من الرائدات : ماري عجمي سنديانة الشعر والصحافة - القسم الثالث والأخير



مريم نجمه
2008 / 1 / 23

الشعر والنثر والأدب والفنون عامة .. هي روح الأمة ..
عبق الكلمة الحرة وانتشارها .... وفوحها الغامر خارج حدود مكانها وزمانها يترك صاحبها مخلَدا في ضمائر المؤمنين بالإنسان والحرية والإبداع .. هنيئا لك يا أختي ماري عجمي بما أبدع عقلك وكتبت يداك وعصرت روحك .. من ماء زهر الكلمة والموهبة والجهد والمثابرة ..


لا بد لنا قبل انهاء هذه الدراسة من إلقاء بعض الضوء على مسيرة شاعرتنا ماري عجمي أن نعرَج على معايشتها وموقفها من الألم و الوجع وتأثيره على الكاتب .... لنقرأ ماذا تقول حول هذا الموضوع :
" ...... اّه إن يميني الراقدة تتألم الاّن وهي تلقي عليَ كل يوم درساً جديداً تقول لي فيه حذار من أن تحمَليني ما أعجز عن حمله فإذا جبرت اليوم قطعت غداً – ذلك الغد البعيد القريب . ولا تسلي عن حالتي النفسية أثناء هذا الألم فتارة أكون ذاهلة خامدة لا أبصر ولا أفكر واّونة اتلهف على ورق وقوة لحمل القلم لأقيَد تلك الشعاعات الدماغية التي يدعوها الناس بالخواطر احتفاظاً بها .
ما رأيت كالألم من فاصل بين الذهول والتفكير أو الجمود والحياة . أمّا في حالة الصحة فتكون مزاجاً من الإثنين ولذلك قلما نجد عقولنا في صفاء وقلوبنا في سكينة . في الألم لا تعكَر العقول شائبة الإهتمامات الكثيرة المختلفة الأشكال والموضوعات أدبياً ومادياً , ولا تضطرب القلوب لما يطرأ عليها من العواطف المتناقضة . ففي الألم إذن ( شئ واحد ) هو الذي نحن في حاجة إليه كما قال السيد المسيح . أي هو الفن عند الأدباء . ........ إننا نكتب حباً بقومنا وندرس بدافع من الفطرة لا اهتياجاً بمحيط أدبي حولنا , أو بوراثة عائلية منَ علينا بها , أو لرأسمال علمي كبير مكنتنا من الحصول عليه جامعاتنا الأنانية .. وكلياتنا العالية " .


ولا بد لنا كذلك من أن نعرَج على مواقفها وقلمها في عهد الإنتداب الفرنسي , طالما عرفنا مواقفها من الإحتلال العثماني ... هل بقي قلماً حادًا غير مهادن , أم ماذا ؟؟ ماري هي ماري البارحة والأمس واليوم .. الصادق يبقى صادقاً , والوطني لا يغيَر لونه , فالإناء ينضح بما فيه من مواد تكوينه ..... .... في حديث ذو شجون تقول أديبتنا الصريحة الصادقة :
" بعد أيام قليلة انقضت على استيلاء فرنسا على دمشق , جاءني شرطي برقعة يدعوني فيها رئيس الوزراء الجديد إلى إجتماع أراد عقده . فخططتَ عليه كلمة " تبلَغت " وأبيت أن ألبَي الدعوة . وبعد إنعقاد الإجتماع سألت عن القصد منه . فقيل لي إن مدير إدارة المطبوعات الفرنسية خطب في الحضور وهم الكتَاب وعلَمهم ( كيف يكتبون ) ووزَع عليهم ورقاً بلا ثمن . ووعدهم بالمساعدة ...
ولم يمر ردح طويل على ذلك حتى جعل أحد معارفي يتردَد إليَ كل مساء محاولاً إقناعي بأني إذا هتفت لفرنسا وأنشأت الفصول معدَدة الإصلاحات تقصد الإنتداب علينا من أجلها فزت بأجر شهري ضخم من الذهب الوهَاج .
وشهد ذلك بعض زائري , فحاولوا مساعدته على إقناعي بالقبول , ثم طفقوا يسخرون معه مني لإصراري على الرفض , إلى أن فاجأته يوما ًبقولي : ما هي تلك الإصلاحات التي تريد أن أكتب عنها ؟ قال لي عليَ أن اّتيك بقائمتها مرَة بعد أخرى وعليك إقناع القوم بها شفاهاً وخطابةَ وكتابة . قلت لتنجز فرنسا أوَلاً ما تعدنا به من الإصلاحات , فأترنم بذكرها مجَاناً !! وكان جوابي هذا له اّخر عهدي به .
........... أما وقد تألفت التمردات , وتشكلت الثورات في سورية قبل أن تنفق فرنسا على إصلاحها درهماً ..... مرَت الأيام والأسابيع والشهور والسنون وأنا أترقب فرصة القيام بما وعدت من الهتاف لفرنسا مكافأة لها على الإصلاحات التي تمَت على يدها . فلم أجد غير المحاكم المختلطة التي يئن منها القوم . والديون المتراكمة دون أن يكون بنا حاجة إلى ما تنفق في سبيله, والضرائب تتكاثر في غير إصلاح ولا تحسين والشركات الفرنسية تطرد هذا وتستبد بذاك ... والمال الذي كان في أيدينا مفقود .... لتذكر فرنسا متى أحدثت أول إصلاح – غير نافورة حديقة ساحة البرج طبعاً – إني هنا مقيمة على وعدي . أنتظر إنجازه لأهتف لها عالياً – لتحي فرنسا , مجَاناً لوجه الله " .
............

