هل الصمت شكل من اشكال العنف؟ وردا على مقاله- حين عشقنى زوجى-



بسعاد عيدان
2007 / 12 / 3

هل نحن قوم نقدس الكراهيه والقتل؟ح7
هل الصمت شكل من اشكال العنف؟
وردا على مقاله" حين عشقنى زوجى"
رغم قدوم الشتاء بشكل بطئ بعد الخريف الجميل الذى يعتبر من اجمل الفصول فى السويد وذلك لهدوئه وخلوه من التقلبات السريعه...ويمتاز بجمال الوانه الذهبيه المتفاوته على الاشجار والتى احيانا تشكل مع اشعه الشمس الذهبيه الدافئه سمفونيه جميله لاتسطيع ان تمر عليها مرور الكرام من دون الاستمتاع بهذا الجمال العفوى للطبيعه. حيث بعد انتهاء هذا الفصل الجميل ياتى تدريجيا الشتاء الابيض والذى يمتاز بالبرد القارص...كل هذا التغيير فى الطقس من السهل التعود عليه لولا الظلمه الكالحه والتى تصاحب الشتاء حتى نهايه العام ونهايه اعياد السنه الميلاديه...حيث تعجز فى كيفيه التعايش معها...والافضل هو السفر او الانشغال باشياء تحبها والتى تبعدك نوعا ما ولفتره وجيزه عن هذه الاجواء الكئيبه...كممارسه انواع الرياضه وبعض الهوايات الاخرى المحببه الى نفسك.
وتماشيا مع هذا الراى وتماشيا مع اهتماماتى بقضيه السلم المدنى ...لم استطع ان ارفض الدعوه التى وجهت لى من مركز بالما للمساهمه فى نشر ثقافه الديمقراطيه والسلام فى العالم عن (طريق تمويل مشاريع مدنيه مفيده فى مجال السلم والديمقراطيه فى كل انحاء العالم) بالمشاركه فى المؤتمر الدولى المقام بتارخ 26 - 28 اوكتوبر 2007 .
ومركز بالما...كان حلما رائعا للقائد السويدى الوطنى والانسانى والشخصيه العالميه اللامعه اولف بالما والذى ذهب ضحيه رصاصه طائشه وغبيه ...من قبل القاتل الذى مازال مجهولا لحد الان...رغم استمرار التحريات لسنوات عديده. ان حب اولف بالما وايمانه بالسلام والديمقراطيه فى بلده وتحقيق مكاسب عمليه فى بلده السويد جعله يفكر ابعد من ذلك وهو نشر هذه الثقافه(السلم والديمقراطيه) فى العالم اجمع ...واقصد البلدان الفقيره والبلدان المحتاجه لتلك الثقافه.
فى هذه المره كان شعار مؤتمر ايام بالما والتى تقام سنويا(السلام الان...فى الشرق الاوسط) مخصصا للسلام فى الشرق الاوسط....والذى قرر اثر زياره قامت بها رئيسه الحزب الاشتراكى الديمقراطى منى سالين الى مناطق الصراع فى الاراضى وكذلك اسرائيل. حيث تأثرت منى سالين بالعنف الذى يتعرض له الشعب الفلسطينى بشكل خاص, وقد ابدت اعجابا كبيرا بالاعمال السلميه المدنيه المشتركه بين الطرفين والتى تقوم على مستوى بعض مؤسسات المجتمع المدنى والتى اطلقوا عليها منتديات التواصل بين الشعبين اثر مؤتمر جنيف للسلام...واحست منى سالين بضروره دعم هذه الجهود والاراده الجديده للطرفين لمواصله عمليه السلام فى الواقع الفعلى...ولكن النشاطات المقامه فى هذه المنتديات(منتديات التواصل بين الشعبين) تفتح لك بصيص الامل بان هناك من يعمل على الضد من اجراءات العنف فى الشرق الاوسط.
