احتجاجات تقودها النساء ضد العنصرية والتهميش والاستغلال الفاحش للموارد الطبيعية يالأطلس الكبير الشرقي



لحسن ايت الفقيه
2008 / 3 / 5

لم تكن الحركات الاحتجاجية وليدة اليوم، لأن التمرد على الوضع القائم – وإن ابتغيت الوضوح والدقة نقول على المخزن- بات سلوكا معروفا في المغرب في كل عصر. وللتمرد علله وأسبابه , فقد يرتبط بالجبايات والضرائب وقد يتأسس على سوء معاملة قائد ما , أبوعلي في العصر المريني المعروف لدى سكان تافيلالت ب(باعلي) , القائد الكلاوي في عهد الحماية الفرنسية و المعروف في الأوساط الأمازيغية ب( أكلاوو ) , القائد عدي وبيهي المشهور بالعصيان التام , وهناك لائحة طويلة للمستبدين والطغاة رهن إشارة كل الذين يستحوذ عليهم الفضول المعرفي, يتصدرها ولد الطاوية ببلاد زمور والقائد العيدي والشيخ إبراهيم يسمور اليزدكي ، وغيرهم من الذين طغوا في بلاد المغرب, لكنهم لم يبلغوا مستوى الفراعنة والقياصرة والأكاسرة والجبابرة. ومن جهته اعتبر مخزن القرن التاسع عشر التمرد سلوكا طبيعيا لدى المغاربة حيث ورد في رسالة موجهة إلى القنصل الإنجليزي دورموند هاي المقيم بمدينة طنجة المغربية , ما يفيد أن هذه الإيالة ليست كغيرها من الأيالات لأن أهلها جلهم أهل بداوة ووبر, لا يستقر بهم قرار ولا يدومون على حال, وحتى ما يؤمرون به يمتثلونه قولا لا فعلا وإذا ما أريد تنفيذه فعلا تنزل عليهم الخيل أو المحلة فينفذونه كرها , وإذا ما نهضت عنهم عادوا إلى عاداتهم وهذا هو حالهم من قديم . إن شهادة المخزن المغربي تحوي ما يفيد أن التمرد مرتبط بطبيعة البداوة ولا علاقة له بالحضارة. و بالفعل تمردت غمارة كثيرا و لم تستقر قبائل حوض إيناون إطلاقا. حركات مشهورة و تمرد و عصيان عرفه تاريخ المغرب، وساهم فيها القواد والقائمون بالأعمال السلطانية والشيوخ. وبعيدا عن القائدية المخزنية والتي تشكل دوما نواة للانتفاض على الوضع , نسجل أن هناك احتجاجات كثيرة ضد السيطرة على الموارد الطبيعية كما ظهرت في عهد الحماية الفرنسية واستمر للأن. وفي عصر الانفتاح الذي ينسب في الوسط القروي إلى التحولات التي حملها مطلع عقد السبعينات من القرن الماضي ظهرت احتجاجات قوية مطلبية في الغالب مفتوحة أمام الانخراط الواسع للنساء. ويمكن الاستشهاد بجبال الأطلس الكبير الشرقي بالجنوب الشرقي المغربي.
1-تمرد عفوي في أجواء ثقافة الخوف
المثير للانتباه في الحركات الاحتجاجية في جبال الجنوب الشرقي المغربي التلقائية والعفوية و قيادة النساء. ومرد ذلك إلى أجواء الانفتاح التي طفقت تغشى المجال الجغرافي الصنهاجي المعروف,منذ سقوط الإمبراطورية المرابطية و إلى الأمس القريب, بالانغلاق والتقوقع. ويلاحظ أن كل الحركات ذات طبيعة مطلبية فقط, وما كان لها إلا أن تكون مطلبية بعيدة عن السياسة التي تأسس عليه بناء معتقل تازمامارت السري السيئ الذكر, و الذي لم يكن سريا في محيطه القريب. و قبل ذلك ,قادت السياسة القائد عدي وبيهي إلى المحاكمة وربما إلى الموت القسري .وفوق ذلك كله، لم ينج المشاركون في أحداث السونتات بإملشيل في مارس 1973 من التعذيب والاختفاء القسري.فلا ثقة في السياسة وما كان سالك سبيلها ليبلغ القصد في الحال أو المآل. ذلك هو عنوان الدرس السياسي الذي استوعبه سكان جبال الأطلس المغربية و الذي تدعمه الأمثلة المذكورة. وباختصار شديد فالتأطير السياسي أقبر في سنة 1973 .و لا مكان للعمل الحزبي خارج أجواء الانتخابات التي لم تعد هي الأخرى قادرة على جذب أكبر عدد ممكن من المواطنين. لذلك لا ينتظر منتظر إلا التلقائية والعشوائية. ولا يزال أولئك الذين احتجوا بالأمس مهمشين اليوم ,لا تتزوج بناتهم بسهولة ولاحق لهم في الجندية بالمرة, ولا امتياز لهم إلا تلك التعويضات التي حددتها لهم هيأة الإنصاف و المصالحة بناء على ملفاتهم و ما لقوه من العذاب. و لا يزال برنامج جبر الضرر الجماعي لم ينزل أرضهم ليتأكد لهم طي صفحة الماضي. و رغم أجواء الخوف التي أفرزت التلقائية والعشوائية بدأ الاستسلام للقدر يتراجع بعض الشيء وتبينت ضرورة إصلاح ما أفسده الدهر بعيدا عن السحر باستغلال هامش الانفتاح الذي بدأ يتسع في المغرب ابتداء من مطلع سنة 2000.
