طبيخ ماما / بمناسبة عيد الام



صلاح الدين محسن
2008 / 3 / 23

كنت أعتقد أن طبيخ امي هو أشهي طبيخ ولا مثيل له في العالم . ولا زلت أتذكر رائحة كل طبيخ كانت تطبخه . وطعمه . رغم ان ذلك توقف عندما بلغت عشر سنوات من عمري – برحيلها . طاب مثواها - . ولكن لم اتبين الا مؤخرا فقط أنه هكذا طبيخ كل أم .. في راي أبنائها هو أشهي وألذ طبيخ .
من عام واحد مضي ونحن نتناول عشاءا جماعيا بأحد الفنادق بزيوريخ – سويسرا – أثناء انعقاد مؤتمر أقليات الشرق الأوسط وشمال افريقيا . كنا نتسامر . وكانت معنا ناشطة فاضلة جاءت من استراليا . حيث تقيم . حكت لنا عن أولادها وقالت انهم يعتبرون طبيخ ماما هو ألذ طبيخ يأكلونه ولم يجدوا له مثيلا ..
ومن أسابيع قليلة . في رسالة لصديقة وقارئة من قرائنا الأعزاء . تقيم بأمريكا . قالت لي ان ابنها الذي اكمل دراسته . قد تسلم وظيفة باحدي المدن القريبة . وانه قد استقل وصارت له حياته الخاصة . ويزورهم مرة كل اسبوع فقط او كلما اشتاق لطبيخ ماما ..! ( رغم أنه يقيم بأمريكا وممكن أن يجد كافة أنواع المطاعم والطبخات الغربية والشرقية والآسيوية والافريقية ..الا أن طبيخ ماما .. موضوع مختلف عن كل تلك الطبخات أيا كانت القارة التي خرجت منها تلك الطبخات ..!
هنا تنبهت الي أن طبيخ كل ماما هو اشهي طبيخ في الدنيا ولا مثيل له ..! وليس طبيخ امي فقط ..
والزوجات الماهرات جدا في الطهي .. ان وجدن أزواجهن ملهوفين علي طبيخ أمهاتهم .. وربما كانت أم الزوج - حماتها - لا تجيد الطهي ولا نصف اجادة الزوجة .. الا أن الزوج يكون ملهوفا علي طبيخ أمه . البسيط .. ! فيجن جنون الزوجة . وتعتبر ذلك اهانة لها . ومعناه أنها لا تحسن الطبخ بينما يشهد لها كل معارفها وكل أفراد عائلتها بتفوق وامتياز طبيخها .. ومعظم الزوجات لا ينتبهن الي أن طبيخ ماما عند كل انسان رجل كان أو امرأة هو ألذ طبيخ يأكله الانسان طوال حياته ..!
ولا انسي كلمات التقطتها أذني منذ بضع سنوات عندما كنت في مصر . في أغنية لأحد مطربي النوبة . حيث يشدو المطرب النوبي قائلا " ريحة خبيز أمي .. جاية من الجنة .." ..!! الي هذا الحد !!
فالي كل ماما : لا احب ان أهديكن كلمات كتلك التي تقال عادة بماسبة عيد الأم .. مثل : كل عام وأنتن بخير . وكفي ..
لا لا لا
الي كل الأمهات : أي كل النساء ..
صوتكن – صوت المرأة - أجمل الأصوات . وليس عورة .. ولا يوجد صوت المرأة – ماما - في مكان الا ويضفي عليه الحياة والحيوية والروعة . كما الصبابة في العود الاخضر ..
ومن حقكن ميراثا : للأنثي مثل حظ الرجلين .. فالمراة هي التي تلد الرجال وتربيهم وتصنع منهم رجالا ..
وما تروهن من عذاب في الدنيا . دورة شهرية . وحمل ، وولادة . وارضاع وسهر علي صحة الاولاد ..
يعفيكن من أغلب الذنوب .. وان كان هناك جحيم في الآخرة للمذنبين . فاغلب أهل الجحيم سوف يكونون رجالا من عينة ذاك الذي ادعي أن اغلب أهل النار منكن أنتن معشر ال : ماما ...!!
وكل من يحكم عليكن بالتقييد والتكتيف و في عز الحر الشديد . بالحجاب والهباب . بينما هو حر مكشوف الراس والوجه دون قيود .. سوف يقيد انشاء الله في نار جهنم بألف حجاب وألف نقاب من حديد ..
وكل من يحرمكن من حق قيادة السيارة :
انشاء الله سوف يركبه ويقوده عفريت . في جهنم وسقر وسيصلي بنار السعير ..
وكل عام وكل ماما .. حرة عزيزة تتمتع بكافة حقوقها التي نكفلها قوانين حقوق الانسان الحديثة المتمدينة لا قوانين الصحراء الصدئة العتيقة الظالمة . القاحلة الخالية من الرحمة . . ..
كل عام وكل ماما – كل النساء – بكامل الحقوق وبكامل الحرية .
وعاش طبيخ كل ماما .. حرا مستقلا ..!