* * ...... كان لهذه الشاعرة الكبيرة , هذه القامة الإعلامية والثقافية الفارعة , حضور واسع , وشهرة و صيت ذائع , ملأ عالمنا العربي شعرًا ونضالاً وحركة , وطبيعي جدًا أن تنبري الأقلام بالحديث عنها قبل وبعد وفاتها وهذا وفاء إنساني ووطني وأدبي وأخلاقي ..
كيف لا تكتب عنها الصحافة والصحافيون وممن يعرف هذه الفتاة غير الهيابة , الدمشقية الشاعرة والكاتبة ؟؟

لا بد لي أن أنقل بعض من مقتطفات مما قيل عنها من نساء ورجال الأدب والسياسة وأعلامهم في الكتب والصحافة والندوات والمجلات وغيرها من وسائل التعبير والكتابة .

ماذا قال فقيد السياسة والأدب فارس الخوري عن شاعرتنا الكبيرة ماري عجمي :
" يا أهيل العبقرية .. سجلوا هذي الشهادة
إن ماري العجمية .. هي ميَ وزيادة " .
لم أر أصدق وأجمل من هاتين البيتين المختصرين المفيدين " الذائعي الشهرة " عن تاريخ وحياة ماري عجمي ..

- وقال الشاعر( الأخطل الصغير ) بشارة عبدالله الخوري بمناسبة يوبيل ماري عجمي سنة 1926 :
- " خمس وعشرون جهاد كلها .. ملء عيون الفخر تلك العبقرية
( قال ) خذوا لغتكم عن أعجميَ .. فهل ترى أضمر هذي العجمية " .

- زارت الشاعرة ماري المطران( نيفن سابا ) في مطرانيته لتقدَم له مجلتها " العروس " فوضع في المجلة رسم الإشتراك وأعادها لها مع هذين البيتين :
" أنا يا ماري راهب وأديب .. ليس لي سوى الكتاب انيس
قد نذرت العفاف مذ كنت طفلاً .. كيف أرضى بعد المشيب " عروس "؟

- يقول الأديب محمود الحاج سعيد عن شاعرتنا ماري ما يلي :
" لم تعط ماري عجمي الشعر إلا جانباً يسيراً من إهتمامها , ولو تفرَغت له كما تفرَغ فحول الشعراء , لكانت شاعرة تقف إلى جانب كبار الشعراء دون ريب , وقد تميز شعرها بالرقة والعذوبة ومتانة القافية , وبلاغة المعنى , وحسن اختيار الكلمة " .

