صبايا !! غير مسموح للصبايا غير المحجبات



نشأت المصري
2008 / 2 / 23

لعلنا من خلال هذه المقالات أو الاهتمامات الزائدة نروج لشيء جديد ألا وهو غير المصرح لغير المحجبات , هذا التخلف الجديد باسم عنصرية جديدة يروج لها داخل المحروسة , وهي عنصرية الحجاب وغير الحجاب فهناك من يروج للمحجبات وهناك من يروج لغير المحجبات,, وكلاهما يدعو لعنصرية جديدة وهي فصل عنصري بين المحجبات وغيرهن ,, وهنا لا صلة للدين, ولكن أغلب الغير محجبات أو على الأقل 90% منهن مسيحيات.
في الحقيقة أنا لم أنزعج أو أْفاجأ لهذا الخبر حيث أنه منتشر في جميع مجريات الحياة في جميع مدن وقرى المحروسة ,, في الحقيقة جميع المواقع الحقوقية وجميع الكتّاب المهتمين بمصر كتبوا محذرين من تفاقم هذه المشكلة أو هذه الظاهرة في المجتمع المصري.
كما أن النظام القائم سواء أعلن تأييده لهذه الظاهرة أو لم يعلن,,فهو يرعى هذه العنصرية,,بمعنى آخر !! هناك من يرعى تأويل الحجاب وجعله عنوان ديني من خلال الأجهزة المختلفة للدولة بواسطة مندسين داخل الدواوين الحكومية,, وكأن أعداء المجتمع معترضون على خروج المرآة وتوظيفها كعضو عامل في المجتمع,,ولعدم تمكنهم من الأخيرة حجبوا المرآة في داخل الحجاب.
وأكبر دليل على صدق هذا حصول صاحبة كوافير أو كافيه الصبايا على هذا الترخيص العنصري " مخصص للمحجبات " فأين أجهزة الدولة من هذا الترخيص العنصري.
فهل يجوز لشخص أن يفتح مشروع ويحصل على ترخيص بعدم تقديم الخدمة لفئة محددة من المصريين , بسبب معين ؟ ولكن في مصرنا العزيزة نجد هذا التفريق العنصري, بغض النظر عن نوعه.
ومقالي هذا ليس بصدد الحجاب في حد ذاته ولكن المقال ناقوس لبداية خطر داخل المجتمع بفرض تفرقة عنصرية جديدة باسم المحجبات وغير المحجبات.
وأني أشفق على أخوتنا المسلمات غير المحجبات في مثل هذا المجتمع , أما المسيحيات فهذا قدرهن ويحملن صليبهن من خلاله.
لنرجع للموضوع:
في الحقيقة أن كافة الأماكن التي تخضع للحكومة أصبح الحجاب هو السائد , وبدون قانون أو لائحة تمنع غير المحجبات " كما أوضحت صاحبة مشروع صبايا, أن المكان مفتوح للكل " ولكن هناك مضايقات وتصرفات تجعل غير المحجبات منبوذات وكأنهن عاهرات,,آسف على اللفظ ولكنها الحقيقة .
فتجد المدارس الثانوي والإعدادي, كاد يختفي منها غير المحجبات من الطالبات المسلمات, وهن في سن الزهور تخضعهن لحرب عنصرية هن أبرياء منها, وبدون لائحة تمنع غير المحجبات لدخول هذه المدارس.
المدن الجامعية في جميع الجامعات تقريباً أصبحت مخصصة للمحجبات وغير مسموح لغير المحجبات حتى ولو مسلمات.
المحاضرات الجامعية كادت تصل لهذا الهدف ,, وبدون إعلان أنه غير مخصص لغير المحجبات.
الدواوين الحكومية تجد حروب عنصرية لغير المحجبات من الرئاسات المباشرة ,, واضطهاد معلن وغير معلن ,, يبدأ بوعظهن بواسطة زميلات قدامى في الحجاب.
بيوت الشباب ,, والمكتبات العامة ,, والمشروعات الخدمية للتعليم الموجه كمحو الأمية وتعليم الكبار ,, تجد أنه غير مخصص لغير المحجبات.
