سمو الوعي سمو للعدل والمساواة //9



ناجي نهر
2008 / 2 / 17

إضطهاد المرأة : - ما هي مكانة المرأة في ظل النظم الاستبدادية السائدة في المنطقة وما هي أهمية مساواتها التامة بالرجل ورفض التمييز بحقها وتعميق مضامين المساواة والتقدم بينهما ؟
ناجي نهر

لولا العقول لكان أدنى ضيغم أدنى الى شرف من الأنسان - الرضي –
في ظل النظم الاستبدادية تتحدد الثقافات و تتباين التصورات والأشكال والمضامين لدى النخب المتمردة فى بلدانها على ثقافة الأستبداد بأختيارثقافة موضوعية تحاكي ثقافة العصرومستنكرة لإضطهاد المرأة عبرالتاريخ وباحثة فيما تناقلته الدراسات والأبحاث الأجتماعية والأقتصادية عن أسباب إضطهادها وعصرنة أشكاله وقد أثبتت الدراسات العلمية ان إضطهاد المرأة إمتد منذ بداية الوعي حتى الآن وإرتبط بظاهرة إضطهاد الأ نسان المعدم المنتج للخيرات الذي تزامن إضطهاده بظهور الملكية الأستغلالية وإنقسام المجتمع البدائي الى طبقتين ,عمال وأقنان عبيد ,يشكلون الطبقة الأجتماعية الأكبر والأكثر فقرآ وتهميشآ وشريحة من أسياد ذو سطوة وجاه وجبروت يصبون جام سلطتهم على إضطهاد الطبقات المستضعفة فى المجتمعات الأنسانية وإستغلالهم إستغلالآ بشعآ من أجل الربح الحرام مسببين لهم الشقاء والمهانة والتخلف ,وبأعتبار المرأة تمثل أكثر من نصف المجتمع فقد نالت النصيب الأكبر من هذا الأضطهاد الذي تدرج بأشكال متنوعة تعصرنت فى يومنا الى أشكال جديدة متجسدة فى الصورة والصوت والأعلان عبر وسائل الأعلام [ المقرية والمسموعة والمرئية .] فى ممارسات اللبرالية الجديدة المتحللة التي تشكل العولمة الأحتكارية الجانب الأستغلالي الأسود منها ,الجانب المتسلط والمهيمن على الشعوب ونهب ثرواتها وإفقارها بالقوة وكذلك فى ممارسات الأفكارالسلفية المتشددة المغالية فى التطرف والجمود الفكري لحد التنا قض مع شرعة السماء والأرض وتكفيرالأعتدال,وكما هو مؤكد من تجارب الشعوب النضالية فالتطرف بشكليه اليميني واليساري يضر بحركة الشعوب التقدمية ويبعدها عن تحقيق أهدافها , فالنموذجان [ اللبرالي المتحلل والسلفي المتشدد ] شكلان لجوهر واحد حيث ثبت أن التطرف اليساري يقود الى تطرف يميني وبالعكس ويقودان الى أضرار مدمرة بنفس المستوى . ان الضرورة تقتضي توضيح ما يراه البعض مربكآ فى مفهوم الفكر والممارسة فهما مصطلحين مترادفين يكمل أحدهما الآخر [ شكل ومضمون ] حيث لا أفكار فاعلة وملموسة بغير الممارسة والتطبيق وحين تضاف صفة للفكر ( كالتشدد ، التطرف ، التسلط الخ ) فيعنى أن الفكر دخل دور الممارسة والتطبيق من دون الحاجة الى ذكرها ( فالصفة تشيرالى الموصوف ) . وإن التشدد والتطرف الذي أعنيه هو ما يقود الى الضررالعام والأضطهاد الشامل ويشكل بحد ذاته قضية معقدة تشغل الدول فى مختلف التطبيقات التنموية الأجتماعية والسياسية والأقتصادية وإن نقده ,والتحقيق فيه لا يعني المساس بعقيدة أوفكر بذاته . وأمإ الذي أعنيه بالمرأة إلمضطهدة ,فأنما هى المرأة الكادحة العاملة جسديآ أو فكريآ وأينما وجدت ,فهي المرأة العالمية المنتجة التي تمثل الأنسان ومجتمعه على وجه كوكبنا خير تمثيل .
