((الحجاب)) من التدين إلى التزين



جمال هاشم
2007 / 12 / 20



هل يكفي أن تغطي الفتاة رأسها لتصنف في خانة التدين ؟ ألا ترتبط الفتنة والإثارة بمناطق أخرى من جسد المرأة ؟ إن ما يجري في الواقع من توظيف متعدد الأبعاد لغطاء الرأس المسمى حجابا ، أبعد ما يكون عن > إلى أحضان الدين ، وتكفيك جولة وسط المدينة كي تكتشف نجاح الحداثة في توظيف <<الحجاب>> في الإثارة ، فباستثناء تغطية شعر الرأس ، أصبحت كل مفاتن الجسد معروضة بشكل بارز ، فمساحيق التجميل ساعدت الفتاة على إبراز العينين وتسويدهما رغم أنفهما ، مع اختيار حجم الحاجبين وسمكهما ، كما أن العدسات اللاصقة الملونة مكنت من التلاعب بلون العين حسب لون اللباس . ولإبراز العينين والشفاه<<المحمرة>> يتم طلاء الوجه بمادة قاعدية بيضاء تخفي لونه الأصلي ، وكأن الهدف من تغطية الشعر هو جذب انتباه الناظرين إلى الوجه ، فنابت الشفتان والعينان والخدان عن خصلات الشعر التي لاتسمن ولاتغني من جوع . أما الأخطر من كل ذلك فهو أنواع الألبسة اللاصقة التي تلف الجسد وتكشف كل تضاريسه : فسراويل الجينز تبرز حجم الأفخاد والأرداف المتراقصة ، أما الأقمصة المشدودة على الصدر فتكشف أكثر مما تستر ، فبالله عليكم ما قيمة الشعر أمام كل هذه الخيرات المعروضة ؟
إن الذين يعتبرون انتشار الحجاب ، دليل على انتشار التدين الحقيقي بين فئات المجتمع مخطئون لأن المظاهر خادعة ، وحين نقترب من التلميذات ونسألهن عن سبب تغطية شعورهن ، سنجد أجوبة متنوعة تصل إلى حد التناقض ، فمنهن من تربط ذلك بدور الحجاب في <<اقتناص>> زوج يبحث عن فتاة <<فاضلة>> ... ومنهن من تربطه بالتحايل على الأسرة وعلى سكان الحي كي تقدم صورة <<محترمة>> سرعان ما تتبخر حين تبتعد بضع مئات الأمتار ليزول الإحترام وتظهر الحقيقة . وتجيب فئة أخرى أن المسألة مفروضة وليست اختيارية ، ومرتبطة بطبيعة الأب والأم . أما بعض الفتيات فيعتبرن المسألة عملية واقتصادية فقط ، فمصاريف الحلاقة ، وتجفيف الشعروتصفيفه ، تتطلب وقتا ومجهودا ومصاريف لاتتوفر لبنات الفئات الفقيرة . أما فئة من بنات الطبقات الراقية فيتعاملن مع الحجاب كموضة ، تقدم المرأة في مظهر متميز خاصة أن المصممات الجديدات تلاعبن بالحجاب كثيرا وأبدعن في شكله ، ولم يبق مجرد قطعة ثوب عادية ، بل ارتفع ثمنه ليصل إلى مستويات لا تقدر عليها إلا من ارتوت ببراميل الخليج وآباره .