لست وحدك من تعانين يا عزيزتي ( باسنت موسى )



سرى الصراف
2008 / 2 / 28

عند ما قرأت المقاله التي كتبتها الأخت باسنت موسى التي اعتبرها من وجهه نظري المتواضعه من المبدعات والمختلفات من النساء العربيات
شعرت بأنها تتكلم عني وانا اعتقد بل اكاد ان اجزم ان اي انثى تحاول ان تكون ذاتها الحقيقيه وتبتعد عن التلون والتمثيل ارضائا للأخرين في المجتمع العربي وهي تقرأ ما كتبته باسنت تشعر بأن ما كتب هو من وحي معانتها وتعرضت له مرات عديده لا يمكن عدها بل وقد تكون قد تعرضت لمواقف اكثر قسوه من ذلك بكثير ومن ناس اكثر قربا , فالغالبيه العظمى من الناس تفكر بهذه الطريقه . فالفتاه منا حين تتجاوز سن الزواج وهو مختلف من مجتمع لأخر تتوجه لها الأنظار وتبدأ علامات الأستفهام بالدوران حولها وتبدأ توقعات واجتهادات المحيطين عن الأسباب والمبررات لعدم زواج تلك الفتاه ( المسكينه !) فمنهم من يقول انها تتعزز وترفض كل من يتقدم لها ويقول الأخر انها تحب شخص ما ولا تريد الأعتراف وثالث يقول انها معقده من الزواج .... ويقولون ويقولون الكثيرلكن لم يخطر ببال احدهم ان هذه الفتاه لا تريد المألوف من ذل وهوان بل تريد الخروج من ( القطيع) الذى تعيش فيه النساء العربيات فهي تأبى ان تكون كأي ( نعجه ) تكون في البدايه غاليه الثمن ويطلبها الكثيرون ( ليلتهموها بشراها ) وكلما كبرت رخص سعرها وقل الراغبين بها ( لأن لحمها لا ينضج بسرعه وطعمه اقل لذه من لحم النعجه الصغيره ) فلا يعجب لحمها الوحوش البشريه التي يسيل لعابها دائما لألتهام الفريسه , فيضطر صاحبها الى ان يبيعها بأبخس الأثمان لأنها ان كبرت اكثر سوف لن تجد من يشتريها وتبقى وحيده الى ان تموت . لكن الكثيرون لا يدركون بأن وضع هذه النعجه التي كبرت بدون ان يشتريها احد قد يكون افضل من باقي النعاج فهي في اقل تقدير ( صحيح انها سوف تبقى وحيده ) ستموت بكرامه وعزه بدون ان تذبح ويقدم لحمها في الولائم لمدعي الأدميه وطبعا في الأخير ترمى عظما ! ..... عذرا لتشبيهاتي التي تبدو قاسيه فمهما بلغت من قسوه الواقع اقسى بكثير .....
انا وبالرغم من كل ما قلته لا استطيع ان الوم من يتبنى هذه الطريقه في التفكير فالحياه من وجهه نظرهم هي زواج واولاد بدون تفكير فيما اذا كان الزوجان متحبان ومتفاهمان فهذه الكلمات ليست في قواميسهم , وبدون وضع اسس لكيفيه تربيه الأولاد وكيفيه ضمان مستقبلهم (تزوجوا وبالباقي على الله ! ) . فالشيء الوحيد المهم هوه الزواج ( ربما لأنه المتعه الوحيده المباحه للشعوب العربيه المسحوقه ) . فالتخطيط والبحث عن زوج هو من اهم مايجب ان تتعلمه الفتاه منذ نعومه اظفارها , والهدف الأهم ان لم يكن الوحيد في حياه اي امرأه هو الحصول على لقب ( مدام او زوجه فلان من الناس ) لأنه يمنحها شرف لا يضاهيه شرف ويمنحها الحق بالحياه والأستمرار بكرامه, فهما يكن ما تصل اليه المرأه من اخلاق وعلم واحتلال اعلى المراكز في المجتمع ان لم تكن متزوجه لا يساوي هذا كله شيء لدا الناس وتبقى في نظرهم تستحق الشفقه والعطف ! ( كل هذا ولدى البعض الوقاحه بأن يدعو اننا مجتمعات نفتخر بأخلاقنا ولسنا مجتمعات متخلفه وهشه كما يدعي الغرب الكافر ! ولكم الحكم ) .
نحن لا نطلب من اصحاب هذا الرأي ان يغيروا افكارهم فهذا ليس من حقنا لكننا نطلب منهم ان يتركونا نعيش حياتنا كما نريد بدون تدخل من احد سواء اكان عدو او حبيب يتكلم بدافع الحب والخوف ام بدافع الغيره والحقد فلكل شخص خصوصيه يجب ان تحترم من قبل الأخرين ولكل (عقله ) وطريقه تفكيره وانا وضعت العقل بين هلالين لأنها كلمه غريبه على الأنسان العربي ( فهو عضو زائد استعماله قد يؤدي الى متاعب نحن في غنا عنها او قد يؤدي الى كفر وزندقه وتجاوز على الله كما يدعي بعض المتشددون ) .
فالتطاول والتعنيف والتدخل والتهجم بدون اي حق اصبح ثمن طبيعي يجب ان يدفعه كل من يحاول ان يكسر المألوف وينقد التقاليد ويعيش بأدنى شيء ممكن من الحريه ( فالحريه كلمه بعيده عنا جدا فنحن نجهل ابسط ممارساتها وقواعدها فلاداعي للضحك على بعضنا البعض ولكننا نسعى لأن نستنشق ولو نسمه حريه لا اكثر لكي نستطيع الأستمرار من غير ان نختنق ونموت ) . ففي مجتمعاتانا الكل يمارس مهنه النقد والحكم المسبق ( بالطبع النقد للأخر لأن النقد الذاتي غير موجود فكل واحد في نظر نفسه هو الصح المطلق والأخر هو الخطأ المطلق ) فهذا هو الشيء الوحيد الذي يبرع به الأنسان العربي ويكون مخلصا جدا في اداءه !
نهايه اقول انت يا ( باسنت ) وغيرك ممن اخترن ان يعشن بعقولهن وليس بأجسادهن يدركن كل الأدراك انهن يسرن بعكس التيار ( وهو ليس تيار ماء عادي فأحيانا يكون تيار برد وصقيع قاتل واحيانا اخرى يكون تيار من لهب البراكين الحارقه ) . وانا اكيده بأنك اقوى من ان تنكسري بوجه اي تيار وسوف تستمرين في كتاباتك المؤثره وكلماتك الجميله وافكارك الثوريه فأنت ياعزيزتي نموذج مشرف للمرأه المصريه التي تحاول التيارات الظلاميه في بلدها تحويلها الى دميه خاليه من الروح والفكر .
كلنا معك وعسى ان نستطيع المقاومه .....