النبي ! ) من سيدة بني المصطلق – صفية ( برة بنت الحارث ) بعد أن قتل ذبحا زوجها وأباها . في سبيل الله !!(!) كله في سبيل الله ! وكله هكذا – زواج بعد قتل أب العروس وزوجها – كله يعتبر زواج ..-!!(!)
فصلوا معي وسلموا علي الثلاثة – محمد وعلي والحسين – وقولوا : عليهم الصلاة والسلام . بل : أفضل.. أفضل الصلاة والسلام .. !.فهم الأشراف الأطهار الأبرار ! ومن يقول الحق عنهم هو : الشيطان الرجيم والكافر الأثيم والذي يزدري الدين القويم ..! ..!
وفي مقال سابق لنا ذكرنا أن الامام علي – في رأينا كان أبلغ من محمد . وأتي بمعجزات لغوية عربية لم يأت بمثلها محمد كخطبة له من 700 كلمة ليس فيها حرف الألف ! وهذا العمل هو اعجاز لغوي – كلامي .. قولي .. عربي – ونحن انما يعنينا أعمال . أعمال الامام . التي أشرنا اليها . أما الأقول فالتاريخ مملؤ بحكم ودرر وحلو الأقوال والأمثال ..
ومن الأقوال المختارة من بلاغة وفصاحة الامام علي . ننقل لكم الآتي من كتاب نهج للاغة وهو ما انتقاه " الشريف الرضي " من أحفاد الامام علي ، وشرح الامام محمد عبده مفتي الديار المصرية .
من نهج البلاغة ص 176 : " :: وقعت مشاجرة بينه وبين عثمان . فال المغيرة بن الأخنس لعثمان . " أنا أكفيه فقال الامام علي . للمغيرة :
(( يا ابن اللعين الأبتر . والشجرة التي لا أصل لها ولا فرع . أنت تكفيني ؟ والله ما أعز الله ما أنت ناصره .. ولا أقام من أنت منهضه . اخرج عنا . أبعد الله نواك . ثم أبلغ جهدك . فلا أبقي الله عليك ان
بقيت .. )) – نقلا عن نهج البلاغة ص 176 -
هذه لمحة من بلاغة وأدب . الامام علي .
فعليك الصلاة والسلام يا أبا الحسن .
وكرم الله وجهك
(!!) (!!)
**********