الدستور العراقي ومشكلة قتل النساء



عبد الزهرة العيفاري
2007 / 12 / 16

من اية طينة خلق الارهابيون هؤلاء؟ .... الى اية وحوش ينتمي شيوخهم الذين يتولون ممارسة الفتاوى ؟ و باي "دين " يدينون ؟ هل هم معممون بعمائم طالبان ام عمائم صفوية ؟ام هم من اصحاب الرسالة الخالدة "كخلود " جهنم وقد زرعوا في المنطقة العربية منذ 1947؟ . و بأية " شريعـة " يقتلون نساء العراق ؟ كيف نفسر تلكؤ الدولة في حماية المواطنين من هذا العدو الذي يطوف على رؤوس الناس بسيفه المسلول متلبسا بلبوس دينية !!.... في الواقع لدينا اسئلة كثيرة تتعلق بهذه الكارثة الانسانية الجديدة . وسنوجهها الى (عناوين ) معينة في هذا السياق ! فهل يجري التقتيل حسب "التعاليم" الواردة من طلاب السحت و" الرزق " الحرام القابعـون في ( قـــم ) وهم يصدرون " التعاليم " الاجرامية لصنائعهم عندنا ؟ ، ام وفقا لاوامـرما تسمى بهيـئة " علماء " المسلمين التي يترأسها الارهابي حارث الضاري وجلاوزته خارج حدود بلادنا ؟ .
ولكن بالاضافة الى هذه الاسئلة يجب ان نعترف ان عدونا ليس عاديا ً. بل لديه اناس " اذكياء " وهم الذين اصروا على وضع المادة (2) من الدستور. نقول " اذكياء " لانهم يستعملون الف ذريعة وذريعة لكي يقتلوا ( اليوم وفي المستقبل ) اي شخص او مجموعة اشخاص اويقتلوا امرأة اومجموعة من النساء ببرودة دم وذلك " حسب قولهم " كان بحجة الدفاع عن الاسلام وحسب منطوق الدستور وليس خروجا ً عليه!!
ويظهر من مجريات الاحداث ان تسريب المادة جرى بواسطة الائتلاف وبتأ ييد من جانب قوة علمانية تنظر مصلحتها في كسب " ود " الائتلاف لأسباب لم تخرج عـن المنا فع السياسية والقومية لها . فكانت المادة:" الاسلام مصدر اساس للتشريع " ....ثم .... " لا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام
بالرغم من ان هذه المادة خاطئة اسلاميا مائة بالمائة ً ولكنها وضعت ــ كما يبدو ــ تحت ضغط من جها ت اسلاموية تسعى الى ايجاد منفذ تنفذ منه لممارسة جرائمها ثــم تنسحب من " المسؤولية القانونية " وكأنها تتعامل مع الدستور الاسلامي !!!. الذي هو ابو القوا نين !!! . و ان الصفقة ( كالعادة ) قد تمت بين اطراف " معلومة " من منطلق الكسب الحزبي الضيق كي تبقى " اكثرية " في البرلمان في هذه الفترة الحاصلة بين انتخابين على اقل تقدير .
الامر الثابت لدى كافة الناس ، المتد ينين منهم وغير المتدينين ، ان ما يميز الاسلام الحنيف : فيه الشافعي والحنبلي والحنفي والمالكي والجعفري كفرق اسلامية اصيلة . قرآنها واحد ونبيها واحد ولكن الاختلاف في بعض الاجتهادات الثانوية التي لاتفرق هـذه الفرق دينيا . وان الائمة الذين اقترنت هذه الفرق الاسلامية المـتـآخية باسمائهم هم من ابرز ائمة المسلمين قا طبة . والامر الطبيعي ا نهم يسيرون على خط اسلامي واحد ويتمتعون في الوقت نفسه بحق الاجتهاد في الاداء . والامر الرئيسي الذي يربطهم هو مصلحة الاسلام والمسلمين والانفتاح على البشرية . اضافة الى هذا ان المذهب الجعفري يمارس الاجتهاد بصورة واسعة بحيث ان اي " امام " و " حجة اسلام " يستطيع ان يدلي بما يجتهد ويرى ثم يصدر الاحكام والفتاوى تحت هذا الغطاء على مسؤوليته الخاصة . وهذا ما استعمله بعض اصحاب الصبغة الدينية !!! فالنساء العراقيات يقتلن لا لذنب اقترفنه بل لانهن لم يستعملن الحجاب او ان العباءة لم تستر شعر الرأس تماما !!!! اذن القـتل لهن حسب الفتوى الصادرة من التيار الفلاني . تعاقب بالقتل وليس اقل من القتل .!!!مع العلم ان الحكم هذا يسري على (المرأة او البنت ) حتى اذا كانت مسيحية !!!او عالمة او شاعرة او ...!!!الخ.