واخيرا بدأ الايمان بان السلم لايمكن الوصول اليه فقط من خلال الاتفاقيات المتكرره بين القيادتين الفلسطينيه والاسرائيليه...اى من خلال الورق فقط...وانما يجب البدأ ببناء السلام من الاساس اى من مؤسسات المجتمع المدنى منها الشباب , النساء والاطفال وعلى كل المستويات.
وبرأيى هذا المفهوم بالنسبه لثقافه نشر السلم والديمقراطيه يخص ايضا القوى السياسيه فى بلدنا العراق ...حيث أثبتت التجربه العمليه بأن كل الاتفاقيات المبرمه بين القوى السياسيه المعروفه فى الطائفيه والشوفينيه قد فشلت فشلا ذريعا ... وان فقط حل الميليشيات وتجريدها من السلاح وبناء جسور التواصل والمحبه و نشرثقافه اللاعنف بينهم هو المخرج الوحيد....ومن دون هذا الشئ يكون الشارع والمواطن العراقى ضحيه ولقمه سائغه لتلك التناحرات السياسيه والطائفيه.
وقد استمر المؤتمر يومان فى كارلستاد الجميله...والتى كانت غنيه بتنوع الوفود المدعوه من جميع انحاء العالم منها جنوب افريقيا وكذلك من فلسطين واسرائيل وبورما وغيرها. والشئ المفرح ان المنجزات المشتركه التى توصلوا اليها رغم وجود العنف نسبيا فى الشارع...حيث يحدث العنف احيانا بين الفصائل الفلسطينيه ولهذا كان هناك وفود من فتح وحماس لهذا السبب. واخيرا ودعنا كارلستاد على امل اللقاء مره اخرى فى ايام بالما اخرى فى السويد.
عند رجوعى من كارلستاد ...استوقفتنى مقاله كنت قد قرأتها فى موقع الحوار المتمدن بعنوان "حين عشقنى زوجى" للكاتبه رحاب الهندى فى عدد 2100 بتاريخ (15-11-2007). راجع المقال فى هذا الرابط :
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=115391
وذلك لتكرار هذه المشكله يوميا بطريقه واخرى...والذى يتبعها مضاعفات قد تحدث فى العائله العراقيه بشكل عام...والعائله العراقيه المهاجره بشكل خاص ...وتمس شريحه اجتماعيه واسعه...وقد طرحت هذا الموضوع للنقاش على اكبر مجموعه من الاصدقاء والمستخدمين لهذا المنبر (المحادثه الصوتيه) ومن الجنسين وطرحت نفس المشكل على مجموعه كبيره من الصديقات والمقربات....لغرض البحث والتحليل والحوار مع المجتمع ومن كل الفئات.
احاول ان اطرح رأيا حياديا واتكلم بصفه عامه على ان اى خلاف يحدث من هذا النوع بين زوجين لايعلم الا الله ماذا يكون السبب الحقيقى وراء الخلاف ومهما يقال وينسج من حكايات ومبررات تبقى...تصورات يبنيها الاخرون من نسج خيالهم...قد تكون بعضها صحيح بالصدفه ولكن يبقى السبب الرئيسى غامضا لايحب الزوجان البوح به رغم محاوله كل منهما تبرير موقفه الخاص.
هذا كله يبقى فى حكم الطبيعى ...ولكن الشئ الغير طبيعى والمرفوض فى الحياه العائليه سوى كان ذلك بين الازواج او الاباء والاولاد هوالانزواء والاعتكاف , ورفض الحوار والصمت من قبل احد الاطراف حيث يعتبر الصمت الطويل ضربا من ضروب العنف ضد الاخر ....وهذا حسب تعبير اختصاصى علم النفس والاجتماع بان الاصغاء هو فن قائم بذاته وهو من اولى مقومات الحوار الناجح.
