يوم المرأة .... أبتسامة ٌبحزن ٍ



سُلاف رشيد
2008 / 3 / 8

من سيل ِالحزن ِالمتجمع ِفي صدري ، أحاول ُأن أخلق َ إبتسامة ً ، أروي بها ظمأ
روحي لمعنى الفرح ، الفرح ُ الذي أفتقدته ، يوم َغادرت ُوطني ، وطني الذي أجبرني حكامه على الارتماء في غياهب دهاليز الغربة ، وهذه منة ٌ منهم ، كي يبقى رأسي على كتفي ، وهم لا يعرفون ، من أن رأسي قـُطع من أول خطوة في الغربة ، ولم يبقى غير رمح الحزن ، ينغزُ رأسهُ في صدري ، لأول بادرة من الفرح ، تهب نسائمها على روحي .
كذا هو اليوم ، عيد المرأة ، تجاوزت كل شواطئ الحزن ، وأتخذت قرارا بالابتسام ، وتخيلتُ نفسي أسير في شوارع بغداد َ ، راقصة ًكطفلة ٍ ، فرت هاربة ُمن المدرسة ، كي تكتشف َعالما ً أخرَ غير الطفولة ِ،فلم أجد غير َ، غربة بلون آخر ، وثوب آخر ، وفرح آخر ، وحزن واحد ، فكان علي َّ أن لا ينزاح منديل الرأس عن الشعر ، وأن لا ينكشف عقب قدمي ، وأن لا أرفع عينيَّ بوجوه المارة ،وأن لا أصافح رجلاً ،وأن لا ... لا ... لا لالالالالا . تعددت الللآت ، حتى ظننت بأنني سوف أتحول إلى كائن من لا ... فاضطررت الهرب إلى الموصل، قلت هناك عالم من ربيعين، وإنسان من ربيعين، ولكنني لم أجد غير الخريف اسماً ولوناً للفصول الأربعة وللبشر.
قلت ليس لي إذن غير ثغر وطني ، هناك ليس سوى الطيبة والابتسام ، وكيف لا والابتسامة صفة للثغر ،وعنوان للمحبة ، فلعل أبتسامة ثغره ، تطبع شفتي َّ بروحها ، أنا الفاقدة للابتسام في ظلام الغربة ، ولكن في البصرة ، لم تغادرني الابتسامة لوحدها ، بل كاد يغادرني رأسي ، وصرت أتحسس رأسي بين الفينة والأخرى وأنا في طريقي هاربة إلى غربتي من جديد .
لهذا أحاول أن ابتسم في عيد المرأة العالمي ، وأن أستميح غربتي ، كي تتركني هذا اليوم ،من أجل أن أبتسم ، حتى وان كانت أبتسامة بحزن.