بماذا وصفتها ( طالبتها ) الأديبة سلمى الحفَار الكزبري ؟
" كان لي الحظ بأن أتتلمذ عليها في اللغة العربية واّدابها 1939 يوم كنت طالبة في - معهد راهبات الفرنسيسكان – بدمشق ..... كانت شخصيتها طاغية قوية , وأسلوبها في التعامل معنا جدياً بل حتى صارماً ..... . إنني أعترف اليوم بأن ماري عجمي حببتني باللغة العربية والشعر والبيان لأنها كانت أديبة وشاعرة وباحثة وناقدة كذلك , وزادت شغفي بالمطالعة والإطلاع .
وأعترف بالخدمات الجلَى التي قدَمتها للصحافة , أو بالأحرى للنهضة الصحفية , بإنشاء مجلة " العروس " بدمشق عام 1910 , وللنهضة الأدبية والإجتماعية بمقالاتها وقصائدها الوجدانية والوطنية , وبالصلات المتينة التي عقدتها مع أعلام عصرها العرب تستكتبهم في مجلتها , وتعقد معهم ندوات وتراسلهم . كانت بحق أديبة الشام الأولى , ومفكرة رائدة تبنت في حياتها قضية نهضة المرأة للمشاركة بالبناء والتقدَم عن طريق تعليمها , لذا أسست بدمشق النادي الأدبي النسائي عام 1920 , وأسست جمعية " نور الفيحاء وناديها " ومدرسة لبنات الشهداء بدمشق مع الأديبة المجاهدة الوطنية نازك العابد – عام 1920 ... .." .

وأما الشاعر خليل مردم بك فيقول فيها :
" لا أحب من غواية المرأة إلا غوايتها في الأدب , وأكثر ما يعجبني من أدب المرأة هو سحر الحياء , وهذان المعنيان ماثلان في الاّنسة ماري عجمي وفي أدبها " .

وفي وصف شخصيتها , يضيف جرجي نقولا باز :
" تحب البساطة في شؤون الحياة . أبية النفس , حرَة الفكر , صريحة الكلام , جريئة مخلصة " .

- أما الكاتب والباحث عيسى فتَوح فيقول: وقد زارها وهي في أواخر عمرها يصف منزلها في دمشق :
" هذا المنزل الأثري الذي كنت أتمنى أن يصبح في يوم من الأيام متحفاً يضم تراث ماري عجمي وأشياءها , وهو دار دمشقية واسعة , في صحنها بركة ماء , وأشجار نارنج , وأزاهير شتَى ومرايا و ...... وكانت هي في الدور الثاني تنشر بعض ثياب غسلتها بنفسها , وكان من عادتها , أواخر أيامها , أن تزاول أعمالها وأمورها الخاصة بنفسها ولا تترك حتى لأختها , مجالاً لذلك . ... ويذكر أيضاً أن منزلها يقع في " الحارة الجوانية " .. " إلى أن يضيف " كانت صاحبة نكتة فريدة وسخرية لاذعة – كما حدثني بذلك الشاعر أبو سلمى ( عبد الكريم الكرمي ) وكانت صديقة له ولأخيه المرحوم شاكر الكرمي صاحب جريدة ( الميزان ) ولا يكاد يخلو عدد من أعداد مجلتها " العروس " من بعض النكات التي تنقلها لقرائها ممن برعوا في هذا الفن : كمارك توين وجورج برناردشو , وكم مرَة تندَرت على نفسها لتضحك الحضور كما كان يفعل الجاحظ في زمانه " .

أما مصطفى الشهابي رئيس مجمع اللغة العربية بدمشق فقد قال عنها :
" ماري عجمي من أكتب كتاب العربية وكاتباتها , وإن مجلة " العروس " كانت فريدة بين المجلاَات العربية في الدعوة إلى تعليم المرأة , وإطلاق الحرية لها ضمن قواعد الأخلاق الفاضلة , وإنالتها ما لها من حقوق في الأسرة والمجتمع " .

