جمعية سي السيد , ومأساة فتاة القطيف0



عايد سعيد السراج
2007 / 11 / 29

لا يكتفي الرجال في مجتمعات الهمج, وأكل لحوم النساء باحتقارهن, وذلك بشرائعهم, وأديانهم , وعاداتهم, وتقاليدهم فقط, بل أيضاً يشكلون لهنّ جمعيات أكثر وحشية, لماذا للدفاع عن الرجل السيد المستبد, ومن هو هذا الرجل؟ ومن النساء اللواتي ظلمنه؟ وما هي عقده النفسية والاجتماعية؟ التي تجعل منه مدافعاً عن أخلاق وشرف وكرامة المرأة؟ ومن هي هذه المرأة التي تقبل أن يكون الرجل أقصد هذا الرجل الأكثر جهلاً وتخلفاً وادعاءً كاذباً بالدفاع عن إنسانيتها وكرامتها0 هل تقبل امرأة سوية , واعية لمصيرها, معتدة بشخصيتها , فاهمة لمصيرها ومستقبلها ومستقبل جيلها من النساء ,أن تترك هؤلاء الهمج, الذين يفتخرون بذكورتهم التي هي" كأذناب الماعز", يحققون لهنّ كرامتهن , ويكونون قيمين على أخلاقهن , وطرق حياتهن , وأسباب معيشتهن , إن المرأة التي تقبل هذا الأمر, إما امرأة مغلوب على أمرها , أو فاسدة أفرغوها من إنسانيتها وقيمها النسائية , التي هي قيم الوفاء , والتضحية, والكرامة, والاخلاص والسمو, وخلق الكائن الأجمل على هذه الأرض, ألا وهو الطفل, أما أن تتحول المرأة إلى ذليلة – كسيرة- تؤمر بأمر السيد الهمجي , الذي لا يملك ولا يعتز بالسيادة إلا كونه يحمل أذناب الماعز, متصدراً كرامته ووجوده , والأسباب التي تجعله يلغي إنسانية الآخر الشريك ( المرأة) ويحولها إلى دمية , يذلها بقوانينه التي يصوغ , وبقدرته على الاستغلال , التي حماها له تاريخ طويل من الاستعباد والهمجية, والذعر والخوف الداخلي من قول امرأة حرة لا تأكل بثدييها , وهذه الجمعيات المتخلفة الهمجية, والتي أسميها تجمعات الهمج , لا تكتفي باحتقار المرأة , بل تحاول تشويه كل من يناصر حقوقها من الأجلاء والجليلات أمثال الكتـــّاب – قاسم أمين- طه حسين- نوال السعداوي- رجاء النقاش00الخ وكأن هؤلاء السذج خرجوا من قمقم الهمجية, إلى الغرق في أسانة الحياة التي تليق بهكذا أشباح, ( فهل هذا الرجل الذي يغتصب المئات من الفتيات ويظل طليقاً) أنظر مقالتنا في الحوار المتمدن في تاريخ سابق 0 أقول هكذا رجل , أو رجال يحتاجون إلى من يدافع عنهم , وهل الوحوش " السبعة" الذين اختطفوا " فتاة القطيف في السعودية" وفعلوا بها ما فعلوا يحتاجون إلى جمعية تدافع عنهم, أم المسألة طغيان الرجل, في مجتمع كل القوانين والشرائع الأرضية والسماوية تدافع عن نزواته, وطغيانه, هل يوجد ياأصحاب تجمع "سي السيد" في مصر- أكثر وحشية من القوانين التي تجلد الفتاة المعتدى عليها " 200" جلدة وتسجن ستة أشهر ؟ وينتظرها عضو جمعيتكم , أو بالأصح تجمعكم الشهم , على أبواب السجن لقتلها صوناً للعرض, ( فما أشرفكم) هذا الحال يؤكد مدى الاحتقار الذي يمارس ضد المرأة , وليس ضد كرامتها وإنسانيتها فقط بل أيضاً ضد كرامتها وإنسانية كل رجل وامرأة , يقبلان السكوت عن هكذا ظلم, وهذا يؤكد مدى الانحطاط الذي يمر به العالم العربي , في الشرائع والقوانين, المدعومة من الأنظمة الاستبدادية, والفكر الشمولي البالي الذي عفا عليه الزمن, وكذلك التأكيد أن هكذا قوانين وهكذا أنظمة هي ليست معادية لشعوبها فقط, بل أيضاً لحقوق وكرامات مواطنيها, وكذلك معادية في سلوكها وممارساتها, لكل الهيئات الدولية التي تناصر لا المرأة فقط, بل حرية وكرامة الإنسان , كل التحية والتضامن مع فتاة القطيف التي هي أطهر من الجناة وقوانينهم المتعفنة , وكل التضامن والاحترام إلى " محامي الدفاع عن الضحية – طاهرة القطيف "0