إن من مصلحة الجميع ( مجتمعات ودول وحكومات ) إشعار المرأة بتحررها الفعلي من هاجس الأضطهاد كي تنتج بأبداع وتتألق ,ففي إبعادها عن مختلف المنغصات والمؤثرات النفسية والمروثات الثقيلة المعرقلة سيظهر دورها المتميز والأساسي و مكانتها السامية والحاسمة في تطور المجتمع والحياة . ولكن ما يؤسف له وجود هذا الأضطهاد والأهانة لمكانة هذا ألانسان المعطاء برغم عطائه الثر . والغريب الأغرب أن يتحول الأضطهاد الى قوانين وفتاوى وسنن وعادات وآيديولوجيا عامة بما يشبه اليقين ,يدفع ببعض النساء الساذجات للدفاع عنه ومعارضة تغييره صوب التحرر،مما شجع البعض أن يقول بعد هذا ,بأن الرجل هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة والمرأة بزعم هذه الأفكار لم تستطيع أن تصل الي مستوي الرجل في الفكر والأدارة، وقام اًلمؤيدون لفريق الرجل بنسج أراء وأساطير عن عظمتة وقدراته الخارقة بما يحط بالمقابل من مكانة المرأة و يثبت ان هذه الفروق طبيعية وموجودة منذ الأزل .
ومن أجل التعرف على أوضاع النساء عند مختلف الشعوب، يتعين على( فلاسفة الحركات النسوية(زيادة الاهتمام بقضية المرأة في المجتمعات العربية خاصة ,ففي الآونة الأخيرة ومن منطلق المفهوم الواسع لحقوق الإنسان والدفاع عن إضطهادها المتعدد الأشكال كثرت ملاحظة تعدد المقاربات العلمية لدراسة أوضاع المرأة في تلك المجتمعات، و الاهتمام بالأسس الفلسفية التي لا بد منها لتسويغ المطالبة العملية بحقوق المرأة المختلفة .
ومن المفيد التمعن بهذه النماذج والجذاذات السالفة والمعاصرة والمقارنة بينهما : -
# - تقول خديجة العزيزي فى كتابها ( الأسس الفلسفية للفكر النسوي ) الصادرفى
بيروت: نيسان 2005م حيث تستعرض فى هذا الكتاب قضايا أساسية حول حقوق المراة واشكال إضطهادها وأوضاع النساء عند مختلف الشعوب، في تلك المجتمعات، والاهتمام بالأسس الفلسفية التي تسوغ المطالبة العملية الجادة بحقوقها .
# - في المقارنة بين وضع المرأة في الإسلام مقابل الأمم والديانات الأخرى (اليونان وأسبارطة والرومان وحمورابي والهنود واليهود والمسيحيين والصينيين والعرب قبل الإسلام)، أبرز الجوانب التالية عن وضع المرأة في الإسلام: حيث أكد أن المرأة والرجل في الإنسانية سواء، وحرّم وأدها، وأمر بإكرامها بنتاً وزوجة ، ورغّب في تعليمها كالرجل، ومنحها حق الإرث، لكن الثقافة الأستغلالية مارست نقيض تلك الأفكار. مثلما هى المرأة في الغرب المعاصر حاصرتها الثقافة الأستغلالية وأ فقدتها لبعض حقوقها المدنية .