أما الأديب والمفكر والمناضل رئيف خوري فيقول عنها في مهرجان تأبينها : "
نذرت حياتها نذراً للأدب , حتى ليمكن القول إنها ترهَبت للأدب ولم تكن عروساً لغير القلم ... "
.
أما الأديبة وداد سكاكيني في كتابها " سابقات العصر " وعياً وسعياً وفناً فتقول عن أسلوبها في الكتابة : " ..... فإذا شاء القارئ أو القارئة أن يعرف أدب ماري عجمي على حقيقته فليعد إلى مجلتها " العروس " التي غرست فيها أجمل زهراتها ... كانت الظروف السياسية في وطنها تقتضيها كمواطنة أديبة وصحافية قديمة أن تكون لها اّراؤها الحرَة ...اتخذت أسلوباً في الكتابة والحديث حين كانت تمارسها على سجيتها , وهو أسلوب التهكم الذي كانت تصيب بلمحاته الخاطفة ما لا يصيب غيرها بالنقد والملاحظة , فإذا استمعت ماري لرأي لا يعجبها عاجلته بيديها وطبعته بالنكتة التي هي على طرف لسانها وطوع خاطرها . ولعل أبرز ما عرفت به هذه الشاعرة الأديبة هو الصراحة التي جافاها من أجلها الذين يصطنعون في حياتهم المجاملة والمداورة .... " .


تقول عنها عنبرة سلام الخالدي ( جولة في الذكريات بين لبنان وفلسطين – دار النهار 1997: " ومن صحافيات العشرينيات الأديبة السورية الاّنسة ماري عجمي , التي كانت تصدر مجلتها " العروس " في دمشق . .. كانت تأتي إلى بيروت أحياناً , فتعقد بوجودها المجالس الأدبية المرحة ..... تتنوَع فيها أحاديثها تتسم بسعة الإطلاع وسداد العقل كما يتخللها نقد لاذع وظرف دمشقي طلي , وكان لها بين أدباء عصرها في لبنان مقام مميَز وصداقة واسعة " .


أما الأديب ( أمين نخلة ).. فقد أرسل إلى عائلتها بالبرقية التالية يعتذر عن عدم مشاركته في أربعينها :
دمشق – باب توما – الجوَانية – اّل العجمي :
" أنا مسافر بعد الظهر إلى السعودية ولكن روحي سوف تكون معكم في صلاة الأربعين , وسوف أتصور كيف تلتفت إلى بيتكم بالجزع واللوعة ملايين العرب , فإن فقيدتنا هيهات أن يأتي الزمن بمثلها إلى العربية . " بيروت – أمين نخلة -


هذه هي الأديبة والشاعرة والصحافية ماري عجمي التي عاشت حياة ملأى بالأحداث وكان لها مساهمة فاعلة في مجتمعها وخصوصا المجتمع النسائي . وقد توفيت في دمشق في 25 كانون الأول ديسمبر أي – ليلة ذكرى السيد عام 1965 عن 77 عاماً - بعد أن عاشت في نهاية عمرها في عزلة وبؤس بسبب المرض ولم يشارك في جنازتها سوى نفر من المخلصين لها مشوا وراءها إلى مثواها الأخير في مقبرة الباب الشرقي للروم الأرثوذوكس في دمشق . يقول عيسى فتَوح : " ماتت ماري عجمي دون ضجيج أو جلبة , حتى إنه لم يرافقها إلى المقبرة سوى 16 شخصاً من أقربائها ليس بينهم أديب إلا فؤاد الشايب " .