الأندية ومراكز الشباب والشابات وتقريباً جميع ما يخص الشباب تجد أن الحجاب أصبح هو المصرح به وغير مصرح لدخول غير المحجبات , وبطرقة غير معلنة.
في وسائل المواصلات هناك تفرقة واضحة أيضاً, بل هناك تحرشات ومضايقات لغير المحجبات.
وأيضاً في الطوابير التي لا تنقطع في مصر المحروسة لطلب الخدمات أو شراء الحاجات المختلفة تجد سهولة تعامل المحجبة وتأدية الخدمة لها وتضييق الخناق على غير المحجبة.
وتحضرني قصة رؤية عيني وأنا أشهد بذلك الحدث:
في إحدى صالات البيع لفرع من فروع شركة بيع المصنوعات,, ومع الآسف الشديد كانت الصالة فارغة تماما من المشترين وليس هناك أدنى طلب للسلع موضع العرض,دخلت أخت غير محجبة, لشراء بياضات, وأخذت تنادي على الموظف المختص بالبيع فنظر لها نظرة عابرة ولم يحرك ساكن, وفي التو واللحظة التي حدث فيها هذا دخلت أخت محجبة لنفس القسم ونادت على نفس البائع فقام للتو واللحظة يساعدها على تنقية الأصناف والترويج تمهيداً للبيع, فقالت الأخت الغير محجبة ,ألم أنادي عليك ؟ لماذا لم تهتم بي ؟ أنا سوف أشتري بفلوسي ,, فقال لها بالحرف الواحد "أنت مش شايفة بعينك أنا مشغول مع الست الفاضلة دي"فقالت بل أنا دخلت الأول ,, فقال لها الأول الأخر أحنا مش في طابور جمعية, فتحملت الأخت الغير محجبة وانتظرت حتى فرغ البائع تماما مع المحجبة, وجاء لها البائع ,,,قائلاً :نعم !!! فقالت له على الأصناف التي تريدها فقال لها" ماعنديش روحي دوري برة ,," فنظرت له نظرة كلها غيظ وتركت صالة العرض وخرجت.
فدخلت معه في حوار وقلت له:
أنت بصراحة كنت قاسي بعض الشيء مع الزبونة,,
فقال لي يا أستاذ دول عار على البلد .
فقلت له مين دول العار على البلد,, دي سيدة في منتهى الأدب والذوق ,, وأيقنت لحظتها أنها مشكلة مستوطنة في داخلة ,, ولكني فكرت ربما أخطأ وفكر أنها مسيحية لأنها غير محجبة ,, فقلت له حتى دي مسلمة ولابسة سلسلة معلق بها آية الكرسي,, فقال: أنا عارف يا أستاذ أنا لست أعمى ولكنها ماشية كاشفة شعرها ,, ولا حد مالي عينها!!!
فقلت له :
طيب !!لو عرفت أنني مسيحي سوف تفعل فيّ أيه .
فقال حأعمل إيه يعني!!! وأنهى الحديث معي قائلاً : طلباتك !!! طلباتك
فقلت له لا ليس لي طلبات أنا أتفرج فقط.
صاحبة صبايا تشكر لأنها وضعت النقط على الحروف, وبصراحة أعلنت هذا المبدأ,, ومن إعلانها هذا تحرك المجتمع لأن الاضطهاد غير المعلن لغير المحجبات أصبح معلناً من خلال مشروع صبايا!!!!!
لقد أتفق الجميع محجبات وغير محجبات أن الفضيلة ليست بلبس الحجاب من عدمه ,, الفضيلة تنبع من الشخص نفسه ,وليس للحجاب أو مظاهر التدين أي صلة,,إذاً لماذا هذه التفرقة العنصرية؟.
أيها القائمون على التشريع والدستور والقانون هناك خطر يهدد المجتمع لا يتمثل في لبس الحجاب من عدمه ولكن في التمييز العنصري الجديد الذي دخل إلينا بسبب التهاون في قضية الحجاب ,, أي تفرق المصريات إلى محجبات غير محجبات وتقييمهن بناء على ذلك, أم أن هناك منطلق لتحجيب مصر!!
نشأت المصري