خلط المفاهيم لاستنكار حق المرأه.



هلا الكلابي
2007 / 12 / 29

كثيرة هي المواضيع التي تطرق لها كتابنا السعوديون الذين يفخر بهم وطنهم لما هم عليه من فكر وثقافة ودين وبالتأكيد "طولة بال".
ورغم كثرة وتعدد المواضيع إلا أن الموضوع الأكثر أهميه في مناقشة أوضاعنا الاجتماعية هو (المرأة). ولا تكمن أهميته كموضوع بسبب أن المرأة هي نصف المجتمع (ومن بقية لكلام إنشائي تعودنا سماعه). لكن بسبب ما يسمى (بخلط المفاهيم) وازدواجية للشخصية أدت إلى خلط مفهومين أيما خلط جعل المرأة نفسها تتخبط بينهما. مسمى (القيد) الذي استدرجه المجتمع حتى بات ذريعة تنطلي تحت (حد)الدين, مما جعل المرأة تعيش بشخصيه مزدوجة.
ليس منا من ينكر أبدا دور المرأة كامرأة شرقية وأنها هي أساس البيت وهي الأم والأخت والابنة والزوجة, . لكن المشكلة تكمن في المبالغة في فهم أسس الدين والغلو فيها حتى أصبحت كل عادات وتقاليد المجتمع العربي التي تخص المرأة قيد تحت ستارو(حد) الدين.
حين تقوم المرأة العربية برسم حروفها رسما وتتلاعب بالألوان كي تنتج لوحة لائقة بمستوى القارئ الذي بالتأكيد هو من يقيم تلك اللوحة أقول ما دور هذا القارئ بالضبط؟
وأنا هنا لا أقصد القارئ الذي يميز ويفرق بين المسميات والمفاهيم! لكنى قصدت القارئ الذي يخلط بينهما. فقد لاحظت كثيرا أنه في أغلب الأحيان يكون هذا القارئ الذي يخلط المفاهيم والمسميات غير فاهم أصلا للنص المطروح ونجده يستنكر ولا ندري سبب الاستنكار هذا. حتى نكتشف فيما بعد أن هذا القارئ الكريم رافض أصلا لأن يكون للمرأة العربية قلما وفكرا ولذلك تخطى كل الحروف كي يصل للنتيجة التي تقول (أنا أعترض) وحين أقرأ أنا أو غيري أي موضوع أصبح لزاما علي ألا أقرأ الحروف التي أمامي فقط! بل هناك ما يسمى ما هو خلف الحروف من معان.
من أصعب الأموروأجحفها, أن نضع عقل الإنسان وبالتحديد (المرأة), ذاك المخلوق, الذي ميزه الله بالعقل والحكمة في قالب محدد ومعين ومؤطر تحت مقاس ما يسمى (القيد).
ونرى أن أي عمل جديد تفكر المرأة القيام به يستهجن قبل أن يطرح. وأي فكر أو مبدأ من قبلها يقابل بالتعجب ولو كان ذا أهميه. فهل يريد هذا القارئ أن يظل عقل المرأة خلف الكواليس؟
لم نعد كما في السابق أبدا, لقد أصبحنا منفتحين على العالم, والعالم أصبح في نافذة صغيره لا يخلو منها بيت. والرجل والمرأة يدا بيد لمعرفة هذا العالم. أقول هذا بعد أن قرأت ردودا أتتني عبر الإيميل على موضوع كتبته وكان طبعا يخص المرأة. طبعا كنت أتوقع تلك العينة من الردود, ولكني حقيقة كنت أستغرب من الأسلوب ومن التلاعب بالألفاظ الذي أدى إلى خلط الدين بالعادات والتقاليد.ناهيك عن احتقار حروفي من قبل (من يخلطون المفاهيم )وليتهم أصلا (فاهمين).
والمؤلم أنه مازال هناك من يستشهد بأحاديث لسيد الأمة عليه أتم الصلاة والتسليم استشهادا ليس بموضعه ويكون هو ليس بعالم أصلا بمعنى تلك الأحاديث. وعلى قولة المثل (خلط الحابل بالنابل).
.
هل المرأة حين تتكلم عن ظلم واقع عليها تناقض الدين؟ وهل حين تصرخ المرأة مناشدة من ينقذها من براثن زوج متسلط أو أب يحتكرها لأنها مصدر مادي تكون قد تعدت حدود الدين وبذلك فقدت أجر الاحتساب؟
متى يستوعب هذا القارئ الذي يعشق خلط المفاهيم أن للمرأة صوت وأنها مساوية للرجل كما ذكر رب العزة والجلال في الثواب والعقاب. أما في مسالة العادات والتقاليد فنعم.. هي ليست مساوية للرجل أبدا.
ليست مساوية..
ولن تتساوى به....