لدي ملاحظة رائعة على الوضع الثقافي والإعلامي خاصة , وهي ملفتة للنظرحقاً - في بداية القرن الماضي !! رغم وجود الإحتلال التركي الإستبدادي في العالم العربي الكبير شرقا وغربا نلاحظ بأن هناك نشاط وحركة أدبية وإعلامية تمثلت بإصدار كل أديب مجلته الخاصة , وكل مجموعة كان لها منتداها وصحافتها وأدبياتها وإعلامها ومن هنا نقرأ بجانب كل أديب وصحفي إسم مجلته مثال : ( الأخطل الصغير صاحب البرق – محمد الباقر ( البلاغ ) , كرم ملحم كرم ( الجوائب ) جرجي باز ( الحسناء ) , وقسطنطين يني ( منيرفا ) , جبران تويني ( النهار ... وهكذا .
وهذا ما يفسَر لنا قول الكاتب جان ألكسان عن شاعرتنا وعملها المميز في تلك الفترة :
" .. الرائدة الأولى في ميدان النثر والشعر والدراسات والتراجم , وهي الرائدة الأولى في ميدان الصحافة العربية إذ كان إصدارها مجلة عربية حرَة عام 1910 أي في عهد التسلَط العثماني , ليس بالأمر الهيَن , وخاصَة أنها امتشقت قلماً من نار , لم يهادن ظالماً ولا تزلَف لحاكم , بل كان ثورة على الظلام والتخلَف والطغيان والمفاسد ... " .
السيَدة روز عطالله شحفة تصف شاعرتنا بما يلي : " .. .. وهذه أول شروط الصحافة – المبدأ القويم والقول الحق جرأة وصراحة – على أن إخلاصها ظاهر جلي , لأنها لم تكتف بتحرير مجلتها بنفسها دون مساعد لها , بل أخذت تبث الفكرة لإيجاد ناد للسيدات من كل الملل يجمع كلمتهن ويقودهن في سبيل التقدم الفكري , ويعلي مقامهن في الهيئة الإجتماعية , ..... وسيداته لا ينسين أبداً أنها أضاءت لهن النور وعلمتهن شرف العمل وقيمة الجهود وحب العلم والمطالعة ..... " .

بعدما عرجنا على أهم محطات حياة شاعرتنا الدمشقية الحافلة بالعطاء والتفاعل والعمل , استعرضت في الحلقتين 1 – 2 - موجز عن مسيرة هذه الشاعرة النضالية والإبداعية وبعض من شعرها لا بد من إختصار زبدة المشوار في هذه السطور ......ماري عجمي في سطور :
ولدت ماري عجمي بدمشق 14 حزيران / 1888 .
درست في التمريض في الكلية الأميركية في بيروت سنة 1906 .
عينت معلمة أولى في المدرسة الروسية في دمشق .
عملت أكثر من سنتين في مراسلة لكبريات الصحف ك ( المقتبس الدمشقية , والمهذب الزحلي , والإخاء الحموي , والحقوق اللبنانية , ولسان الإتحاد والحسناء البيروتيتين , وغيرهما من الصحف والمجلاَت ..
عيَنت ناظرة لمدرسة الأقباط في مدينة الإسكندرية سنة 1909 .
أنشأت مجلة العروس في دمشق 1910 وتوقفت 1914 بسبب الحرب العالمية الأولى .
أنشأت خلال الحرب العلمية الأولى مدرسة خاصَة 1914 . ثم عادت واستأنفت إصدار مجلتها العروسة عام 1918 .
أسست النادي الأدبي النسائي سنة 1920 .
أسست جمعية نور الفيحاء وناديها ومدرسة لبنات الشهداء 1920 .
انتخبت عضواً في جمعية الرابطة الثقافية سنة 1921 -
انتخبت عضواً في لجنة النقد الأدبي 1921 .
توقفت " العروس " سنة 1926 بسبب الثورة ضد الإفرنسيين – أصدرت أثناءها أحد عشر مجلَداً .
أقيمت لها حفلة يوبيل فضَي في بيروت سنة 1926 بمناسبة مرور خمس وعشرين سنة على تحريرها وكفاحها . عرَبت عن الإنكليزية كتاب ( أمجد الغايات ) للمؤلف باسيل ماثيوس .
أقيمت لها حفلة تكريم في حيفا ويافا الفلسطينيتين عام 1928 .
أقيمت لها حفلة تكريم في النادي الأرثوذوكسي في دمشق سنة 1929 .
ساهمت في تحرير مجلَة ( الإصلاح ) في بونيس أيرس – عاصمة الأرجنتين عام 1929 .
ساهمت في القاهرة في تحرير مجلتي " العروسة " و " الأحرار المصوَرة " سنة 1931 .
عيَنت أستاذة لتدريس اللغة العربية والأدب العربي في مدرسة الإخوان الفرنسيسكان بدمشق ( دار السلام ) خلال مدة أربع سنوات .
سافرت إلى بغداد حيث عيَنت أستاذة للأدب العربي سنة 1940 .
عادت إلى دمشق وبيروت لمتابعة العمل في المجالات العلمية والأدبية .
انتخبت عضواً في جمعية " الحلقة الزهراء " لسيَدات ورجال الأدب سنة 1944 .
فازت بجائزتين من الإذاعة البريطانية في المباراة الشعرية لعامي 1946 و 1947 .
استمرَت بالمساهمة في التحرير والإنشاء في مختلف الصحف والمجلاَت الأدبية ودور الإذاعة في الأقطار العربية والمهجر .
لم تكتف شاعرتنا الراحلة بكل هذا العمل والعطاء والطاقة التي فجَرتها أدبا وتطورا وتقدما وثقافة وحضارة بل كانت لها هوايات موسيقية أيضاً حيث كانت تتقن العزف على بعض الاّلات الموسيقية وتتمتع بموهبة الصوت الرخيم الجميل .
توفيت ماري عجمي يوم السبت في 25 كانون الأول عام 1965 ( ليلة عيد ميلاد السيد المسيح ) لتتمجَد وتولد ثانية في السماء نجمة دمشقية تشع نورا وعلما لا تغيب عن سماء دمشق الحبيبة وعالمها التي أحبته وأعطت كل طاقاتها من أجله هذه مفخرة للمرأة المثقفة في بلادي .
احتفل بتشييع جثمانها في الكاتدرائية المريمية للروم الأرثوذوكس في دمشق ودفنت في مقبر باب الشرقي للروم الأرثوذوكس .

