تقاليد قهر النسوة في فكر سيد الخليقة



كامل السعدون
2008 / 1 / 13

-1-
تركت بينكم ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي
المنصور بالرعب ( صلعم )
وفي رواية أخرى :
يا أيها الناس ، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي .
وسنكتفي هنا بالنص الأول الأقرب إلى الواقعية ، لأن العترة بشر يخطئون ويصيبون وليسوا بالضرورة مالكون لذات الكفاءات التي إمتلكها الرسول ، مضافا إلى أن الرسول ذاته هو ساعي بريد ( هذا إذا كان هناك فعلا بريد مقدس آت من الرب ) يخطيء ويصيب ، فكيف بزوجته وأمه وبناته وأبناءه ..!
وعودا على بدء .. كتاب الله ( القرآن ) ، وسنة رسول الله .. اي .. مفردات سلوكه وأقواله وقراراته وأحكامه وممارساته التي يتوجب على المؤمنين إتباعها كي لا يضلوا أبدا ..!
في سلوك رسول الرحمن مع المرأة نقف بدهشة عند موقف تقشعر له الأبدان ، نعني موقفه مع أم قرفة :
وهي فاطمة بنت ربيعة الفزارية وكانت سيدة مهيبة وأم لثلاثة عشر ولدا ، وكان لها سطوة في قومها وجملة من قبائل العرب الأخرى ..!
كانت المرأة من مُعارِضي المنصور بالرعب ، والمُعارَضة أمر طبيعي شائع جوبه به كل من إدعى تلقيه رسالة من السماء ، لأن ليس اي مدعٍ قادر على أن ينزل الموائد من السماء أو يشفي الأعمى والأبرص ، وبالنتيجة فالإيمان حالة عقلية شعورية فردية لا يمكن أن تُحقق بالقهر ..!
المهم الرسول الأكرم صاحب الخلق الرفيع والقائل ( ادبني ربي فأحسن تأديبي ) لم يطق على تلك المرأة صبرا وهو في عجلة من امره وكرامته الشخصية لا تقبل المزيد من الهوان بعد أن تحقق له النجاح في يثرب مما لم يتحقق عبر ما يفوق العشر سنين في مكة ( حاضرة التجارة والإنتلجنسيا القرشية المشككة وذات السطوة السياسية والدينية بفضل وجود الكعبة وأوثان القبائل كلها في حاضرتهم ) ..!
كان لهذه المرأة كما اسلفنا تأثيرا رهيبا على القبائل ، إذ كان يكفي أن تبعث خمارها ليرفع على رمح فيكف المتحاربون عن الحرب وإلى السلم يجنحون ..!
إمرأة مثل هذه بمثل هذه القدرات لا يمكن إلا أن تكون مثار حسد وحنق رسول الرحمة ، فأرسل سرية من الأشداء للقضاء عليها ، وكان على رأسهم زيد بن حارثة .
حين قبضوا عليها ، رُبطت العجوز إلى بعيرين سارا بإتجاهين مختلفين فشُقت المرأة إلى نصفين ، وحين وصل رأسها إلى رسول الرحمة أمر بأن يوضع على رمح وينصب عند بوابة المدينة ليعرف القاصي والداني أن المنصور بالرعب قد إنتصر على أم قرفة ..!
تلك سنّة نبوية .. اليس كذلك ؟
تلك سنّة نبوية ، فالرسول لم يقل خذوا من سُنّتي ما يعجبكم وأتركوا ما لا يعجبكم ، بل أجمل القول بكلمة واحدة كبيرة عريضة تامة .. ( كتاب الله وسنّتي ) ..!
إذا كان الرسول الأكرم ، خير البرية قد فعل هذا بإمرأة عجوز معارضة له ، فماذا نتوقع من أحفاده وأتباعه أن يفعلون بنساء لا يطيقون عليهن صبرا لعلمهن أو جمالهن أو مالهن أو قوتهن الثقافية والسياسية ؟

-2-
( من سنّ سنّة حسنة له اجرها وأجر من عمل بها حتى تُترك ، ومن سنّ سنّة سيئة فعليه إثمها وإثم من عمل بها حتى تُترك ) .
المنصور بالرعب ( صلعم )