2-الأقليات العرقية في طليعة الحركة الاحتجاجية
من الغرابة بمكان أن تتصدر الأقليات العرقية , في وسط يعم فيه الخوف, الحركات الاحتجاجية ,التي عرفتها جبال الجنوب الشرقي المغربي.لكن النظر في مكونات هذه الحركات وشكلها يوضح السبب و يبين العلة.وحينما يتضح السبب يبطل العجب أي تلك الحيرة التي تستحوذ على الإنسان في حال جهله بالأمور كما يقول القزويني. فالحركات الاحتجاجية, معظمها, مكونة من عنصرين اثنين الطفل والمرأة, و كلها منتظم في مسيرات سلمية تنطلق من القصر (أي الدوار بالجنوب المغربي) و تنتهي, إن لم يعق سيرها عائق, بمقر القائد.وحيث إن الأقليات العرقية تحتج في وضع بئيس فإنها تنجح أحيانا في تبليغ رسالتها الواضحة من المنظور التنموي والاجتماعي.ومن جانب آخر لا تحتج الأقليات العرقية حتى تؤسس حركتها على قضية ما عادلة أي حينما تقدم الأغلبية على استغلال أرضها, موارد مائها وحطبها, أو حينما تجدها آخر من يستفيد من الكهرباء القروية في برنامج البيرك P.E.R.G, البرنامج الشامل لكهرباء الوسط القروي، أو من الماء الشروب في برنامج باجير P.A.G.E.R, البرنامج المستقل الشامل للماء بالوسط القروي أوتعزلها المياه أو تفتقر إلى المدرسة. ونضيف أن إقليم الرشيدية أحد الأقاليم التي تعاني من الميز العنصري المؤسس على الثقافة الشعبية غير العالمة .لذا لما أحست الأقليات العرقية بقليل من الانفراج بدأت مكبوتاتها تتفجر تدريجيا تحت يافطة الحرمان من الكهرباء وبواسطة الطفل والمرأة.
3- خريطة احتجاجات الأقليات العرقية بوسط قبيلة ايت يزدك
. ظهرت الاحتجاجات بالميدان في شكل تكتلات ينتهي دورها بتوقيع عريضة احتجاجية أو دق باب السلطة المحلية ابتداء من سنة 1998. ومرد ذلك إلى الإقصاء الممنهج للأقليات العرقية بحوض زيز، بوسط قبيلة ايت يزدك, و نخص بالذكر سكان ايت مولاي المعطي بجماعة امزيزل وسكان قرى الكرس وقصر إيمغي بجماعة كرس تيعلالين.وبعد ذلك بشهور انطلقت أول مسيرة يوم الخميس فاتح أبريل 1999،نظمها سكان ايت مولاي المعطي/بوشيحة للاحتجاج على إقصائهم من برنامج الكهربة القروية.وقدر عدد المشاركين في المسيرة بحوالي 100شخص من مختلف الأعمار وحضرت السلطة المحلية إلى عين المكان بعد أن قطعت المسيرة حوالي 12 كيلومترا مشيا على الأقدام في اتجاه مركز الريش.وفي يوم الأحد5 دجنبر 2000 خاض سكان قصر إيمغي بجماعة كرس تيعلالين وقفة احتجاجية أمام ورش بناء محطة الوقود الكائن بالسفح الغربي لجبل بويضوضان المجاور للمزار الاستشفائي حامات مولاي علي الشريف، تحت شعار(نحتج على اغتصاب أرضنا) حضرته 40 امرأة و45 رجلا و20 طفلا.ولم يقصر الأمر في الاحتجاج على البناية المذكورة بل على حرمان السكان المذكورين من حقهم في أراضي محيط المزار الذي بني سنة 1984 لاستغلال المياه الجوفية الساخنة. وفي منتصف التسعينات من القرن الماضي ظهرت تجزئة سكنية وبني الفندق وأحدثت المراحيض ودكاكين التجارة ومطاعم تقدم الوجبات للزوار. وفي صيف 1997 شرع في بناء محطة الوقود وقدم سكان إيمغي معارضة بتاريخ 28/7/1997 تحمل 37 توقيعا ثم شكاية إلى وزير الداخلية بتاريخ 19/8/97 وبعد ذلك وجهوا رسالة إلى عامل الإقليم بتاريخ 8/9/1997 تحمل 27 توقيعا.وبعد فترة استراحة تخللته وعود كاذبة عاد سكان إيمغي التي تعني بالأمازيغية الإنبات والانبعاث والتجديد إلى عادتهم بتنظيم وقفة احتجاجية ثانية يوم الأحد27 يناير 2002 ضد محطة البنزين واحتجاجا على حرمانهم من الماء والكهرباء وعلى عدم استكمال الشطر الثاني من الطريق الفلاحية الرابطة بين قريتهم و قرية ايت عتو.