ألمرأة في العراق، مصير مجهول؟!



عباس عبد الرحمن
2008 / 2 / 3

ألمساواة هي حجر الاساس لكل مجتمع يتوق الى العدل الاجتماعي وحقوق الانسان. غير ان مساواة النساء بالرجال في الحقوق بقيت تتعرض للتشويه والاختزال حتى في بعض المجتمعات التي قطعت شوطا في مايسمى بالتجربة الديموقراطية حتى بدى انه في جميع المجتمعات وجميع ميادين النشاط تتعرض النساء لاوجه التمييز المتعمد في القانون وفي الواقع. و رغم ذلك كان للمراة دور كبير ومميز في نيل مكتسباتها عبر نضالها الدؤوب والطويل. ان العالم الذي نعيشه يمتلىء بالظلم والحرمان وكل اشكال الاظطهاد الجنسي والعرقي والقومي والديني . ان الخلاص من هذا هو ليس الخلاص الفردي واما هو القضاء على كل تلك الاسس التي تولد الحرمان في كل لحظة وفي كل زاوية من زوايا هذا العالم المقلوب . وفي العراق وفي واقع الحال فان للمراة طابع خاص من حيث الظلم والقتل والاهانة والدونية والاحتقار فهي ظلت غير متساوية بالرجل في كل الحقوق والامتيازات التي يتمتع بها الرجل وذلك بسبب حشد قوى التخلف لطاقاتها وهجومها الوحشي على كل مكتسب انساني في العراق ومحاولاتها للعودة به الى العهود المظلمة ان القتل والاحتقار بحق المراة في العراق اصبح جزء من ممارسات رمز السلطة المليشياتية المنتشرة في انحاء العراق من كردستان الى جنوب العراق. لقد اصبح العراق غابة مليئة بالوحوش تفترس وتقتل كل من لايطيع اوامرهما فلا توجد حرية للتعبير ولاحرية التفكير ولاحرية اللبس ان قتل النساء في مدينة البصرة جنوب العراق مثلا والذي انتشر في الاونة الاخيرة ان دل على شيء فانه يدل على ضعف وهمجية اولئك المسيطرون على ثروات المجتمع من المليشيات المسيطرة والعصابات التابعة لها وهم بذلك يريدون تغطية وجوههم الذي اصبح سخامها ينهمر كالرماد الاسود على الجماهير المحرومة والمتعطشة للحرية.ان افغنة العراق التي يسعون اليها اولئك الملالي ورجالات الدين هي بالواقع بؤس وتراجع يقض مضاجعهم بعد ان رأوا ان الجماهير اشماْزت منهم ومن افعالهم. فهم لايتنفسون ولا يحيون الا من خلال قتل كل من يخالف سياستهم الرجعية وقتل روح الحرية والتمدن. ان امال وتطلعات المراة في العراق في نيل حياة تليق بالانسان تواجه مصيرا مجهولا بسبب مايجري الان في المجتمع وذلك بسبب تحشيد كل القوى البربرية والمتخلفة على كل مكتسب انساني وهم بذلك يريدون ارجاع العراق الى القرون الوسطى . ان تلك الامال والتطلعات للنساء وللاجيال القادمة ستتحطم مالم تفرض قوى الاشتراكية واليسار التراجع على كل تلك القوى وتعاد الى جحورها بالقوة وبالصف النضالي الموحد للجماهير.ان مصير المرأة لن يكون مجهولا اذا ما تمكن التغلب على قوى اليمين والتخلف للاسلاميين والقوميون وقوات الاحتلال. ذلك ممكن بنشاط ونهوض كل التحرريين والمساواتيين والعلمانيين والاشتراكيين لانجاز مهمة تحقيق مساواة الانسان وتحرره ورفاهه.

ان الظلم على المراة في العراق والذي ابتلى شعبه بالاسلام السياسي يشكل جزء من ماهية الاسلام السياسي وشرط وجوده. يجب تحطيم قلاع الاسلامين والقوميين والطائفيين من اجل ان تنال المراة حريتها ومساواتها الكاملة بالرجل.