اغتيال السيدة بي نازير بوتو ( علامة بارزة على التخلف والرجعية )



سندس سالم النجار
2008 / 1 / 12

لو اوغلنا بتاريخ البشرية القديم قبل ظهور الاديان لوجدنا تلك القيمة الانسانية العالية التي كانت تتمتع بها انثى الانسان والتي كانت تتزايد كلما عدنا الى اقدم عصور التاريخ .
كان المجتمع البدائي الانساني آنذاك المكون من الذكور والاناث يدرك قيمة الأنثى الحقيقية ، على انها اصل الحياة والولادة والتجدد .
وكان للمرأة نصيب في تولي العرش ، واذا مات الملك عن ذرية اكبرها بنت اصبح العرش من نصيبها .
ولو استعنا بشخصية الملكة ( حتشبسوت ) لأدركنا قوة المرأة النابعة من شخصيتها وذكائها وقدرتها على القيادة والحكم ، ولهذا ظهرت تماثيلها على شكل ابي الهول ( لها رأس انسان وجسد أسد ) رمزا ً للعقل والقوة معا ً . وتميز عصرها بالازدهار والتعمير ، واثبتت كفاءتها كحاكمة وملكة اكثر من ملوك ( رجال ) كثيرين . ولكنها ماتت بامر الله وليس بأيادٍ جبانة كما يحدث الآن .
والأنثى ( بوتو ) الزعيمة السياسية ذات الشخصية الكاريزمية كما وصفها ( باميلا كونستابل ) ، الشجاعة ،الفذة ، امرأة القرن الحادي والعشرون ، المناضلة من اجل الديمقراطية ومحورية موقع باكستان تُقتل بطريقة جبانة !!!
مما دفع اغتيالها العالم المتحضر كله من موسكو الى واشنطن ومن الشرق والغرب وحتى نيودلهي الى ادانة تلك العملية الرخيصة المعيبة على فاعليها بشكل خاص ، وعار على المجتمع المسلم والشرقي بشكل عام . تلك العملية التي اودت بحياة امرأة زعيمة تُحظى بحب ِ واحترام ِشعبها والعالم كله .حتى الهند العدوة اللدودة لباكستان والتي خاضت معها ثلاثة حروب ، صُدمت لذلك العمل الدنئ فأعربت رئيسة الهند ( براتيبها باتيل ) عن شعورها بالصدمة والأسى اللامحدود ووصفت الاغتيال انه مأساة ليس لباكستان فحسب وانما لشبه القارة كلها ..
واعتبر رئيس الوزراء الهندي ( مانموهات سينغ ) ان شبه القارة الهندية خسرت قائدا متفهما محنكا عمل من اجل الديمقراطية والاصلاح في بلدها .... بــوتــو ،، الشخصية النسائية الاستثنائية التي تستحق الأعجاب عن كثب ، كفاح وتاريخ عريق ملئ بالمحطات الشجاعة والمؤلمة ابتداءً من اعدام والدها ذوالفقار علي بوتو ، واغتيال اخوتها وتوليها رئاسة الوزراء ونفيها ووضعها تحت الاقامة الجبرية ، انخرطت في العمل السياسي بشكل فاعل حتى تسنمها منصب رئيسة الوزراء عام 1988 كاول امراة مسلمة واصغرهن سنا ً .
اتسمت حياة بــوتــو المتسامية ،،بانعطافات حادة ، معاناة ، مآس ٍ عائلية ، انتصارات ، هزائم سياسية ، اتهامات بالفساد واحداث جمة افضت غالبا الى مقارنة اقدار عائلتها بعائلة ( كيندي ) في الولايات المتحدة وبسلالتي ( غاندي ونهرو ) في الهند .
على خطى والدها تم اختيارها مرتين كرئيسة لوزراء باكستان ، مرة اواخر الثمانينات واخرى في التسعينات من القرن الماضي . لكنها اقصيت عن المنصب مرتين في غمرة اتهامات وجهت لها بعدم الكفاءة .
وبعد سنوات من المنفى استرسلت بوتو ، كفاحها ونضالها السياسي
محاولة العودة من جديد .
تلقت بي نازير تعليمها في جامعتي ( الأوكسفورد وهارفارد ) وكانت تجيد اللغة الانكليزية العالية كما وصفها الانكليز ( بانكليزية المثقفين ) .
انها تلك الشخصية الوطنية
المتميزة بكل شئ حتى هندامها : ملامح وجهها القوية وغطاء راسها الابيض الناصع الذي يضفي الى بريق عينيها جمالا ً ووقارا . يسمى ذلك الغطاء ( دوبانا ) حيث كان يعتبر خروجا عن تقاليد اسرتها لعدم تغطية الوجه كله امام الناس ، وكان علامتها السياسية المسجلة حيث اعتبر جسر رمزي بين الاصالة والعصرنة ..
ان كان ذلك نصرا لمن اعتبره نصرا فليثقوا ليس الا ّ نصر عمره قصير !!
ففي الطيور جُبن ٌ وهي طائرة
وفي الصقور إبـــاء وهي تُحتَضَر ...