نعم .. هذه الجريمة الجديدة التي نواجهها اليوم . هي في حكم الشريعة من الكبائر . ولكن مع ذلك وجدت طريقها للظهور في محافظة البصرة التي تعتبر محافظة الطيبة والوداعة . ونتائج الجريمة هذه تقع علنا ً على العنصرالنسائي بل على الشعب كله . اضافة الى ان هذه الصورة الوحشية سوف يتهم بها الشعب العراقي والبلاد كلها بالتوحش . وذلك في المحافل الدولية وفي هيئة الامم المتحدة بالذات . انها وصمة عار على العراق من وجهة نظر الرأي العام العالمي . وهذا الامــر يجب ان يهم الدولة قبل غيرها . خاصة وان المجرمين الارهابيين من افراد الميليشيات وشيوخها من اصحاب "السماحة " " ينعمون " بمادة دستورية تقـوم مقام " مسمار جحا " التي يتذرع بها المجرمون رسميا ً اثناء القتل وبعده !!! باعتبار ان المجني عليهن مخالفات لاحكام الاسلام حسب رأي حجة الاسلام الفلاني !!! واعتمادا على الدستور .
لقد طالب الكثير من المثقفين العراقيين الحكومة بعزل الدين عن الدولة اي انقاذ الدين من تسلط الحكام والاجهزة التابعة لها ومن المشعوذين من الدراويش لكي لا يوجهوا سلطة الدولة لاغراضهم الشريرة . وكقضية آنية ينبغي اجراء تعديلات جذرية على الدستور وتنظيفه من الظلامية والدروشة المستوردة من الطالبان والعمائم الصفوية . في حين ان الانتقادات للدستور كانت كثيرة ( اذ انتقدوا بنفس الوقت المواد المتعلقة بالتعصب القومي لجهة اخذت تحلم بالتمدد على حساب جزء من السكان العراقيين في كركوك ذات القوميات المتعددة مثلا) الخ ... ً. ولكن فيما يتعلق بقتل النساء العراقيات من السنة والشيعة والمسيحيين وغيرهم نقول ان ربط الدستور بالاسلام هو امر يتناقض مع الواقع القومي والديني للسكان . فالدستور نفسه يقر ويعترف ان العراق بلد متعدد القوميات والاديان فكيف اذن وضع سيف ( دستوري ) بيد الميليشيات الدينية التي لا ترحم احدا . وهي تستطيع ان تفسر اي شيء حسب مفاهيها المتسلطة وان الدستور جاهز لتأييدها .
ان السيد المالكي ــ وهو الشحصية الوطنية ــ سيدخل التاريخ بكرامة لا نظير لها ان هو خدم الشعب والاسلام معا اذا ما سعى الى حفظ الدين من تدخل الدولة ومنع المشعوذين من استخدام الدولة باسم الدين اي ضد التلاعب بالقوانين والدين وسواهـما ويعلن وقوفه بجانب فصل الدين عن الدولة !! .
