حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الديني.....13



محمد الحنفي
2008 / 3 / 25

إلى:
• الحوار المتمدن في جرأة طرحه للمواضيع الشائكة، والساخنة، التي تقف وراء حركة الفكر التي لا تنتهي.

• كل امرأة ناضلت من أجل إعادة النظر في القيم التي تكرس دونيتها.

• من أجل امرأة بمكانة رفيعة، وبقيم متطورة.

• من أجل كافة الحقوق الإنسانية لكافة النساء.
الظروف الاجتماعية المؤدية إلى فرض حجاب المرأة "حجاب الرأس" خصوصا:.....10
20) وانطلاقا من رصد الشروط الموضوعية الفارزة لظاهرة الحجاب، نجد أنفسنا أمام طرح الأسئلة المحفزة على تعميق النقاش في الموضوع:

هل استمرار سيادة القيم الإقطاعية في مجتمعات البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، هي التي تفرض اعتماد ظاهرة حجاب الرأس؟

ألايدل استمرار سيادة القيم الإقطاعية على استمرار الإقطاع نفسه؟

ألا يعتبر استمرار الإقطاع، والقيم الإقطاعية مؤديا إلى ازدواجية البورجوازية التابعة؟

ألا تعتبر تلك الازدواجية نتيجة حتمية لاعتبار البورجوازية التابعة ذات أصول إقطاعية؟

أليست الأصول الإقطاعية للبورجوازيات التابعة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، هي المنتجة لازدواجية الموقف من المرأة؟

ألا نعتبر أن عدم حسم البورجوازية الصغرى مع إيديولوجية الإقطاع هي التي تؤهلها للقبول بظاهرة حجاب المرأة في صفوف هذه البورجوازية؟

أليس عدم حسم البورجوازية الصغرى مع ازدواجية البورجوازية التابعة هو الذي يجعل البورجوازية الصغرى نفسها تمارس هذه الازدواجية؟

ألا نعتبر أن عدم حسم البورجوازية الصغرى مع توجهات اليمين المتطرف، هو الذي يقف وراء شيوع ممارسات توجهات اليمين المتطرف في صفوف البورجوازي الصغرى في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين؟

أليست مزايدات اليسار المتطرف على واقع خصوصية المجتمعات في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، هي التي تقف وراء التمسك بسيادة الحجاب كمعبر عن تلك الخصوصية؟

أليس تمكن التوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، من السيادة على أرض الواقع، في المجتمعات المتدينة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، هو الذي يفرض حجاب المرأة كواقع قائم؟

ألا نعتبر التخلف الاقتصادي في البلاد العربية، وفي باقي بلدا المسلمين، هو الذي يقود إلى سيادة النظرة الدونية للمرأة التي تعتمد لفرض حجاب رأسها؟

أليس التخلف الاجتماعي الذي يعرف عدم الوضوح في الفرز الطبقي، وفي طبيعة التشكيلة الاقتصادية / الاجتماعية، هو الذي يجعل المجتمعات في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، تقبل بفرض حجاب رأس المرأة؟

أليس تخلف القيم الثقافية في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين عن واقع القيم الثقافية في الدول المتقدمة، والمتطورة، هو الذي يفرض تكريس حجاب رأس المرأة كقيمة ثقافية من قيم المسلمين؟

أليس التخلف المدني هو الذي يكرس الفرق بين الرجل والمرأة في المجتمعات العربية وفي باقي مجتمعات المسلمين، مما يؤدي الى فرض حجاب المرأة، كتعبير عن دونيتها؟

أليست الأنظمة السياسية القائمة، والمتخلفة، وما يترتب عنها من تنظيمات حزبية متخلفة، ومن توجهات يمينية متطرفة، هي التي تقف وراء القبول بفرض الحجاب، كتعبير عن اعتناق الدين الإسلامي؟

ألا نعتبر أن استمرار ارتفاع نسبة الأمية في المجتمعات العربية، وفي مجتمعات باقي المسلمين، هو الذي يقف وراء القبول بإملاء فرض حجاب المرأة؟

أليست سيادة الاستبداد في مستوياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، هي المنتج الطبيعي لتكريس ظاهرة حجاب المرأة؟

ألا نعتبر أن تكريس دونية المرأة على مستوى العادات، والتقاليد، والأعراف، هي التي تجعل جميع أفراد المجتمع في كل بلد من بلدان العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، يحرصون على اعتبار حجاب المرأة كجزء من تلك العادات، والتقاليد، والأعراف؟

