ابو الهول أكثر صخبا من برلمانياتنا



سندس جليل العباسي
2008 / 1 / 28

لا أريد ان انال من احد او اجرح احد.. مقالتي هذه ستتناول جهود ان وجدت بعض عضوات البرلمان العراقي حيال المرأة العراقية.. نحن نساء العراق طالما عانينا وما زلنا نعاني .. وكم تمنينا لحظة ننال بها حقوقنا وفرحنا بهذا اليوم كيوم الزفاف ... لكن خيبة الامل طوتنا ونحن في مهد الفرحة.. سلطت علينا نساء لا نعتقد انهن من جلدنا ولحمنا.. انهن اشبه بالرجل المستبد..وتذكرنا بالرجل الاسبارطي ذي اللحية العفنة والعضلات المفتولة الخاضع بقسوة للاوامر والرافض بشدة لاراء اخرى غير التي تربى عليها... فاكثر آراء نسائنا من البرلملنيات لا تصب باتجاه حرية المرأة بل باتجاه تقييد المرأة العراقية ومسخها... وانا اعتذر مسبقا عن أي كلمة ربما اضلت مكانها الصحيح...
دأب البعض على وصف الشخص الذي لايحرك ساكنا امام اية متغيرات او احداث تتطلب وجهة نظر او ابداء رأي معين حول موضوع معين بانه كابي الهول الذي ما زال مسمرا بمكانه دون حراك وان تحرك ابو الهول فالبرلماني لايتحرك.
ومن هذا الوصف جرت العادة بان يبادر عدد من صحفي ومثقفي مصر المتابعين لجلسات مجلس الشعب المصري أو برلمان مصر على منح احد اعضاء أو عضوات هذا المجلس لقب سنوي هو (ابو الهول) عند عدم سماع صوته او عدم مشاركته في مناقشات المجلس طيلة السنة.
وكوني امرأة اركز مقالتي على نسائنا في البرلمان العراقي والبالغ عددهن حوالي ستين او اكثر بقليل حسب النسبة المتاحة لهن في الدستور العراقي؛ خطر في بالي خاطر وهو، ترى ماعدد البرلمانيات اللواتي يعرفهن الشعب العراقي بالاسم والصورة بل ماعدد البرلمانيات اللواتي يعرفهن الصحفيون ....بالتاكيد الجواب على عدد اصابع اليد..
وكم منهن ذهبت لتزور دور الايتام ومراكز الرعايا الاجتماعية وخيم المهجرين دون أوامر تصدر لهن من ولي نعمتهن المتجسد برأس التيار او الكتلة او الحزب الذي يرعاها ..الجواب، اذا انصفنا وبالغنا، على عدد اصابع اليد.. . .
وكم منهن قامت بالتبرع شهريا من راتبها للاطفال واليتامى والمهجرين وحملت لوائهم في سبيل الدفاع عن حقوقهم كعراقيين ...لا يعلم ذلك إلا الله والراسخون في العلم...
وكم منهن ظهرت على شاشة التلفاز تبدي استيائها من العنف الحاصل ضد المرأة بارتداء الحجاب تحت ظلال السيوف، ومن الجهل والامية المنتشرة بين صفوف شاباتنا ..الجواب ايضا وللاسف على عدد اصابع اليد الواحدة...
وكم منهن سارعت كل عام لاداء مناسك الحج والعمرة او زيارة دول الجوار على نفقة الدولة او نفقتها!!.... الجواب معروف للجميع ... والحق كل الحق لديهن فانهن اكثر نساء العالم بحاجة للرفاهية فهي مناسبة وليست فريضة للتكفير عن الذنوب والاهمال والتقصير في حمل الامانة التي وضعها الشعب عامة والنساء والاطفال خاصة..
واختم مقالتي المتواضعة بدعوة صحفيي وصحفيات العراق المتابعين لجلسات البرلمان بمنح جائزة تقديرية تسمى جائزة (ام الهول) ...عذرا (امهات الهول) ...أو نجعلها جائزة عراقية ونعتبرها (لبوة بابل) بدلا عن أسد بابل الذي ما زال شامخا رغم المناشدات المستمرة للحفاظ عليه كونه معلما يخص العالم عامة وحضارة العراق خاصة وكونه سيصبح جائزة قيمة تقدم لعضوات البرلمان غير الراغبات بتمثيل المرأة العراقية بل بتمثيل كتل واحزاب أخرى... على ان تقدم هذه الجائزة سنويا لعدد من نسائنا في البرلمان تحديدا. وانا على يقين ان المنافسة ستكون حامية والنتائج ستكون متقاربة لدرجة سيجد الحكام صعوبة في اختيار الفائزات ......