النقاب خطر على الأمن العام



جمال هاشم
2008 / 1 / 15


كان النقاب ولازال مثار جدل كبير في العالم الإسلامي وخارجه ، خاصة وأنه دخيل على العديد من المجتمعات ، ويحيل على مراحل تاريخية قديمة تجاوزتها الإنسانية منذ قرون ، هذا بالإضافة إلى أن النقاب إهانة كبيرة للمرأة ، لأنه يلغي شخصيتها ، ويخفي ملامحها ، ويعرضها ككائن مخيف ، أو خيمة سوداء متحركة تشبه العديد من الخيام الأخرى المشوهة لجمالية الشارع العام . كما أن النقاب إهانة للرجال كذلك ، لأنه يتصورهم كحيوانات مسعورة ومهووسة بوجه المرأة وشعرها وأطرافها وقوامها ....فالمرأة كما يؤكد المتشددون مصدر للفتنة والإثارة ، لهذا وجب إخفاؤها ولفها في قماش أسود .وهي في تصورهم مجلبة للعار وبؤرة للشر ، أما الرجل المسلم "الطاهر" فليس إلا ضحية تسقط في فخ النساء الفاتنات ....إن هذه التصورات المتخلفة التي تعكس استمرارية الفقه البدوي ، تتجاهل التطورات التي حصلت في العالم والتي سمحت للمرأة بأن تنخرط في الحياة العامة وتساهم في بناء مجتمعها بفعالية كما هو حاصل في مجمل الدول الغربية . إن تسييس الدين وظهور الجماعات الإرهابية أعطى للنقاب وظائف جديدة تهدد الأمن العام في الدول الإسلامية والغربية على حد سواء . فنساء الجماعات المتشددة يخفين جميع الممنوعات تحت عباءاتهن ، لنقلها من مكان إلى آخر ، كما أن الإرهابيين أنفسهم يرتدون النقاب للتنقل ،خاصة إذا كانوا ملاحقين ، أو عند محاولتهم تنفيذ عملياتهم الإجرامية . وقد انتبه المجرمون بمختلف أصنافهم إلى أهمية النقاب ودوره في إخفاء معالم الأشخاص ، وفي هذا الصدد أوردت الصحافة عدة وقائع عن منقبات مزعومات كن في الحقيقة متخصصات في نقل المخدرات وتوزيعها دون إثارة انتباه أحد ، إلى أن سقطن في شباك رجال الشرطة بالصدفة . كما تم استغلال النقاب من طرف بعض الفتيات في البلاد > لملاقاة أصدقائهن ، بل منهن من أدخلت خليلها المنقب أمام أعين زوجها ، بدعوى أنه صديقة فغادر الزوج المخدوع المنزل كي لا يحرج > . كماأن توظيف النقاب والحجاب في الغش أثناء الإمتحان أصبح أمرا مألوفا . وقد حصلت عدة طرائف للمنقبات في الدول المتحضرة ،بين من رفضت أن يكشف عنها طبيب رغم مرضها ، حتى لايهيم بـ<<مفاتنها>> ومن رفضت أن تلتقط لها صورا فوتوغرافية ضرورية لبطاقة الهوية وجواز السفر بدعوى أن الصور حرام . لقد أصبح النقاب خطرا على الأمن العام ، لهذالابد من التعامل معه بصرامة وحزم ،ومنعه لأنه لايمت بصلة إلى ما يسمى باللباس الشرعي أو أنواع اللباس الوطني التي تزخر بها بلادنا والمتنوع بتنوع المناطق والأقاليم . إن المغرب بلد مهدد دوما بالإرهاب ، من الداخل والخارج ، والنقاب ليس مجرد لباس عادي ، بل هو وسيلة للتخفي لا ندرك من يرتديها ، رجل أم امرأة ؟ وماذا يحمل تحت عباءته ؟ خاصة وأن الجماعات المتطرفة أصبحت توظف النساء للقيام بعدة عمليات (في العراق وباكستان وأفغانستان وفي فلسطين) وهذا أمر خطير في دولة كدولتنا ، رأس مالها الأساسي هو أمنها .