حواء الثائرة الأولى في التاريخ ..!؟ حوَاء الجديدة , وثورة الحب - 2



مريم نجمه
2008 / 2 / 19

...... " حوَاء " الثائرة الأولى في التاريخ , حواء الثائرة كم أحبها .. أقدَرها .. وأجلَها
حواء المرأة التي تحدَت رفضت تمرَدت على " الممنوعات والأوامر "...!؟
تعجبني المرأة التي قادت عملية التغيير في الكون , الخطوة الأولى إلى الأمام للدخول إلى أسرار البشرية ..
هي التي أدركت بحسها وقلبها وعقلها وفكرها ومخزون العطاء والعاطفة التي تحمله - أن التمرَد حق -

حفَزت حوَاء عقلها وروحها للمعرفة , أمسكت بيدها مفتاحها , وفتحت أسرار الماوراء .. ! , وما بعد الخطوات في أرض الجنات , طريق الحب , وحضن الأمومة الدافئ , وسر الأنثى .. إلى الفضاء اللامحدود .. وتطوَر الإنسان ..

لقد رضيت بكل تبعات التغيير والتمرد , وكل خلق جديد .. وثورة , وما فيها من تضحيات و اّلام ومصاعب وأتعاب وأوجاع ... !؟
لقد تحملت ما أقدمت عليه , من فتح جديد للبشرية , وتكوين الخلية الأولى , للتواصل الإنساني , بالتعاون النبيل الخلاَق مع أخيها الرجل ... وما أحلى هذا المشوار .... لبناء الجنات والسعادة على الأرض , فالكوكب الأرضي دون الأنثى كتلة صلبة قاسية فارغة من أي جمال ونشاط تدور بصورة ميكانيكية في الفضاء , تابعة لجاذبية الاّخرين , لا حيوية , لا حياة فيها ولا حركة , أو بشر .... " الحب هو الحياة " .. والناس هم الأوطان .... !؟


حوَاء .. وثورة الحب
الحياة فيك والجمال .. سكب الحب في الإناء .. يا حوَاء
وهوالدواء .. والشفاء ..
إكتشاف الوعي بالذات
وسر البقاء ..
حملت رسالة الوجود
وكان المولود .. في الأحشاء ..
هو البداية .. والحكاية
وارتقاء الإنسان
إلى العلاء .. !؟

ثورة المعرفة , بدأتها
اقتحمت سور الخفاء ..
كسَرت " ألواح الشريعة "
فسَروا الخطوة الجريئة
في قوانين الخطيثة
وهي أول أنثى بريئة ..

أزاحت نفوذ الأساطير
حطمت .. قوانين السير العتيقة
وتقاليدها الرديئة
وبدأت حياة جديدة
اكتشفت حقيقة الجسد المقدَس , وقوته السحرية
عرَته , ألبسته , عطَرته
رفعته ....إلى ا لسماء ..
بأريج الزهر والتفاح .. خبأته
فكانت الرماح , والولادة الجديدة
إنها لاّدم العشيقة
الحبيبة والشريكة .. والزوجة الرفيقة ..


عاشت الصمت دهوراً
عاشت العدمية دستوراً
نوماً , طعاماً , وثبات
والسير في الجنات
تمردت على الجهل .. والجفاء
لتحصل على أول حقيقة
حقيقة الحب المقدس
وطعم فاكهة الحديقة .. ونار الشتاء

غامرت تجرأت قطفت
فازت بكنزها المسحور , قادت رفيق الحياة إلى المجهول , والمعقول
فكان الثمر والقمر والغزل والشعر والأدب والملاحم والحب والسهر
كانت الحكمة والموهبة والعمل .. والبناء
واكتشاف المكان , والأشياء
واتسع المكان إلى مدار الكواكب والشطاّن
فكانت حضارة الإنسان ..


لنلاحظ الحياة يا إخوتي ..
إنها معبر للثورات , معبر للتجديد , أو الممات .. !؟

من ثورة إلى ثورة , ومن تجديد إلى تغيير وتجديد , وأول ثورة , هي ثورة ( حواء ) الأنثى , الحب الوجود التطوَر ..والحياة
ثورة الحب والعقل والحرية .. والجمال
مرحلة الإكتشاف مرَة .. كلها تضحيات

إكتشاف المخزون الأنثوي يصعب تخزينه في صناديق تحت الحجر
أو خلف ثمار الشجر , يا لها من أكواز تبهر النظر
كتبت على جذوع الصنوبر
أومأت بالأصابع .. والحركات
أحب الرحلة الأرجوانية عبر غابة الخيزران و " ليالي الأنس في فيينا " !؟؟

اكتشفت أنها أنثى , وبجانبها الرجل الرفيق الصديق الزوج الشريك .. الإتحاد ..!؟
اكتشفت .. واكتشفت .. واكتشفا .. واكتشفوا .. ثورة النار ثورة الكلمة والحرف والأبجدية
ثورة الزراعة , والصناعة , والبرجوازية .. وثورة العمال .. ثورة العلم .. والمعلومات ..
وبقيت تكتشف حتى الساعة ..
قررا .. أن لا يبتعدا , قرَرا أن لا يفترقا أن يتحدا معا و أن يبنيا معا يعملان معا .. وإلى الأبد ..

يعجبني أن أنهي هذا المقال بهذه الترنيمة للمؤلف : القديس يوحنا الدمشقي , المرنمة الأخت : ماري كيروز ..
إن البرايا ..
" إن البرايا بأسرها , تفرح بك يا ممتلئة نعمة ,
محافل الملائكة , وأجناس البشر لك يعظَموا .
أيتها الهيكل المتقدَس .. والفردوس الناطر
وفخر البتول , وهي التي منها تجسَد الإله وصار إنساناً
وهو إلهنا قبل الدهور ,
لأنه صنع مستودعك عرشاً , وجعل أحشاءك أرحب من السماوات
لذلك .. يا ممتلئة نعمة , تفرح بك كل البرايا وتمجَدك " .