إذا كان محمد قد فعل هذا مع امرأة عجوزٍ ، فلماذا نستغرب أن يفعل جيش بنو امية بالحسين ذات الفعل حين خسر معركته معهم ؟
او ليست تلك ذات السنّة الدموية التي خلفها جدّه ؟
او لم يكن ابا يزيد ( معاوية بن ابي سفيان ) مُجايل لمحمد وقد عاش كل عنف ورعب تلك الفترة المحمدية ، بما فيها تلك المفردة الوسخة من قتل المرأة وتعليق رأسها على رمح عند بوابات عاصمة دولة الإسلام في يثرب ؟
وإذا كان الرسول ذاته يؤكد أن السنّة سيئة كانت أم حسنة ، يعود إثمها أو أجرها على من فعلها أول مرة ..!
افلا يعني هذا أن واحدة من آثام تلك الجريمة هو ما حصل لاحقا لآل بيت الرسول جزاءً وفاقا لما فعله الجدّ والأب من تقتيل لأبرياء كُثّر من ابناء العمومة الأقربون ، ومن المخالفون الأبعدون ؟؟
في نص جميل للأخوة الهندوس يقول ( ليس من دَين لا يُسدد ، كل ما يفعله المرء من خير أو شر ستكون له نتائج لا مناص من تقبلها والإيمان بها ، فإن لم يفعل توجب على الأبناء تحمل العبء ، لأن الحياة لا تقبل أن يبقى دينٌ بلا سداد إلى ابد الدهر فهذا منافً للعدل الذي هو ميزان حركة الأكوان وحياة البشر في كل زمان ومكان ) ..!
سنّة قتل النسوان الجارية الآن في عراق ديموقراطية الطوائف والعشائر والغلمان ، هي سنّة محمدية أعاد إحيائها الأمريكان ( رضي الله عليهم اجمعين ) .. !

-3-
حتى الأمس القريب كان لدي وهم أن آيديولوجيا الأخوة الشيعة الكرام افضل بكثير من آيديولوجيا زملائهم السنّة في الموقف من النسوة ، بل وكنت أظنهم اقرب إلى الأحبة الكرام المسيحيين من حيث أنهم يلتقون مع اتباع يسوع في وجود رموز إنثوية مقدسة لديهم ، حيث لدى المسيحيون سيدة الأكوان أم البار يسوع ، وهم لديهم سيدة نساء العالمين أم الحسنين ، وهي كما مريم بتول لها لدى الرحمن مكانةٌ عليّة في آيديولوجيا احبتنا الشيعة .
ولكن ظني خاب أيما خيبة حين وجدتهم عقب النصر السهل الذي حققه لهم الأمريكان ببركة سيد الشهداء الحسين ، وجدتهم لا يقلون بشاعة عن زملائهم الوهابيين في تقتيل النسوة والتمثيل بهن تحت ذات الشعار الخائب البائس البشع ( شعار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) ..!
في البصرة ، البصرة بأغلبيتها الشيعية وقربها المسيس من الجارة الكبيرة المباركة إيران ، لا يفوت يوم على الناس إلا ويجدون واحدة من إمهاتهم أو بناتهم أو أخواتهم ملقاة على قارعة الطريق أو فوق تل من القمامة وهي ذبيحةٌ من الوريد إلا الوريد كما سيد الشهداء الصنديد الذي لم يكف الأحبة الشيعة عن البكاء عليه منذ الف وأربعمائة عام ( ولن يكفوا إذ هو باب رزق وإستثمار دائم متجدد ، افضل بكثير من البترول والماء والشمس والحقول ) ..!
-2-
موقف الإسلام من المرأة ، كان منذ البدء جليا في تمييزها كعورة لا مناص من سترها ، إبعادها عن النظر ، طيها خلف حجب كثيفة ، إعتبارها تابع ذليل وأداة متعة للرجل ولا مزيد .
الرجل الواحد بإثنتين في الشهادة والميراث ، حضورها العاطفي والإجتماعي في بيت الرجل يمكن أن يكون بمقدار الربع إذ يمكن بيسر أن تشترك الأربع من النسوان في الرجل الواحد .
حتى في النار ، جُلّ أهل النار من النسوان ، أما في الجنّة فهن سرائر الرجل المؤمن وأدوات بهجته الجنسية الخالصة ، أما القلائل اللواتي يدخلن الجنّة فهن لا يدخلنها لإيمانهن بل لأن ازواجهن المؤمنين رشحوهن للدخول ، ويبقى على مزاج هذا المؤمن في أن يقبل ترشيح زوجته العتيقة أم يفضل حواري العين اللواتي اغلبهن من مومسات الدنيا وقاطنات النار ، ممن يُحررّن من سعيرها إكراما لأولئك المؤمنين الطيبين الذين إجتهدوا في الدنيا وحق لهم الإستمتاع الجنسي الأبدي في جنّة الوهم الذكورية ..!
وإذ يصف المنصور بالرعب ( صلعم ) كفاءات رجال الجنّة الجنسية ، يقرّرها بثقة تامة بقوة سبعين رجل للرجل الواحد ، وتخيل ماذا يفعل رجل يملك قوة سبعين ، وكيف يستهلك وقته وقوته الشمشونية تلك ؟
بالتأكيد في حراك حيواني دائب دائم على مدار الساعة .
لو أخذنا القول الشريف على عواهنه ( ونحن نعرف المنصور بالرعب صادق أمين لا يمكن أن يكذب ) ، فإننا سنجد هنا فسحة أمل كبيرة لنساء اهل الأرض المليونيات أو ربما الملياريات ممن سيسكنّ النار بينما نحن الرجال المؤمنين نجاورهن في الجنّة ..!
كيف ؟
إذا كان المؤمن بقوة سبعين رجل ، وهو حكم صارم لا إفلات منه ولا خيار في رفضه ، فإن الرجل الواحد سيحتاج إلى سبعين إمرأة على الأقل لإشباع فحولته المُقدسّة الفائقة ؟
وإذن فكل نساء النار سيتحولن إلى الجنة كأدوات جنسية للمؤمنين ، أما النقص فستسدده حور العين اللواتي يتقاتل الأحبة السعوديين عليهن اليوم عبر تفجير أجسادهم النتة في شوارع بلدي المسكين ..!