.. نذراً عليَ إذا قدَر لي أن أعود حيَة إلى وطني وبلادي أن أزور قبرها مع باقة زهر من حقول بلادي تليق بالمناضلات الوطنيات والمثقفات الأحرار ......... و أنني اَسفة اليوم أنني لم أتعرف عليك يا رائدتنا الكبيرة في حياتك وأنا إبنة تلك الأحياء القديمة التي عشت بها وتعلمت وعلمت في مدارسها وناضلت في بيوتها وأزقتها وأحيائها ( القيمرية , حمام البكري , سفل التلَة , ساحة الدوامنة , باب شرقي , باب توما , القصَاع , المريمية , مدحة باشا, مكتب عنبر, باب السلام , المسبك , حارة الجوانية ؟؟


وأخيراً ... لا بد لي من كلمة أقولها حول هذا الموضوع : رحم الله الفنَان الدمشقي الوطني الأصيل ( عبد اللطيف المارديني ) الذي زوَدنا بمجموعة ثمينة من مجلَتها ( العروس ) في بداية السبعينات من القرن الماضي في دمشق ..

الخلود لروحها الطاهرة ويديها العاملتين بالحرف والكلمة والإنتاج الثقافي الأدبي ... والسياسي , لا يسعني إلا وأن أنثر على ضريحك يا ماري سلالاً من ياسمين وضمات من الورد الجوري الدمشقي .. وشموعاً أضيئها بعدد الكتب والمجلات والمقالات التي كتبت عنك يا تاجاً ومثالاً ونموذجاً للفتاة السورية , للمثقفة المناضلة في الكلمة والصوت والعمل المادي والمعنوي والتربوي والسياسي يا عندليبة الثقافة الدمشقية الحقيقية التي لا تهاب الموت في سبيل قول ونشر كلمة الحرية والصدق ضد الطغاة والمحتلين ... . ألف سلام لك ورحمة يا ابنة دمشق العريقة .... إبنة بلادي الحبيبة .... لنزرع غابة من أشجار السنديان والسرو .. غابة من الأرز والنخيل والزيتون المعمَرة في جذور الأرض , ونسميها بإسمك يا شاعرة الكلمة والحرية , لتزورك الأجيال السورية ويتعلمون منك شموخ الكلمة .. وكبرياء المواقف .. وقيمة المرأة الوطنية الحرَة ...
يحق لي في نهاية هذه السطور أن أسأل وأسأل كل من ترأس و تسلّم وزارات التربية والتعليم والثقافة وإتحاد الأدباء العرب ووووو .. كم متحفاً وتمثالاً وحديقة وشارعاً ودارثقافة أقمتم بإسمها يا من تتربعون وتشوَهون أقدم وأهم مدينة ثقافية في التاريخ دمشق ..!؟؟ مريم نجمه / هولندا