ان الاحاديث العراقية تتحدث ان افراد الميليشيات الدينية وصلت بهم الصلافة ان بدأوا يمنعون اصحاب صالونات الحلاقة من ممارسة اعمالهم ، ذلك ان المواطن غير مسموح له ان يحلق لحيته وان المرأة مجبرة ليس فقط على لبس الزي الاسود بل والامتناع عن اسخدام خدمات صالونات الحلاقة النسائية وبذلك حرمت عليها الزينة التي سمحت السماء بها منذ الازل . ان موضوع اللحية في الواقع وحده يؤلف مهزلة . فكأن اللحية التي تكسوا وجوه التكفيريين وشيوخهم مثل ابن لادن والظواهري واقطاب الوهابيين العتاة من القتلة هي علامة الصلاح والتدين . او ان اللحى العفنة التي تكسو وجوه الارهابيين من الطالبان المتاجرين بالحشيشة والافيون ومستعملي التريا ك في ايران هي مثال الكمال والجمال لهم . !!! ولعل رأس التيار الصدري واصحاب اللحى من اقطاب الفضيلة وغيرهم من سراق النفط العراقي هم ممثلو النزاهة و هـم المعنيون (بترتيب ) موت او حياة المواطنين.، ومن الملفت للنظر انهم المد للون لدى المرجعية !!! ( من يدري ، ربما لتبعيتهم الروحية الى عمائم قــم )
. والاسئلة هنا كثيرة :
لماذا لا تبادر الحكومة الى سحب الذرائع لدى الارهابيين ( الاسلامويين ) و تبدأ بتعـــديل الدستور لحذف الموادالتي تشدد من سلطة الظلاميين على البلاد والعباد ؟ . لماذا لا تصفي الميليشيات الدينية وغير الدينية و لماذا تمد بهذا السبب من عمر الارهاب ؟ ثــم لماذا تسكت المرجعية عن الظلم الواقع على النساء واضطهادهن والاعتداء عليهن حتى وهن في الحرم الجامعي ؟ وهل ارتياد صالونات الحلاقة حرام ؟ لماذا لا تقول المرجعية الحق وتعلن احتجاجها على بدعة منع الحلاقة وقتل الناس بسببها ؟ لماذا لاتصدر المرجعية فتوى اسلامية حقيقية بعدم وجود اي اساس شرعي يقضي بتحريم صالونات الحلاقة وبالتالي تحريم التسلط على الناس واخيرا شجب قتل النساء وفضح رجال الدين هؤلاء وتياراتهم وتوجيه التهمة لهم بالتخريب باسم الدين . ... واخيـرا ًاشهار ان اعمال الميليشيات وفتواهم بالقتل امر لا يقره الاسلام ! . ويتهيأ لنا انه اذا امتنع رجال الدين (الاجانب ) من تخليص الناس من هذا القتل المتعمد للنساء فلربما يبادر رجال الدين العراقيون فيتولون هم اصدار الفتوى الاسلامية لحفظ ارواح ابناء وطننا وكذلك لفضح الدراويش والمشعوذين الذين هم في الواقع ينفذون مخططات الطاغية بتدمير العراق واهله وربما لديهم مخططات سوداء اخرى !!!؟
وكما يلمس العراقيون من سياسة حكومتنا المبنية على الاستخذاء والتنازل امام العصابات المعممة نجد ان التيارات المتهمة بالاجرام وسياسة التفرقة داخل البلد هدفها تبويش المصالحة الوطنية واضعاف حكومة المالكي والسيطرة على مجالس المحافظات وبالتالي اسقاط سياسة تصفية الارهاب في البلاد وبالتالي تنفيذ مخططاتهم كما يشتهون . ان نشاط الميليشيات وعصاباتها اخذت بالتصاعد وتـحـقيق السيطرة على الكثير من قرارات الحكومة .!!مــمــا يتطلب من العراقيين الضغط على الحكومة لتـفـكيك الميليشيات ومحاكمة رؤوسها على ما اقترفوه من جرائم . والتأكيد على المطلب الرئيسي الان الذي هو تعديل الدستور وابعاده عن ايدي التطرف الديني والطائفي والتعصب القومي .