ان حصر العنف ضد المراه بالاذى الجسدى فقط والتركيز عليه هو انتقاص من قيمه المراه كأنسان لان هناك اشكالا من العنف قد تكون اشد خطوره من الاذى الجسدى مثل الاهمال والامتناع عن الكلام والاهانات والسخريه والتى يكون تاثيرها نفسى مدمر...واعتبار ان المراه ادنى مرتبه ذهنيه وحتى اقل مرتبه وجدانيه وعاطفيه من الرجل....ولكن ومع الاسف الشديد يستخدم من قبل الكثير من الناس وبشكل خاص الرجال منهم كنوع من انواع الضغط على الطرف الاخر...وقد يؤدى فى بعض الاحيان الى اهانه المتكلم بالاهمال الذى لايجد الاذن الصاغيه....حيث ان الاصغاء لايعنى ابدا الخضوع والاتفاق مع كل مايطرح كما يفهمه بعض الرجال عند المناقشه ولكن يدلك ويقربك من الهدف الذى تصبوا اليه الاوهو الحوار الجيد.
- تلقيت الكثير من التأييد وبشكل خاص من السيدات على ضروره الحديث والكتابه عن الطرف الاضعف الا وهى المراه او الزوجه والتى تمارس عليها الضغط اقتصاديا من قبل الزوج...حيث تبين ان هناك حالات تحدثن حولها بعض الزوجات بأنهن لم تر النقود او الكرونه السويديه ومنذ وصولها الى السويد بسبب ممارسه الزوج لهذا المنع تبريره بانه يساعد الاهل البعيدين عنه...ورفضه لتلبيه متطلبات الزوجه التى تشاركه الحياه والمخصص لها هذه المصروفات من قبل الدوله التى تقيم فيها....اضطرها بعد عجزها للتفاهم مع الزوج الى تركه واختيار الطريق الغير محبب لنفسها....بسبب ممارسه هذا النوع من الاهمال و القهر الاقتصادى تجد ان الحوار وصل الى طريق مسدود الا هو الطلاق ...هذا على سبيل الحصر وليس التعميم.
- هناك شريحه كبيره اخذت بالتزايد يوميا مع الاسف الا وهى شريحه المطلقات...ولاسباب مختلفه....والغريب فى الامر ليس هناك جهه تهتم بهذه القضيه وتبحث عن الاسباب وتضع الحلول...وكذلك ينظر الى هذه الشريحه فى المجتمع نظره دونيه ليست فى الداخل وانما ايضا فى الخارج. وبهذه المناسبه اعجبتنى قول احدى السيدات الفاضلات وتشبيهها للمرأه المطلقه بالشاة التى تفقد راعيها والتى تجعلها فريسه ولقمه سائغه لغالبيه الرجال الذين يحاولون باهانتها وان كان ذلك حتى فى نظراتهم وطريقه الايحاء بالكلام....وكأنه اصبحت محلله للجميع طالما اصبحت مطلقه وليس لها راعى كما هو الحال فى الغابه ( اليست هذه نظره ذكوريه متوارثه فى مجتمعنا وتستحق التغيير لانها لاتناسب ديننا ولاقيمنا الانسانيه باحترام المرأه...واحترام اختياراتها والتى تسئ للرجل قبل المرأه...وتنقص من احترام المجتمع والمراه له) حتى من اقرب الناس والذى كانوا فى يوم من الايام بمثابه الاصدقاء الاقربون للعائله... هذه احاسيس تحس بها المراه هى ليست تعميم وانما حالات موجوده فى المجتمع حيث ليست كل النساء يمتزن بقوه الحنكه والاراده والاستقلاليه فى البدايه.
- من طرق الضغط الاخرى والتى الحن بعض السيدات فى ذكرها...هوامتناع بعض الازواج عن ممارسه الحميميه الزوجيه كاسلوب للضغط على الزوجه معتقدا بان ذلك سوف يقربه من تحقيق الهدف عن طريق هذا النوع من الممارسه ...ولكن حقيقه الامر ان هذا الشئ لايؤدىفقط الى سوء العلاقه وتدهورها فحسب وانما يؤدى ايضا الى فتور المحبه بين الزوجين والى القطيعه والهجران ومن ثم الى الطريق المسدود...واذا تكررت قد تؤدى الى النهايه المحتومه وهو الانفصال.
