مملكة القبح والظلام



واصف شنون
2007 / 12 / 19

قبل يومين من احتفال المسلمين بعيدهم الكبير الذي يتبع موسم الحج ،عفا الملك السعودي عن فتاة القطيف التي إغتصبها سبعة رجال واحداً تلو الآخر ..وتركوها مدماة ملوثة وجريحة تنزف دمها وكرامتها...

عفا الملك عن الضحية ...

فقد حكم القاضي الشيخ صالح رئيس قضاة محكمة القطيف الشرعية بجلد تلك الفتاة مئتي جلدة وسجنها مدة ستة شهور حسب الشريعة الإسلامية لأنها وقبل اغتصابها من قبل( السبعة الوحوش) كانت بصحبة رجل غير (محرم ) أي لا يرتبط بها بعلاقة الزوج أو الأخ أو الابن ،مما تقتضي الشريعة وحسب الشيخ الكبير (العبيكان ) المستشار الديني السابق في الحكومة السعودية معاقبتها بالجلد والسجن ،وهذا ما جرى بالفعل ...بل تم سحب إجازة المحامي الشاب عبد الرحمن اللحم لأنه أثار قضية تلك الفتاة وترافع عنها أمام القاضي الشرعي في القطيف الواقعة في مملكة الحج والرحمة والصمت والظلام .

عفو الملك ،وعلى الأرجح كان عاطفيا ً أبويا ً ،بسبب موقف زوج الفتاة الجريء الذي تحدث دون الإعلان عن أسمه ليثبت إن زوجته كانت بريئة وقد تم اختطافها بطريقة شباب هذا العصر المدمن على المخدرات والفساد في المملكة،وكذلك تحديه للشيخ العبيكان القبيح في الشكل والكلام والإنسانية الذي اتهم المرأة بخرق عقد الزوجية لأنها كانت تسير بلا (محرم ) ...

لكن عفو الملك ،أصبح في نظر قنوات الفضاء الغربية ،على إنه خطوة تقدمية في الإصلاح ،فقد قالت السيدة أوكتافيا ناصر محللة الشؤون العربية في قناة سي أن أن الأميركية ، إن الحكم كان جائرا ً على تلك المرأة السعودية ،وان قضيتها أثارت ردود سلبية تجاه المملكة التي يتحكم فيها أمراء ورجال دين ،وكان من المتوقع أن لا مفر من حل تلك الأزمة سوى تدخل الملك (الإصلاحي ) وقد فعل وتدخل وعفا !!.

الملك السعودي الحالي معروف بقسوته وبدويته الشديدة وقلة تعليمه ودراسته خاصة وانه قد تجاوز الثمانين من العمر ،ولنا أن نتصور أن حفيدة الملك قد تم اغتصابها وهي تتمشى وحيدة تتنفس أريج البحر وتتأمل نجوم السماء من قبل ثلاثة رجال وليس سبعة ،فماذا سوف تكون عاطفته أو فكره الإصلاحي ،هل ينتقم من المغتصبين بقطع أعناقهم على الفور ،أم يعلن حرية النساء في قيادة السيارات والسماح لهن باختيار زوج المستقبل ،بدلا عن المكوث عانسات كئيبات في بيوت الحريم .

إن ما جرى في مملكة آل سعود من هتك للقيمة البشرية المتمثلة في (الأنثى ) المرأة جرى كذلك في السودان (الشقيق!! ) فيما يعرف بقضية التيدي بير ،وان أنظمة السعودية والسودان وباقي دول العرب وبعض المسلمين يريدون من إثارة قضايا إعلامية من قبيل فتاة القطيف والتيدي بير أن يقولوا وببساطة لكل غربي ساذج أو مهتم أو سياسي ،إننا وحدنا من يعرف كيف يحكم ويتحكم بهذه الشعوب المتخلفة التي لا إنسانية لها في السلوك ولا تنشد التطور والتقدم ،فدعونا وحدنا معهم فلا ديمقراطية ولا دساتير ولا حقوق إنسان ،ولكم صفاء الأمر منا والبترول .