أليس اعتبار الرجل "الذكر" أفضل من المرأة "الأنثى"، مبررا لفرض حجاب المرأة لكونها دون مستوى الرجل؟

ألا نسجل أن اعتماد المرجعية الدينية في صياغة مسلكية المرأة، هي التي تجعلها قابلة بممارسة الحجاب كظاهرة دينية؟

أليس اعتماد المرأة على المرجعية الدينية، هو المؤدي إلى قبولها بالقهر الممارس عليها على جميع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، باعتباره جزءا لا يتجزأ من الدين الإسلامي؟

ألا نعتبر أن قيام مؤدلجي الدين الإسلامي بمعاداة الجمعيات الحقوقية، والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، مبعثه الحرص على قيام هؤلاء المؤدلجين بفرض استبداد الرجل بالمرأة من أجل تكريس حجاب الرأس، كنتيجة لذلك الاستبداد؟

أليس عدم ملائمة القوانين المحلية مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، هو نتيجة طبيعية لاستبداد الدولة بالمجتمع ككل، كامتداد لاستبداد الرجل بالمرأة، وإرضاء المؤدلجي الدين الإسلامي، العاملين على تأبيد الاستبداد القائم، ومغازلة لمؤدلجي الدين الإسلامي العاملين على فرض استبداد بديل؟

أليس غياب قوانين الأسرة القائمة على أساس الملاءمة الكاملة مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، بما فيها ميثاق إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة في كل بلد من البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، هو الذي يتيح الفرصة أمام قيام مؤدلجي الدين الإسلامي، بتكريس فرض، وسيادة ظاهرة حجاب الرأس؟

ألا نعتبر أن غياب اعتماد ديمقراطية حقيقية من الشعب، وإلى الشعب، عن طريق اعتماد دستور ديمقراطي، وإجراء انتخابات حرة، ونزيهة، لإفراز مؤسسات تمثيلية حقيقية، تعكس احترام إرادة الشعب في كل بلد من البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، هو المسئول عن عدم وجود القوانين المكرسة لاحترام المرأة كانسان، وهو المؤدي إلى فرض الحجاب عليها، باعتباره جزءا من الدين الإسلامي؟

أليس غياب حكومة منفرزة عن أغلبية برلمانية حقيقية، هو المبرر المؤدي إلى تكريس التخلف على جميع المستويات، ومنه تخلف المرأة، التي تصير قابلة بالحجاب، باعتباره جزءا من الدين الإسلامي؟

أليس ضعف، ومحدودية الأحزاب اليسارية، والتقدمية، والديمقراطية، هو الذي يجعل الجماهير الشعبية محرومة من امتلاك الوعي بخطورة أدلجة الدين الإسلامي، الذي يتحول، بفعل تلك الأدلجة، إلى وسيلة لتنميط المجتمع، الذي يظهر بشكل بارز في تنميط المرأة عن طريق فرض حجابها؟

أليس ضعف، ومحدودية المنظمات الجماهيرية المبدئية، التي تحترم في إطاراتها مبادئ الديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والاستقلالية، والوحدوية، والكونية، والشمولية، هو المسؤول عن عدم قيام هذه المنظمات بدورها في جعل الجماهير تمتلك الوعي بحقوقها، بما في ذلك المرأة، التي تحرم من امتلاك ذلك الوعي، ومنه الوعي بخطورة تنميطها عن طريق الحجاب؟

وبطرحنا لهذه الأسئلة، نكون قد لامسنا ما يمكن أن نعتبره الأسس، والأسباب، التي تقف وراء الاستمرار في أدلجة الدين الإسلامي، التي تقود مجتمعات البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين إلى الهاوية، خاصة وأن مؤد لجي الدين الإسلامي، لا يهتمون إلا بتنميط أفراد المجتمعات لباسا، وأفكارا، وقيما، وأخلاقا، وخاصة المرأة، التي تنمط عن طريق فرض أشكال الحجاب المختلفة اختلاف التوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، وصولا إلى جعل جميع أفراد المجتمع يقبلون بالتجييش وراء مؤد لجي الدين الإسلامي في أفق تحقيق الأهداف الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

فهل يتم العمل على تغيير الشروط الفارزة لأدلجة الدين الإسلامي، المؤدية إلى سيادة فرض الحجاب حسب فهم مؤدلجي الدين الإسلامي على اختلافهم، له؟

أم أن الواقع سيزداد تأزما، وبالتالي سيبقى الحجاب، وبأشكاله المتخلفة، شاهدا على التخلف السائد في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين؟