منتدى إعلاميات الجنوب..... لماذا؟



محمد أبو علان
2008 / 3 / 17

"منتدى إعلاميات الجنوب" تجمع لصحفيات فلسطينيات، عقدن اجتماع لهن بمناسبة يوم الإعلامية العربية الذي يصاف الثاني عشر مارس من كل عام، تحدثن فيه عن المشاكل التي تواجه الإعلاميات الفلسطينيات والتي أهمها التمييز ضدهن في الحقل الإعلامي، وإن الوكالات لا تبحث إلا عن الصحفيين الذكور، وتحدثن عن الاستغلال في العمل وتشغيلهن لفترات زمنية طويلة تخت عنوان التدريب دون أية حقوق أو مستحقات مالية عن عملهن هذا، ولم يقتصر الحديث عن المشاكل والمعيقات لعمل الصحفيات الفلسطينيات بل تحدثن في اجتماعهن عن طموحاتهن كإعلاميات، وتشكيل إطار "منتدى إعلاميات الجنوب" كان إحدى هذه الطموحات، وولادة هذا المنتدى لم تكن محض صدفة.

والناظر لطبيعة المشاكل التي تعاني منها الإعلاميات في المجتمع الفلسطيني بشكل خاص والمجتمع العربي بشكل عام يجد أن هذه المشاكل والمعيقات هي جزء من المشاكل التي تعاني منها المرأة العربية بشكل عام والمرأة العاملة بشكل خاص بغض النظر عن المهنة ومكان العمل، فالنظرة الدونية للمرأة في العمل موجودة، والفرق في الأجور والحقوق ظاهرة مستفحلة، وعدم التميز الإيجابي لصالح المرأة في مواقع العمل لخصوصية دوروها في المجتمع كأم ومربية أجيال مفقودة، بالتالي فكل الحق للإعلاميات فيما طرح من مشاكل ومعيقات عملهن، ولكن الحديث عنها لا يكفي لا بل يجب البحث عن السبب الحقيقي لهذا الواقع الإعلامي لهن، ومن ثم المعالجة بالشكل السليم.

والإعلاميات الفلسطينيات كانت بدايتهن في معالجة مشاكلهن غير موفقه لسبب رئيسي وهو تعاملهن مع الأمور بالنهج التقليدي لمناقشة قضايا المرأة بشكل عام في المجتمعات العربية بدلاً من أن يكن رائدات ومبدعات في إثارة القضايا بصورة عامة وشاملة ومن ثم التجزئة وفق القطاع لمعالجة المشاكل، فعرضهن للأمور وكأن المجتمع الفلسطيني باتت أموره على أعلى درجات التمام والكمال وبقيت قضيتهن الإعلامية هي الوحيدة العالقة، متناسيات إنهن جزء من مجتمع يعيش مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية بسبب الاحتلال الإسرائيلي، وبسبب اقتتال داخلي حول فلسطين لجزء من جهنم، مما يتطلب مناقشة المشاكل والأزمات الداخلية وفق سلم أولويات أو بالتوازي في معالجة الأمور على الأقل، وعدم الحديث عن أزمة كل قطاع على حده دون التعامل مع الرابط بين مختلف القضايا، كون هذا التشتت في معالجة المشاكل ستكون مردودا ته سلبية بكل تأكيد ولن يخرج أي قطاع من أزمته.

كما إنهن بتشكيل منتدى إعلاميات الجنوب بتن جزء من أزمة القطاع الإعلامي وليس جزء من الحل في هذا القطاع، فمشاكل القطاع الإعلامي الفلسطيني لا تنحصر مشاكله في الإجحاف بحق الصحفيات الفلسطينيات فقط، لا بل هذا القطاع بأكمله مجحف بحق نفسه بالدرجة الأولى وقبل إجحاف الآخرين بحقه، فهو لا يملك أي إطار قانوني شرعي يمثله ويمثل مصالحه بالصورة الحقيقية، وما لديه هو نقابة صحفيين تشكل نقطة خلاف بين الصحفيين الفلسطينيين أكثر من تشكيلها نقطة وحدة واتفاق لهذا القطاع، ووصل حد الخلاف الداخلي فيها لوسائل الإعلام الفلسطينية وغير الفلسطينية وحتى على أبسط الأمور فيها، فكيف يمكن النهوض بالقطاع الإعلامي الفلسطيني بشكل عام وبواقع الإعلاميات الفلسطينيات في ظل هذا التشتت والانقسام الذي يعيشه هذا القطاع.

بالتالي يفترض بالإعلاميات الفلسطينيات السعي باتجاه تشكيل جسم موحد مع زملائهن الصحفيين وهو نقابة حقيقية تكون لهن فيها الفعالية التي تناسب حجمن الحقيقي في هذا القطاع وتعالج مشاكل هذا القطاع على أن تكون هذه النقابة نقابة ممثلة لجمعية عمومية حقيقية من الصحفيين فقط وتنقية كل الدخلاء على هذا القطاع والذين عاثوا به فساداً وتخريباً.

وثاني المشاكل الذي على الإعلاميين الفلسطينيين الوقوف في وجهها ذكوراً كانوا أم نساء هو حالة الاستقطاب السياسي التي باتت جزء من سمات هذا القطاع مما ابعدت الكثيرين منهم عن المهنية الصحفية وجعلت منهم أبواق سياسية ينظرون لهذا الطرف أو ذاك من طرفي الاستقطاب على الساحة الفلسطينية الداخلية دون اعتبار أو احترامهم لمهنتهم أو مهنيتهم.
فالمنتديات التي تقام على أساس النوع الاجتماعي أو على الأساس السياسي لن يكتب لها النجاح لا بل ستكون مساهمتها سلبية في خدمة القطاع العاملة به أو القطاع المنتمية إليه.
*- كاتب فلسطيني
[email protected]m
http://blog.amin.org/yafa1948/