# أشار بعض الكتاب والباحثين الى تحايل ملتزمي الأفكار السلفية واللبرالية الجديدة فى الممارسة التطبيقية على إستغلال الأنسان بشكل عام وعصرنة أشكال إضطهاد المرأة وتلوينه وفق مقتضيات مصالحهما فى الزمان والمكان , بالرغم من التطورالمعاصرالمادي والروحي، وتداعيات هذا الأضطهاد على مسيرة الحياة برمتها وعلى تحريف معنى وسنن وضرورات التغيير والحداثة وافتعال تعقيد الواقع المعاش على عموم سكان الأرض وتعميده بالدم وخطاب التكفير المدمر وتنغيص حياة المرأة وأضطهادها وسبيها وإرهابها والانتقاص من مكانتها وإمكاناتها وعدها فى إطار سلعة للترفية والتدبير المنزلي والفرض عليها قسرا وإكراهها بواجب التعايش مع البرقع الأسود حيث لا شئ كما يقال فى فتاوى السلفيين يسترها غيره ولا شئ غيره يصل إلى سموه العبادي , وهو ما يتسبب ضمنآ فى إضطهاد للمرأة والأنتقاص من حقوقها . أما فى ممارسات الفكر اللبرالي للعولمة المتأمركة و ما يكتب وينشر فى وسائل الأعلام ومن صورالأعلانات التي تستخدم فيها المرأة للترويج عن بضاعة ما فتعد من الشهادات التي لا يمكن دحضها كونها تعدها سلعة تجارية معدة للتسويق عبر القارات ، من أجل تحقيق أعلى الأرباح من ناحية وتحقيق أهداف سياسية وإقتصادية مرسومة ومدروسة ومخطط لها مسبقآ ,تهدف الى إدامة الهيمنة السياسية والاقتصادية للرأسمالية وفى خداع الرأي العام الداخلي والعالمي بشعارات كاذبة فى التحرير والديمقراطية كما يحدث فى العراق وأغلب بلدان العالم الثالث.
أن الممارسات الدونية لهاتين الفلسفتين (الأصولية و اللبرالية الأمريكية الجديدة) و تماديهما فى إضطهاد المرأة جعلهما صورتين لعملة واحدة مستندة على حامل واحد ودوافع أنانية وطبقية واحدة ضامنة لقرصنتهما ولتسيدهماولمصالحهماغيرالمشروعة تجري وفق خطين متعارضين فى الظاهرولكنهما فى الجوهر متفقين على هذه الممارسات المسيئة للأنسانية ومجتمعاتها وللمرأة أولآ وقبل كل شئ .
# - وجدي غنيم.. الداعية الإسلامي فى شواهد موثقة بالصوت والصورة تدين مواقفه
كما جاء فى الأيام البحرينية – الثلاثاء 10 ابريل 2007 حيث كانت مشاركة غنيم في الخيم الانتخابية مساهمة مفضوحة في مصادرة حقوق الناس في الاختيار نتيجة لفتواه الإسلامية بتحريم دعم المرأة، وإشاعته لمفاهيم قصور عقلها وغير ذلك من مفاهيم خارجة عن نطاق تكريم المرأة التي جاء بها الإسلام،.وأشار البقارة إلى أن ما روج له غنيم في استعباد المواطنين أو حتى المقيمين إذا كانت ديانتهم مسيحية، يؤدي إلى فتنة والفتنة أشد من القتل،
و أكدت أن الدور الذي قام به غنيم في الانتخابات كان سلبياً لأنه وجه ضد المرأة، وإعطاه الأولوية للفوز في الأنتخبات .
# - و من المنقول عن سفر بنو إسرائيل - المرأة سقط متاع -
لا قيمة، ولا أهمية لها. ففي الوقت الذي يحصي بنو إسرائيل عدد ذكورهم، وعدد حيواناتهم، فإنهم لا يحصون أبدا نساءهم. (انظر سفر بنو إسرائيل العدد 1و3و26). من الفصل 5 - و لا بد من التوضيح بأن الأعتقاد بمضامين هذا السفر مبالغ فيه من الكتاب والباحثين الأسلاميين المتطرفين لأنه يناقض الباحثين الذين يتكلمون عن أن سرنجاح اليهود الحقيقي يعود الى أن نساءهم هي التي تقودهم لهذا النجاح .
يتبع - -