موجة العنف ضد المرأة في العراق تُمزّق مزاعم نجاح البيت الأبيض



عبدالوهاب حميد رشيد
2007 / 11 / 26

في الأسابيع القليلة الماضية، زعمت إدارة بوش انخفاض مستوى العنف كدليل على نجاحها في العراق. وفي وقت مبكر من هذا الشهر، ذكر بوش: أن العراقيين يحققون تقدماً تدريجياً لـ "إعادة السيطرة على بلادهم." بينما كشف تقرير وكالة أخبار NBC الليلة الماضية عن "موجة عنف ضد المرأة في العراق تجاهلتها وسائل الإعلام."
أظهر التقرير أن المرأة العراقية، التي عُرفتْ قبل الاحتلال، كونها الأكثر تحرراً في العالم العربي، أصبحت غير قادرة، بشكل متزايد، على الظهور خارج منزلها بدون ارتداء الحجاب، وغير قادر على استخدام أدوات التجميل أو العمل.
* متقطات من التقرير:
.. أنكر بوش، على نحو واسع، مأزق المرأة العراقية. وبدلاً من ذلك اختار الحديث عن مؤشرات "التقدم". وحتى في بداية الغزو/ الاحتلال اعتاد بوش وإدارته الزعم بأن حقوق المرأة في العراق "لا تنفصل" عن أهداف النجاح: "إن التقدم في مجال حقوق المرأة والتقدم في مجال (التحرير) مسألتان غير قابلتان للانفصال."- بوش في 14 مارس 2004.
.. "جعل بوش من التقدم في حقوق المرأة بالعراق أولوية سياسية عالمية.. علينا جميعاً واجب الحديث عن المرأة التي غابت حقوقها وضرورة تعلمها ونيل حقوقها، وأن تُصوتْ لصالح الحرية الفعالة."- لورا بوش 8 مارس 2005.
.. "إن التزام هذه الإدارة لصالح حقوق المرأة في العراق غير قابل للجدل." سكرتيرة إدارة العمل- ألينة شاو- 9 مارس 2004.
.. "لن نقبل بالمساومة على مبدأ أن لكل عراقي دور متساو في بناء مستقبل بلدهم بغض النظر عن الجنس، العرق، اللغة، والدين."- السفير الأمريكي السابق في العراق- زلماي خليل زادة- 8 أغسطس 2005.
.. مقابل ذلك أُجبرت أعداد كبيرة من نساء العراق الهرب من ديارهن واللجوء إلى سوريا. وخضعن، على نحو متعاظم، لممارسة البغاء، نتيجة ظروفهن القاهرة لإعالة أطفالهن بعد مقتل أزواجهن في عنف العراق.
* مقتطفات مرجعية
يُخبرنا Williams:NBCs Tom Aspell بشأن موجة أخرى من العنف ضد المرأة في العراق دون أن تظهر صداها في وسائل الإعلام. وحسب نفس المصدر، كانت المرأة العراقية قبل الاحتلال الأكثر تحرراً في العالم العربي: متعلمة، تمتلك حق العمل والتصويت والترشيح في الانتخابات، بل وحتى مُنحتْ حق الطلاق. صفية سهيل عضو "البرلمان" العراقي، تقول أن حصول المرأة على هذه الحقوق تطلبت سنوات من الكفاح: أنا آسفة وحزينة أن أذكر بأن المرأة بدأت تفقد هذه الحقوق.
.. وحسب ASPELL أصبحت المرأة هدفاً لحملة عنف وحشي، بخاصة في ثاني أكبر مدينة عراقية- البصرة- إذ تُسيطر عليها مليشيات طائفة (الأغلبية) المحافظة.. "نحن نسمع، حسب قول صفية، عن حالات اختطاف أو قتل البنات... ولا نعلم لماذا (يُسمح لهؤلاء المجرمين تنفيذ جرائمهم)!؟"
.. حكومة الاحتلال في بغداد تعرف الجواب. المليشيات الطائفية لـ (الأغلبية) والمتعصبون يستخدمون الدين الإسلامي لتشديد سيطرتهم. هذه نسخة من ملف البصرة، يضم تسجيلاً مفصلاً عن مقتل خمسين امرأة في الأشهر الخمسة الماضية. والشرطة، في الواقع، خائفة جداً التحقيق في هذه الجرائم.
وحسب صفية سهيل: بعضن قُتلن لعدم ارتدائهن الحجاب. والبعض الآخر قُتلن لمجرد استخدامهن بعض أدوات التجميل. وأخريات قُتلن لمجاهرتهن بآرائهن أو عملهن.
.. الناشطة التلفزيونية: هديل صباح، كمثل بقية العراقيات العاملات، واقعة تحت الضغط بسبب ملابسها. أجبرها تهديد عبر الهاتف في البصرة البقاء داخل غرفتها في الفندق. وحتى في بغداد- المدينة الأكثر تطوراً- يهددها "الإسلاميون" بسبب مظهرها. وحسب صباح: قالوا أنهم سيقتلونني إذا شاهدوني على شاشة التلفزيون مرة أخرى. لكن هذا لن يوقفني عن عملي. أنا أُحب عملي. إنهم يريدوننا أن نكون كمثل طالبان.
.. وحسب ASPELL ترى غالبية العراقيات أن تهديدات المتطرفين تشكل جزءاً من جهود المتعصبين لبتر وإنهاء حقوقهن. وهذا يجعلهن أكثر حرصاً على المقاومة.
مممممممممممممممممممممممممـ
‘Wave Of Violence’ Against Women In Iraq Undercuts White House’s Claims Of Success, (Think Progress), URUKNET.INFO- November 24, 2007.

ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد