إقليم الرشيدية:مسيرة نسوية احتاجا على العزلة والتهميش



لحسن ايت الفقيه
2008 / 3 / 2

نظم نسوة في التجمعات السكنية تيغرماتين، ولال، ايت سعيد، مسيرة احتجاجية في اتجاه عمالة إقليم الرشيدية،صباح يوم الخميس 28 فبراير الماضي. و نسجل أن هذه المسيرة ليست إلا حلقة صغيرة في مسلسل طويل من الاحتجاجات حول التهميش و العزلة بجبال الأطلس الكبير الشرقي المغربية. و يعود التفكير في أسلوب الاحتجاج إلى يوم 27 أكتوبر من عام 2006 حيث تبين منذ هذا التاريخ أن تغير الطقس بفعل الاحتباس الحراري سيحمل معه الويلات أمطارا طوفانية تهلك الحرث و تضر النسل ،و عزلة تامة عن المحيط الخارجي بفعل هشاشة البنية التحتية. و نذكر أن فيضان واد زيز تعزل التجمعات السكنية الكائنة في الضفة اليسرى للواد و التي تتجاوز 60 في المئة من سكان جماعة امزيزل بشمال إقليم الرشيدية. ويكمن الخطأ الاستراتيجي في تنظيم مجال هذه الجماعة القروية إلى عهد الحماية الفرنسية. فإذا كان سكان المنطقة يتخذون من السفوح الجنوبية والجنوبية الشرقية مواضع لسكناهم بحثا عن حرارة الشمس و تجنبا لوقع الرياح الشمالية و الشمالية الغربية الباردة، فإن المستعمر الفرنسي الذي شق أول مسلك للعربات في العشرينات من القرن الماضي اختار البساط السهل، لذلك امتد مسار العربات على الضفة اليمنى لواد زيز بعيدا عن السفوح الجبلية الجنوبية. و لما توفرت بعض الإمكانيات ابتداء من منتصف السبعينات من القرن الماضي تم تعبيد الطريق الجهوية رقم 709 الرابطة بين مركزي الريش و إملشيل، فتحول مسلك العربات إلى طريق لا تخدم تنمية المنطقة في شيء. و نضيف أن كل الطرق بجبال الأطلس الكبير الشرقي تجنب التجمعات السكنية و بمعنى آخر أريد للمنطقة أن تشكل معبرا بين الشمال و الجنوب لذلك قل ما يستحضر المخططون البعد الاستراتيجي للطريق. و نضيف أن المسؤولين لم يفكروا لحد الساعة في بناء جسور تربط بين هؤلاء المهمشين و الطريق الجهوية رقم 709. والحال أن الدراسة تتعثر إن لم نقل تتوقف نهائيا بفعل فيضان واد زيز. و لم تكن عملية العبور في الأيام العادية سهلة. فكل من لم يتوفر على بغل أو حمار قوي يضطر إلى خلع ملابسه ليواجه سيل بارد جارف ممزوج بالطين.أما مساعدة الأطفال الذين يترددون على المدرسة من الضفة اليمنى فإنهم يكلفون آباءهم و أمهاتهم كثيرا. و نظن أن هذه المعاناة لا تساعد على ترسيخ السلوك المدني وفق تصور الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مكناس تافيلالت. فهؤلاء الأطفال محرومون من أبسط الحقوق المدنية. وإذا أردنا أن نقارب هذه المأساة على مستوى النوع الاجتماعي نؤكد أن النساء أكثر تضررا من الحاجز الطبيعي واد زيز. فهن يعبرن واد زيز تحت ضغط الحشمة فيتحملن جحيم البرد المضاعف بفعل بلل الثياب و طالما يمتن كل اللائي جاءهن المخاض في موسم الفيضان بفعل تعذر نقلهن إلى مستوصف مركز الريش.
و نسجل أن التجمعات السكنية المذكورة تعرف تنيظمات نسوية بلغت مستوى الضغط و الاقتراح. فإذا كانت جمعية بوتسرفين للنساء القرويات تطالب دوما ببناء فصل دراسي بالضفة اليمنى لواد زيز فإن جمعية تلهمومت للتنمية و هي جمعية نسوية أيضا تطالب بالتقليل من حدة التعثر الدراسي بفعل الطقس. أما جمعية العتبة النسائية فقد جندت إمكانياتها لضمان تعليم أولي مستمر بالتجمع السكني ايت موسى وعلي و إلقاء دروس التربية غير النظامية و محو الأمية.