- فى الحقيقه طرحى لهذه الامور اليوميه...لا ادعى فيها امتلاكى للحقيقه المطلقه فى العلاقه الزوجيه ولكن هى فقط اراء استمدها من تجربتى واهتمامى الشخصى ومن خلال حضورى لمحاضرات تخص المرأه والعائله والعلاقات العامه وتطوير التواصل بين الزوجين الذين يعيشون فى مجتمع يختلف بيئته عن المجتمع الاصلى.
واخيرا اود ان اطرح بعض الاراء البسيطه ردا على هذه الامرأه الى طرحت مشكلتها على الكاتبه رحاب الهندى...قد تكون بلسما لبعض الجروح:
1- استخدام الانترنيت وغرف المحادثه الصوتيه ...هو كاى شئ اخر فى الحياه تجد فيه الوجهه الايجابيه والسلبيه معا...ولكن يبقى عليك الاختيار...ماذا ستختار فى الاخير.
2- فى ايى علاقه زوجيه والتى مرت عليها سنون قصيره او طويله توجد هناك فترات ملل وكأبه يعانى منها الطرفان...ينبغى ايجاد التجديد والابهار فى العلاقه وذلك عن طريق القيام باشياء واهتمامات محببه اليهم اى الزوجين يقوموا بها ومفاجئه الاخر باعمال تثير الاعجاب وتبهر الاخر.
3- هناك حقيقه مهمه فى الحياه الزوجيه ينبغى ان يفهمها الزوجان الاوهى ان الزواج لايعنى التملك للطرف الاخر ...ولذلك يجب احترام خصوصيه وحريه كل طرف...الابتعاد قليلا عن طريق ممارسه كل زوج قضاء بعض الوقت مع الاصدقاء او اهتمامات وهوايات اخرىممكن قضاءها بين الحين والاخر والتى تعطى الفسحه , التجديد وتزيد المحبه بين الزوجين بعد ذلك الابتعاد القليل.
4- اهمال الطرف الاخر والامتناع عن الكلام هو نوع من انواع العنف ضد الاخر والذى يؤدى الى تراكم المشاكل وتعقيد الحلول ...ولذلك يفضل الحوار والشفافيه والمرونه فى كل صغيره وكبيره تخص الزوجين.
5-الحب والاحترام وعدم اصطياد الاخطاء للاخر من اهم المقومات لادامه الحياه الزوجيه السعيده.
6- ذكرت بعض الردود و ومن بعض الرجال بان الافضل للسيده التى تعانى المشكل ان لا تعترف لزوجها انها المراه التى احبها فى النيت لانه سوف يؤثر على رجولته وكبرياءه كرجل ..اقول لهؤلاء...اين كان كبرياء المرأه عندما سمح الرجل لنفسه بتلك العلاقه على زوجته وهناك اشياء كثيره فى حياه الزوجين اليوميه تؤثر على هذه العلاقه وخصوصا الجزء الاقتصادى اذا لم ينوجد التخطيط والاتفاق على متطلبات الحياه اليوميه...والتى قد تؤدى الى سوء وقطيعه العلاقه الزوجيه.
بعض الاصوات شجعت الراى الذى يؤدى الى اللقاء مره ثانيه فى بلد بعيد وحيادى لاتكشف عن نفسها له الى حين اللقاء تماشيا مع التجديد والابهار فى الحدث... بالمناسبه ان اختيار الزوج لها بدون علمه من تكن هى له تفسير علمى ونفسى يفسره ذوالاختصاص فى هذا المجال بان هناك نوع من الادمان على الخصال التى تعود عليها الزوج ولذلك اختار نفس الشخص من دون وعى بان تكون زوجته التى اختارها وذلك لشعوره النفسى بالامان لتلك الخصال اى ان العقل يرتاح مع خصال تكون معروفه وقريبه للنفس على سبيل المثال المراه التى تتعرض للعنف من قبل زوجها عند فراقها عنه سوف تختار رجلا بنفس الخصال فى بعض الاحوال..واخيرا كل شئ يعتمد على الزوجين وارادتهم فى تطوير وادامه العلاقه الزوجيه.