حقوق الانسان والورد الاحمر في السعودية



نوئيل عيسى
2008 / 2 / 26

اتذكر في احد معارض الرسم في معرض الفن الحديث في الباب الشرقي
وحضور الرئيس العراقي حينها عبد السلام عارف لافتتاح المعرض

تجول السيد الرئيس في ارجاء المعرض ببهل دون ان يلفت نظره اي شئ في المعرض لكنه عندما هم بالخروج لفتت نظره لوحة لوردة حمراء قانية جميلة التفت بعصبية الى الرسام وتحدث بعصبية وعدد من الجمهور حوله .
ماهذه اللوحة ؟
اجاب الرسام
انها وردة ياسيدي
الا ان الرئيس انتفض غاضبا بعض الشئ وهتف
ارفعوها من هنا انها شيوعية ؟!
وبعد خروج الرئيس عج الجميع في الضحك واطلقوا العنان للتعليقات الجارحة الى هنا وانتهى المشهد الاول
.لناتي الان الى السعودية وحملة الاعتقالات التي شنت في مكة المكرمة وحصدت بحدود خمسة وسبعون او ينيف من الشباب المستهتر بالقيم وهم يحتفلون بالرقص في الطرقات وشوارع التسوق تحرش علني بالاناث في عيد الحب ؟ انتهى الخبر الثاني ؟
الانكى ان دولة السعودية كانت قد اصدرت بيانا اعلنت فيه منع منعا باتا ترويج بيع الورود الحمراء في مناسبة عيد الحب دون الورود ذات الالوان الاخرى ؟
انتهى الخبر الاخير ؟
هذه التصرفات وقعت كمبرر لاعتقال السيدة ( يار ) على اثر تواجدها في مقهى للاجانب مع احد موظفيها في فترة استراحة وتوقيعها على اعتراف مزور انها ضبطت في خلوة ؟
امور عجيبة تقع في بلد يؤمه السياح من كل حدب وصوب في الاوقات الاعتيادية وملائين من خلق الله في زمن الحج والمخفي و المستور او مايمكن التستر عليه خلسة مقابل (....) الله وحده يعلم به فقط وذوي الشان المغلسين ؟
ان كبت الحريات الشخصية والعامة هي واحدة من الامور التي تدفع الى وقوع هذه الفوضى ولااريد ذكر المزيد منها اي الاحداث وكيفية ممارستها في السر ؟ لانه سياتي اليوم الذي ينفجر فيه الشارع السعودي نحو الانفلات الاخلاقي والامني وسيكون من المستحيل السيطرة عليه ؟
لان الشعب على علم بما يمارسه الامراء والنخبة تحت خيمة القانون والشرعية اضافة الى مايحضى به هؤلاء من حصانة لو ان امرهم افتضح مثل اسلاب طاغية العراق في حين المواطن العادي والضيوف يعتقلون لاسباب تافهة تمشدقا ان الدولة تخضع للقوانين الاسلامية المتزمتة .
ان السعودية دولة بائسة تعشعش فيها بؤر فساد لاحصر لها وانا هنا لااريد التشهير لان مثل هذه الامور على مر التاريخ البشري ورغم القوانين الالاهية والوضعية القسرية الا انها تقع رغم انف كل خلق الله الذين يتمشدقون بضبطها مثل الاخ العزوز بن لادن افندم وشلته البائسة في حين هو عجوز معوز ....؟ يتزوج ابنة الثامنة من العمر دون خجل او وجل من المستقبل ان عن عليه الامر وتقاعد عضوه مبكرا هل يغلق فرج المراة ويحرمها اهم حق لها في الحياة ؟ من هنا يبدا القول الحق ان للرجال الحق بالتمتع بكل ماحلله وحرمه الله تعالى والاناث حرام عليهن ذلك في اي قانون مجحف ترد هذه البنود التي تقتل غريزة انسان وتحي غريزة اخر .
ان الجنس لو اتيح للمرء ان يمارسه بحرية تامة لن يقع الابتذال فيه عكس الجنس المحرم الذي لايقود الى الابتذال فحسب انما يقود الى مرارات تنجم عنها امراض وعلل مدمرة اخرها الايدز اضافة الى ماتجره ممارسته تحت التحريم القسري من ويلات اجتماعية على المجتمع ككل . فلو نظرنا على الفارق بين الغرب والعرب هي نقطة على العين فحسب من باب التفكه الا ان الفارق فيه متسع من ...؟
