المرأة العراقية ترفض ولكنها لا تعبر



عبد العالي الحراك
2008 / 1 / 20

اية امرأة عراقية متحررة أم محافظة , في المدينة ام في الريف , في السهول والاهوار , ام في الوديان والجبال , ترفض دائما ما يفرض عليها , ولكن يصعب عليها التصريح بالرفض والاعلان عن ذلك , الا ما ندر وفقط المتحررات. وفي عراق اليوم انعدمن او اختفين أو قل ظهورهن وتحجم نشاطهن , يرفضن حتى ما فرضه عليهن دينهن ومذهبهن.. فهل يصدق ان امرأة تقبل ان تضرب من أي كان (واضربوهن ولا تؤلموهن)؟ وهل ان امرأة تقبل ان يتزوج عليها زوجها امرأة اخرى؟ الا اذا كانت عديمة الشعور والاحساس والعاطفة . وان عدل زوجها (العادل) , فلمجرد زواجه من أمرأة اخرى , فقد انعدمت في ضميره العدالة اصلا . الا اذا اعتبر زوجته عبدة له , وعبدة اخرى تشاركها في تحمل اعبائه . فقد يعدل بين عبدتين , لمصلحته ولكن الحالة ليست هكذا. وهل تقبل فتاة ان تتزوج من انسان لا تحبه او لا ترغبه او يكبرها كثيرا في العمر؟ .. انه قمة الظلم والقهرالدائم لكائن بشري جميل , من قبل كائن بشري قبيح ومجتمع اقبح. اتقبل طفلة في التاسعة من عمرها , ان تتحجب وتمشي معوجة ثقيلة , لوطئة حجابها؟ ام تقبل هذه الطفلة ان تمنع من اللعب في المدرسة مع زملائها وزميلاتها , لأنه حرام في حرام ( فيما اذا كانت المدرسة مختلطة)؟ اتقبل البنت ان تنظف البيت وتغسل الاواني وتراعي اخوتها الصغار بينما اخوانها الذكور لا يساعدوها في شيء ؟ بل هم احرار يلعبون ويمرحون وفي البيت يأمرون ويحكمون .. كم تكدس المرأة العراقية في داخلها من ظلم وكبت ومعناة؟ من يحررها من كل هذا ومن يساعدها..؟ كيف بدأت المرأة العراقية تحررها في اواخر الخمسينات من القرن الماضي؟ ومن وقف معها ؟ المجتمع العراقي عموما يسير الان في طريق التدهور والتخلف وما يقع على المرأة مضاعف ولا يمكنها التحمل والمقاومة لوحدها .. مطلوب من الرجل ان يقف معها في تنظيمات مهنية وسياسية , تطالب بحقوق الجميع وخاصة حقوق المرأة الاكثر تدهورا وظلما في هذه الايام . على المرأة العراقية وهي شجاعة , ان تتقدم الخطوط والصفوف وتطالب بحقوقها وترفض القهر الواقع عليها , يساندها الرجل المتفتح والمتحرر . على المرأة المتقدمة والتقدمية في البرلمان ان تطالب وبأستمرار بحقوقها وتقترح القوانين التي في صالحها وان قل عدد النساء التقدميات , وان فشل القانون التي دعت اليه . انه صوت صحيح ويجب ان يرتفع , دون خشية الاصوات الاخرى الباهتة وان كثرت . لا يفيد ان ترفض المرأة في داخلها او امام والدتها فقط , بل امام الجميع وخاصة الاب وسواه خارج العائلة وهكذا يمتد الرفض ويتسع, فعندما ترفض شابة زوجا لا ترضاه فسوف تسمع جارتها وهكذا فينتشر الخبر ويعم وتتقوى ارادة الرفض لدى البنات امثالها . المجتمع العراقي بحاجة الى تلك النساء التقدميات ان يزددن عزما وارادة وشجاعة ويتقدمن الصفوف بذكاء لأن الظرف معقد وصعب وخطير , وسيزداد خطورة كلما تأخر العمل الصحيح والنضال العنيد.. ولا يمكن الاعتماد على الرجعيين ان يقفوا مع حقوق المرأة وهم اول ظاليمها . فمراجع الدين مثلا تتفرج على قتل نساء البصرة , لأسباب تافهة ولم يصدروا لحد الان فتاويهم لتحريم هذا التصرف الاجرامي . فكيف نطلب منهم ان يساعدوا على تحرير المرأة ؟ والتحرير يفهمونه بالنسبة للمرأة على انه تبرج وفساد . عبد العالي الحراك
14-1-2008