وإلى جانب الأقليات العرقية التي انبعثت من جديد في قرية الانبعاث ( إيمغي) خاض سكان قرى الكرس الشرقية , أمالو , اللحاين , ايت الفقيه و قفة احتجاجية دامت أربع ساعات تقريبا يوم الخميس 20 يناير 2000 بمقر الجماعة القروية كرس تيعلالين. ولقد انطلوا إلى المقر المذكور في مسيرة تصم 150 شخصا ليبلغوا الرأي العام المحلي والسلطات بالتهميش والإقصاء الذي تعرضوا له من طرف الجماعة التي رفضت التوقيع على العقدة بينها وبين المكتب الوطني للكهرباء في إطار برنامج بيرج رقمها 1226. ويظهر أن الاحتجاج كان ضد النزعة العرقية التي تقف وراء تهميش سكان الكرس. ولقد شكل الاستغلال الفاحش لمادة (أزير) وهي نبتة طبية مشهورة أساسا لاحتجاج انطلق من قرية الند , التي تأوي أقليات عرقية,في اتجاه قيادة ايت يزدك بمركزالريش. يوم 17 مايو 2004.وفي خارج نطاق قبيلة ايت يزدك التي تشتهر في حرمان الأقليات العرقية من الزعامة العرفية ، نظمت الجمعيات النشيطة بمركز أملاكو وقفة احتجاجية يوم الخميس فاتح يوليوز 2005 صادف انعقاد الدورة الاستثنائية للمجلس يناقش فيه استغلال مادة( أزير).نفس الاحتجاج نظمه قرية الند المتضررون من الاستغلال الفاحش للنبتة الطبية أزيرLe romarin فنظما اعتصاما أمام عمالة الإقليم بالرشيدية يوم 8 غشت 2004و9
4-انتفاضة الكهرباء بإملشيل
ظهرت نواة الاحتجاج في سنوات الانفراج بمركز إملشيل سنة 1993 أي بعد عشرين سنة مضت على أحداث 1973 التي أطرها الاتحاد الوطني للقوات الشعبية حيث فرضت مجموعة من الأعيان تجمعا استشاريا بقاعة الاجتماعات بمقر الجماعة القروية بدون ترخيص نتج عنه استدعاء رئيس الجماعة إلى مقر عمالة الإقليم لاستفساره وتحذيره .وبعد عقد من الزمان شهد مركز إملشيل حركة احتجاجية أخرى ابتداء من صباح الثلاثاء 4 مارس 2003. ومعلوم أن منطقة إملشيل كانت ساعتها تفتقر إلى كل شيء وتعيش في ظلام العصر الوسيط لا لشيء سوى أن الجهات المسؤولة تبتغي الحفاظ على سياحة البؤس التي تجدب الأجانب الباحثين عن مشاهد صومالية بالمغرب..و مند شهر نونبر 2002 وبفعل الانقطاعات المتكررة للكهرباء المولدة بقوة محرك الديزيل، ظهر في الأفق خيار واحد ووحيد يقضي الخروج إلى الساحة للاحتجاج. وقد أضحى تصريف هذا الخيار مسألة وقت فقط. وتبين أن المسيرة التي كان يؤطرها أكثر الناس استنارة سليمة إلى حدود مساء يوم الجمعة 7 مارس 2003 ،حيث قصدت مركز إملشيل عشرات من رجال الدرك والقوات المساعدة فأغلقوا باب التفاوض وفتحوا باب المواجهة والاعتقال بعد زرع عناصر مشبوهة شرعت في الرشق بالحجارة. وقد اعتقل رجال الدرك أكثر من عشرين شابا.وكانت حملة الاعتقالات فتحت المجال أمام مغرب السبعينات ليدخل من النافدة حيث طفقت القوات تضرب كل من تصادف في أزقة مركز إملشيل واقتحمت ثلاث منازل وهددت الفتيات وأهانت الأمهات وزرعت الرعب في أوساط الأطفال. ولقد استمرت المتابعة إلى بعض الوقت، ولم ينته البث في ملفات معتقلي الكهرباء التي لا تزال تزحف ببطء نحو مركز إملشيل. ودون الإشارة إلى وقفات أخرى نظمتها فبائل ايت يحيى نسجل أن الاحتجاج المنظم والعشوائي مؤشر قوي يبين نزوع سكان الجبال نحو الانفتاح. وهل ستتحق شروط الانفتاح في أجواء التهميش والعنصرية والتمييز والإقصاء.و لقد تكررت احتجاجات سكان منطقة إملشيل في نهاية سنة 2007 بعد أن حاصرت الثلوج سكان جماعة بوزمو لمدة أسبوع كامل. أما الاحتجاج على الدراسة فقدتم في بداية الموسم الدراسي الحالي بعد أن تماطلت الجهات المسؤولة في بناء مدرسة كانت الرياح قد نسفتها في شهر أبريل من سنة 2007.
