حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الديني.....21



محمد الحنفي
2008 / 4 / 3

إلى:
• الحوار المتمدن في جرأة طرحه للمواضيع الشائكة، والساخنة، التي تقف وراء حركة الفكر التي لا تنتهي.

• كل امرأة ناضلت من أجل إعادة النظر في القيم التي تكرس دونيتها.

• من أجل امرأة بمكانة رفيعة، وبقيم متطورة.

• من أجل كافة الحقوق الإنسانية لكافة النساء.


دور التقاليد العشائرية، والاجتماعية، في تحقيق فرض الحجاب:.....7

والمعرفة سواء كانت عامة، أو خاصة، فإنها لا تتجاوز أن تكون:

ا ـ إما معرفة اقتصادية، تقود الى الوقوف على طبيعة الاقتصاد السائد:

هل هو اقتصاد إقطاعي؟

هل هو اقتصاد رأسمالي؟

هل هو اقتصاد رأسمالي تابع؟

هل هو اقتصاد رأسمالي ليبرالي؟

هل هو اقتصاد مختلط؟

هل هو اقتصاد اشتراكي؟

ب ـ أو معرفة اجتماعية، تجعلنا نقف على التشكيل الطبقي للمجتمع:

وهل يتمتع جميع الناس بحقوقهم في التعليم، وفي الصحة، وفي السكن، وفي الشغل، وفي الترفيه، وغير ذلك مما له علاقة بالحياة الاجتماعية؟

ج ـ أو معرفة ثقافية، تقود إلى معرفة طبيعة القيم السائدة في المجتمع:

وهل هي قيم متطورة، أومتخلفة؟

وما هي القيم التي يجب أن تسود؟

د ـ أو معرفة سياسية، تدفع إلى معرفة طبيعة النظام السياسي القائم في كل بلد من البلدان العربية، وفي باقي بلدان المسلمين:

وهل يقوم على أساس إقرار دستور ديمقراطي، ووجود مؤسسات تمثيلية حقيقية؟

أم انه مجرد نظام استبدادي بالدرجة الأولى؟

وهل يمكن أن يعمل الشعب على وضع حد للاستبداد القائم؟ إلخ.

ه ـ أو معرفة إيديولوجية تدفع في اتجاه القيام بالوقوف على الإيديولوجية السائدة في المجتمع:

وهل هي إيديولوجية إقطاعية؟

هل هي إيديولوجية بورجوازية تابعة؟

هل هي إيديولوجية بورجوازية ليبرالية؟

هل هي إيديولوجية توفيقية، وتلفيقية، بورجوازية صغرى؟

هل هي إيديولوجية عمالية؟

هل هي إيديولوجية يسارية مغامرة؟

هل هي إيديولوجية اليمين المتطرف القائمة على أساس ادلجة الدين الإسلامي؟

لأن معرفة طبيعة الإيديولوجية السائدة، هي التي تحدد:

لماذا نجد هذه الأشكال المتنوعة من "الحجاب" سائدة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين؟

و ـ أو معرفة أدبية، وفنية، تساعد على الوقوف على طبيعة الآداب، والفنون السائدة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين:

وهل يغلب عليها الطابع الإقطاعي؟

هل يغلب عليها الطابع البورجوازي التابع؟

هل يغلب عليها الطابع البورجوازي الليبرالي؟

هل يغلب عليها الطابع البورجوازي الصغير؟

هل يغلب عليها الطابع العمالي؟

هل يغلب عليها الطابع اليساري المغامر؟

هل يغلب عليها الطابع اليميني المتطرف؟

وما العمل من أجل جعل الآداب، والفنون، مصدرا لقيم التقدم، والتطور، وفي صالح الشعب، في كل بلد من البلدان العربية، وفي باقي بلدا المسلمين؟

ز ـ أو معرفة علمية، تقود إلى الوقوف على مدى قيام شؤون الحياة على أسس علمية دقيقة:

وهل يقتنع الناس بدور المعرفة العلمية في ترشيد الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية؟

أم أن هذا الدور لازال موكولا للفكر الخرافي، وللغيب، أو للدين في أحسن الأحوال؟

وما دور المؤسسات التعليمية في نشر المعرفة العلمية في المجتمع؟

وهل إصرار الأطر العلمية على التشبع بالفكر الأسطوري، والغيبي، والديني، والخرافي، دليل على الدور السلبي للمعرفة العلمية؟

أم أن هؤلاء لا علاقة لهم بالمعرفة العلمية؟

وهل يعتبر تمسكهم ب "حجاب" المرأة دليل على تخلفهم العلمي؟

أم أن معرفتهم تلك تسير في اتجاه الوقوف على ضرورة معرفة الحلقة المفرغة، التي تحول دون قيام الأطر العلمية بدورها في الاتجاه الصحيح، والعمل على إزالة جميع العقبات التي تحول قيام الأطر العلمية بدورهم في محاربة الفكر الخرافي، والفكر الغيبي، الذي يقف عقبة كأداء أمام نفاذ الفكر العلمي إلى نسيج المجتمع؟

وبالنسبة لطبيعة العلاقة بين التقاليد، والمعرفة العامة، فإننا نجد أنها تتخذ ثلاث مستويات:

المستوى الأول: هو مستوى احتواء التقاليد للمعرفة العامة، وبالتالي، فان التقاليد هي التي تحدد:

ما نوع المعرفة التي يجب أن تسود بين أفراد المجتمع في كل بلد من البلاد العربية، ومن باقي بلدان المسلمين؟

وما هي المعرفة التي يجب تجنبها لتناقضها مع التقاليد؟

وفي هذا المستوى، نجد أن المعرفة العامة تصير في خدمة ترسيخ التقاليد في مستوياتها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

المستوى الثاني: هو مستوى احتواء المعرفة العامة للتقاليد، بحيث تصير المعرفة المحددة لتوعية التقاليد التي يجب أن تسود بين الناس، وهي المحددة لنوعية التقاليد التي يجب تجنبها، من أجل صياغة مسلكية فردية، وجماعية، على مقاس المعرفة العامة السائدة في المجتمع.

والمستوى الثالث: هو المستوى الذي تكون فيه العلاقة بين التقاليد، وبين المعرفة العامة، علاقة جدلية، تؤدي إلى تأثير التقاليد في المعرفة العامة، وإلى تأثير المعرفة العامة في التقاليد في نفس الوقت، والتأثير المتبادل بين التقاليد والمعرفة العامة، لا بد أن يؤدي إلى تطور، وتطوير التقاليد، والمعرفة العامة في نفس الوقت.

وسيادة مستوى معين من هذه المستويات المذكورة، لا بد أن ينتج عن توافر شروط معينة: اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية، تؤدي إما إلى هيمنة التقاليد على المعرفة العامة، أو إلى هيمنة المعرفة العامة على التقاليد، وإما الى قيام علاقة جدلية بين التقاليد، وبين المعرفة العامة، التي لا تكون إلا لصالح المجتمع. وبالتالي، فإن الحجاب الملتصق بواقع المرأة، سيكون إما نتيجة لهيمنة التقاليد على المعرفة العامة، وإما متأثرا إيجابيا بهيمنة المعرفة العامة على التقاليد، أو يعرف طريقه إلى الزوال بفعل العلاقة الجدلية التي تقوم بين التقاليد، وبين المعرفة العامة.

والمعرفة الجيدة، بهذه المستويات، وبالشروط الموضوعية التي تفرزها، تساعد على العمل على إنتاج شروط معينة، لإفراز علاقة معينة، تكون في خدمة تطور، وتطوير التقاليد، والمعرفة العامة.