البصرة تذبح أمام الجميع



حمزة الشمخي
2007 / 12 / 10

هكذا هو حال مدينة البصرة الصابرة الجميلة ، لم يتغير حالها حتى بعد أن نفضت عنها غبار الدكتاتورية المنهارة ، لا زالت تعاني من الظلم والقمع والفقر والخراب ، وكأنها تعيش في ذلك الزمن الأسود ، الذي ألبسها الحزن والدمار والعذاب، وغير ملامحها الرائعة بسبب حروبه وإستبداده .
اليوم تذبح البصرة أمام الجميع ، من قبل عصابات الجهلة والقوى الطائفية وزمرالتهريب والرشوة والتدخلات الأجنبية المعروفة ، وليس هناك من ينقذها ، إنها في وضع مأساوي تجاوز فيه القتلة كل القيم والأعراف والإصول ، لأنهم يقتلون الإنسان والحياة بكل معنى الكلمة .
وإلا ما معنى أن يقتلوا هؤلاء الرعاع النساء والأطفال وبشكل بشع ، في هذه المدينة ، مدينة الحضارة والثقافة والسياسة والأدب والفن والرياضة والجمال ، إنها البصرة ؟ .
حقاإنها جريمة كبرى ، ترتكب في هذه المدينة العراقية الطيبة ، ولكن من دون ردا حقيقيا يتناسب مع أفعال وجرائم القتلة ، حيث صرح قائد شرطة المدينة ، بأن ( النساء يعشن في خوف بعد مقتل أكثر من 40 إمرأة وإلقاء جثثهن في الشوارع في الأشهر الخمسة الماضية ، وأن بعض النساء قتلن مع أطفالهن حيث قتلت أحداهن مع طفلها البالغ من العمر ست سنوات ) .
وتشهد البصرة حالة من الخوف الدائم والقلق بعد هذه الجرائم المروعة ، التي إستهدفت وتستهدف النساء وخاصة بعد تزايد كتابات التحذير على الجدران والتي تحذر النساء من السفور والتبرج وإجبارهن علىإرتداء الحجاب بالقوة .
علما أن الأخبار الواردة من البصرة ، تشير الى أن عدد النساء الذي تعرضن للإعتداء والقتل أكثر من هذا العدد بكثير ، وأن الجرائم لا زالت مستمرة بحق النساء ، من قبل مجاميع متخلفة لا تفهم معنى الحياة والحرية ، إلا من خلال الجريمة والقتل والسرقة .
ألا تستحق البصرة وقفة جدية ومسؤولة من قبل مجلس النواب العراقي والحكومة العراقية والأجهزة الأمنية المعنية ؟ ، لأن لا إستقرار ولا أمن وأمان في العراق وبصرتنا الحبيبة تعاني .