-3-
إذا كانت قريش تأد المرأة ، وهي حالة لم تكن شائعة بقوة كما يود أن يوهمنا أهل الإسلام ، فإن الإسلام كان اشد وطأة على المرأة من معتقدات قريش ، لا بل يحدثنا التاريخ أن للمرأة مكانة كبيرة في قريش وكانت لها حرية إقتصادية وسياسية وإجتماعية واسعة ، بدليل أنها كانت تختار من ينكحها ، ويحق لها إختيار من يستحق أن يكون أبا لمولودها ، وكانت ترفض من لا يناسبها من الأزواج وتفرض من تريد ، وكانت تتمتع بحرية كبيرة في اللباس وكانت لها حرمة كبيرة إذ كانت تعامل بفروسية ولم يكن شائعا ضرب المرأة أو إهانتها ...!
حتى المنصور بالرعب أبدى هذا القدر الكبير من الإحترام في سنوات شبابه الأولى تأسيا بقومه ، فهو مكث زوجا لخديجة قرابة العشرون عاما رغم أنها كانت في الأصل اكبر منه بربع قرن ..!
وفي وقت كان لما يزل فيه شابا ولم يكن عسيرا عليه الزواج من اكثر من واحدة ، كما فعل لاحقا حين أسس لآيديولوجيته الذكورية الباطشة بالكامل بالمرأة وإنسانيتها وكرامتها ..!
ما أن ماتت أم فاطمة الزهراء ، حتى تزوج واحدة وثانية وثالثة وعاشرة وصولا إلى الصغيرة التي لم تكن تتجاوز التسع سنين ، وقيل سبع أو إحدى عشر في بعض الروايات ..!
هل من ثقافة تمتهن المرأة اكثر من ثقافة المنصور بالرعب ؟
هل من ثقافة تمتهن إنسانية النسوان أكثر من ثقافة رسول الرحمن ؟
أن يتزوج من طفلة لم تبلغ العاشرة ، وأن يجمع عشرات من مختلف الصنوف والألوان في بيت واحد ؟
ماذا بقي له من وقت لإداء الرسالة إن كان لديه كل هذا الكم من النسوان ، وكيف لا يكون قرآن الرحمن معنيٌ في الشطر الأكبر منه بالحيض والولادة والشبق ونسوان النبي ، إذا كان لدى المنصور بالرعب لديه كل هذا الكم من النشاط الجنسي وهذا العدد من النسوان الحسان ؟