5- احتجاج قبيلة ايت يحيى حول التهميش
نظم سكان جماعة ايت يحيى شمال شرق دائرة إملشيل الإدارية مسيرة احتجاجية في اتجاه عمالة إقليم الرشيدية مساء يوم الخميس 5 فبراير2005 . ولقد لبثوا في العراء ليلة واحدة وقطعوا في ظرف 24ساعة 50 كيلومترا . و يذكر أن السلطة المحلية شكلت سدا منيعا من القوات لمنعهم تجاوز فج تكندوزت الحد الفاصل بين دائرة إملشيل الإدارية والريش . وللإشارة فسكان ايت يحيى سبق لهم أن نظموا مسيرة من نوعها يوم الثلاثاء 5 ماي 1998 احتجاجا على الحرائق التي استهدفت أرضهم بفعل الصراع بينهم وبين ايت إبراهيم جماعة أوتربات . ونسجل أن قبيلة ايت يحيى أكثر القبائل تهميشا بالمغرب . وحسبنا أن رئاسة المجلس الجماعي القروي لم تستوف أحد الشروط القانونية المطلوبة لا لشيء سوى أن الأعضاء كلهم أميون إن لم نقل إن البالغين في الجماعة القروية ايت يحيى كلهم أميين . ومن بين المطالب المصرح بها والتي تأسست عليها الوقفة :
- رفع العزلة عنهم بتعبيد الطريق الفلاحية الرابطة بين أرضهم والطريق الجهوية706 الرابطة بين الريش وإملشيل
- رفع تعسف السلطة المحلية عنهم علما أن قيادة أموكر كانت وقتها قد رجعت إلى ضللها القديم بعد اعتقال مواطن يبلغ من العمر 80 سنة في خلية مرحاض يوم الأربعاء 8 يناير 2005.
ونسجل أن رئيس جماعة ايت يحيى لايفتأ يبلغ هذه المطالب في كل لقاء محلي أو إقليمي لكن بدون نتيجة . وختاما نسجل أن سكان دائرة إملشيل يعانون من التهميش المقصود وأن الانتفاض المتكرر يعبر عن رغبتهم في الانفتاح
6- احتجاجات من أجل الماء والكهرباء
تعكس الحركات الاحتجاجية الجبلية في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين طبيعة التحول الذي طال الوسط القروي المغربي ابتداء من منتصف السبعينات من القرن الماضي. ففي جبال إقليم الرشيدية مؤثران اثنان في التحول الذي شهده الوسط القروي أنتج شكلين احتجاجيين ,أحدهما يهدف إلى جلب المنفعة والثاني يرمي إلى درء المفسدة.فالمؤثر الأول يكمن في إقصاء بعض النقط العمرانية من الاستفادة من الماء في إطار برنامج باجير P.A.G.E.R ، أو في إطار برنامج بيرج P.E.R.G وقد استجابت له ثلة من سكان شمال إقليم الرشيدية وجنوبه , ونظمت مسيرات واحتجاجات آخرها احتجاجات يوم 26 يوليوز 2005 بكل من قرية امزيزل بعد إقصائها من برنامج الماء الشروب وكذا بالقرى التالية ,تيدرين ن رقية احساين, أوعيسى , تمداحت , احتجاجا على إقصائها من برنامج الكهرباء بشرق دائرة إملشيل الإدارية. أما المؤثر الثاني فيكمن في اغتصاب الموارد الطبيعية النادرة بشمال إقليم الرشيدية استجاب له سكان منه و ستنظم احتجاجات أخرى في المستقبل بكل من تمستيرت, البرج, بدائرة إملشيل الإدارية احتجاجا على الإقصاء من الاستفادة من الكهرباء. وكل هذه الاحتجاجات تعبر عن تشبت سكان المنطقة بأوطانهم رغم ندرة الموارد الطبيعية وتلك رسالة واضحة موجهة للمسؤولين من أجل التخفيف من حدة الهجرة القروية.