الغرب فيه العري الذي يتخزى منه العرب لكن المراة التي تتعرى على البلاج او في زمن الحر وتكشف عن مفاتنها ليست عرضة للتحرش او انها الة بيد الرجل يتمتع بها وقت ماشاء لا . هذه الحقيقة كلنا عرفناها واقرب منطقة تعج بمثل هذه المظاهر على الشواطئ هي استنبول وهي مدينة تقع داخل دولة اسلامية متزمتة ايضا لكن اتحدى ان استطعت ان تتحرش هناك بانثى ولان مثل هذا التحرش غير موجود ولامجال لحدوثه اتعرفون لماذا لان البلدة تتمتع بحرية تتيح للكل ممارسة حياتهم على قدم وساق وفيها منتجعات ودور منظمة تحت رقابة صحية صارمة يجد المواطن التركي فيها مايشبع له شهواته وينزع عنه اي ميل غريزي الى الانحراف ( تطرف عاطفي ) الذي سببه كبت الحريات .
الغرب تعلم من التاريخ ولم يتعلم من الانفلات الاخلاقي كمبدا معلن او تنظيم متطرف منحرف يريد تخريب المجتمع على العكس في الغرب وفي اميريكا الكل يمارس حريته الشخصية وبدون تطرف لذا المجتمعات هناك تعيش في امان والانثى لها الاولوية من الاحترام والتقدير لما لها شان معتبر في قوانينهم اما عندنا العرب وفي كل الدول المراة معاقة عرضة للتحرش تحت وابل من التغرير والترغيب ؟ وكانها عبد ذليل ؟!
في الغرب اتحدى اي ذكر يستطيع التحرش بانثى علانية حتى بنات الهوى ( الساقطات ) كما ندعوهم لان ذلك سيؤدي الى ان يلعن الذكر اليوم الذي ولد فيه لذا تعج في دولنا العربية وفي افكارنا ان الغرب واميريكا هم دول او مجتمعات دعارة لاغير خدعة ممقوتة لاغير لان مايمارس هنا في الغرب من حريات تتيح لمجتمعاتها التمتع بنوع من الاستقرار والامن الجماعي وهذا يتيح للفرد ان يخدم بصدق واخلاص في التنوع في الابداعات كل في مجاله وهذا هو السبب في تاخرنا وتطورهم نحو الاحسن ؟
صح ربما الحرية السياسية لازالت في بؤرة ؟ لكن الحريات العامة وحقوق الانسان هنا في العالم الغربي على احسن مايكون والدعارة عندنا مفزعة الى درجة تهدد استقرار المجتمعات هناك ومنها السعودية لذا يلجا الخليجيون الى دول عدة عربية منها واجنبية لاشباع رغباتهم المحمومة ويغدقون هناك المال الحرام الذي يجنونه طيلة عام لانهم يبذلونه في ماحرمه الله على حد اعتقادهم في حين لو انهم يتمتعون ببعض الحريات لبقت هذه الاموال خدمة لمجتمعاتهم كان تستفيد العائلة الواحدة من هذا المال الذي يذهب هباء ونحن العرب والمسلمين نضحك على ذقون بعضنا البعض اننا خير امة .......؟ لكننا اليوم ومنذ الاف السنين لم نظيف على حياتنا اي جديد غير الخراب والدمار وبحار من الدماء الزكية دون سبب يذكر و نتيجة مانعانيه من كبت مزمن في حرياتنا وحقوقنا كبشر ؟ لذا اصبحنا مهزلة للاخرين وقنانة نعيش تحت مطارق اللي يسوى واللي مايسوى و شهواتنا المكبوتة اخذتنا نحو مانحن عليه اليوم عموما كعرب ومسلمين كعملية تفريج لاغير لنقتل بعضنا البعض دون ان تمنحنا هذه الشهوات المكبوته صحوة نحوة تحقيق مصالحنا من اجل مستقبلنا ومستقبل اجيالنا لانها هي ليست في صحوة اجيالا واجيال ومنذ الاف السنين .انا لاادعو الى الانفلات الاخلاقي لانه موجود بين ظهرانينا بالسر وليس علانية انما ادعو الى ان نتمتع بالحريات العامة كبشر انذاك لن نبقى اسرى لتطرفنا الفكري او العقائدي الاستاتيكي الذي ياسر عقولنا في عقال مقرف للغاية ؟

نوئيل عيسى
23/2/2008