إلى المرأة المسلمة 3



محيي هادي
2008 / 2 / 9

إلى المرأة المسلمة 3
سيدتي الفاضلة
بعد التحية و الاحترام
1) أولا اشكرك على تعقيبك على رسالتي الثانية –إلى المرأة المسلمة 2-، مثلما شكرت تعقيبك على الرسالة الأولى، على الرغم من أنك حاولت أن تحولي فكرة إهانة المرأة المسلمة إلى فكرة أخطاء في القواعد النحوية، لا أعترف بها أنا، و كيف أعترف بها و القرآن يحتوي عليها. و في أدناه أكتب لك بعض الآيات التي تدل على ذلك.
مهما كان، فإن شأني مع القواعد و الإملاء شأن الدكتور العراقي علي الوردي معها. فلهذا ارجعي إلى كتابه -لمحات- فقد يفيدك رأيه في هذه المسألة. إن المهم هي الفكرة.
• "إنَّ الذين آمنوا والذين هادوا والصابؤون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون." (آية 69 سورة المائدة)
"إنَّ الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إنَّ الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد." (آية 17 سورة الحج)
• "لكنِ الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أُنزل إليك وما أُنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتـون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجراً عظيماً." (آية 162 سورة النساء)
أرجو منك أن تتمعين جيدا في النصب و الرفع. و أكرر أنه لا يهمني إذا كانت "لكن" ترفع الأول أو تنصبه أو تكسره، ألمهم و كما ذكرت سابقا: الفكرة.
2) عندما اتحدث عن وجوب عدم إهانة المرأة في الدين الاسلامي، فلا أعني بذلك أنني أطلب منها أن تكون كالإمرأة التي تبيع جسدها في الدول الأوروبية، أو كالمرأة التي تعرض ساقيها في الدول الاسلامية (المغرب، مصر، إيران.....). أو كاللواتي يقدموهن "أو لياؤهن" للمتعة أو للمسيار و الإستقعاد، بل الذي أعني أن يكون للمرأة نفس الحقوق التي للرجل، و نفس الإحترام الذي يقدم للرجل يجب أن يقدم للمرأة.
و لا أدري، يا سيدتي المرأة المسلمة، هل أنك توافقين أن يقال عنكِ أنك شر لا بد منه، أم تعترضين على ذلك؟ و أن تُضربي بسبب أية نزوة من الرجل أو تغير في مزاجه؟ و أن ترضين أن يقال عنك بأنك الشؤم؟ فبالنسبة لي فإنني لا أرضى أن يقال عن أخواتي و بناتي و أمي و زوجتي، و أي إمرأة أخرى كما يقال عن المرأة المسلمة في الكتب التي ينسبوها إلى الاسلام.
و عندما نتحدث عن الشر و الشؤم، فهل خديجة الكبرى شريرة أو مشئومة؟ أم أنها ليست بامرأة و لا يطبق عليها مفهومي الشؤم و الشر؟

3) و عن الحجاب، فلتتحجب المرأة ما تريد، و لتلبس ما ترغب، لكن بدون إجبار، كما يفعله اليوم، ضد المرأة، الاسلامويون في إيران و السعودية و أماكن أخرى، أو كما كان يفعله الطائفي عبد السلام عارف في تلويث سيقان النساء بالصبغ.
لقد كنت قد كتبت قبل عدة سنوات عن موضوع الحجاب في مقالة لي –نعم للحجاب، لا للحجاب-، ذكرت فيها أنني سأقف ضد كل من يحاول أن يجبر أمي على نزعه، و ضد كل من يحاول أن يجبر ابنتي على لبسه.

و ما دمت أكتب في موضوع الحجاب، فلا بد أن تعرفي، يا سيدتي المرأة المسلمة، بأن للحجاب أصل سومري بابلي، كانت نسوة المعابد، اللواتي يعلمن النساء على البدء في الجنس، يقمن بارتدائه.
و كذلك فإن الحجاب قد أقره الخليفة الثاني على المرأة "الحرة" و منع الجواري من ارتدائه، بل أنه كان يضرب بالدرة الجارية التي كانت تلبس الحجاب.

4) نعم إن العبودية لم تنسخ في الاسلام، و لا تزال موجودة في السودان و أماكن اسلامية أخرى. و لعلمك، يا سيدتي، أن موريتانيا الاسلامية قد أصدرت قانونا ألغت فيه العبودية عام 1981 م، أي قبل أقل من 30 سنة، لا بسبب إنسانية هذه الدولة، بل بسبب موجة القحط و الجفاف التي تعرضت لها في سبعينيات القرن الماضي. فلم يعد لمالك العبد أكلا يأكله، فكيف يُطعم عبده؟!. و على الرغم من هذا الإلغاء فإن العبودية لم تختفي هناك، بل انخفضت بعض الشيء.
و لنفرض أن العبودية موجودة في مكان ما، فهل هذا يعطينا الحق أن نوافق عليها في بلداننا؟

و إذا كنت لا تصدقين بأن العبودية قد قننها المسلمون فأرجو منك قراءة كتاب _من فقه الجنس- للمرحوم الراحل الوائلي. و راجعي مرة أخرى ما يذكره القرآن في هذا الشأن.

5) و هل تعتقدين حقا، أيتها الفاضلة، أن المرأة في الدول المتحضرة تباع و تشترى؟ إن كان كذلك فأنا معك ضد هذا الفعل الشنيع، و لكن المشكلة أن هذا الذي تقولينه لا يوجد، و إن وجد فهو معرض لملاحقة القانون. و بسبب اعتداء بسيط على المرأة، في دولة متحضرة، يدخل المعتدي إلى السجن، لتثقيفه.
و لكننا، على العكس، نرى أن المرأة في المجتمعات الاسلامية تباع و تشترى، و المهر إشارة إلى ذلك، حتى أن كثيرا من العوائل قد انتبهت إلى هذا فبدأت في تغيير مفهوم المهر و بدلته، مثلا، بإعطاء قرآن كمقدم و زيارة مكة كمؤخر، أو غير ذلك.
و هذه المشكلة في المجتمعات الاسلامية تؤكدها آيات قرآنية، منها:
* "..فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً...."
* "....يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ..."*
* إلخ
و أترك شرح مفهوم الأجور للذي يريد شرحها.

6) و أخيرا ياسيدتي الفاضلة: كوني كما شئت، لكن لا تكوني عائقا في طريق تحرر المرأة من القيود و الإهانات.

أسبانيا
08/02/2008